الحقيقة انني كنت توقفت عن متابعة الموضوع لانشغالي في الفترة السابقة ، ولاني اردت ان يكون لي اسلوبا جديدا في الحوار في المنتدى عندما اعود ان شاء الله ، ولكن يبدو ان الاخوة المسلمين لا يريدون ان يفهموا ان صمتنا ليس عن عجز في الرد ، وليس عن قوة اقناع في رد الاخ الصفي ، بل العكس هو الصحيح .
وضحنا في كلامنا السابق ان القرآن يحتوي على تناقض ظاهر في خلق السموات والارض ، وفي أيهما خلقه الله قبل الآخر ، وايهما فعل الله فيه آخر الخلائق قبل استوائه على العرش .
وكان الأخ الصفي يراوغنا محاورا ، فلا يريد ان يكتب شيئا نستطيع الاعتماد عليه في القياس لكي نفهم ما هو القول الفصل والاخير فيما يسنده القرآن الى افعال الله وخلقه قبل استوائه على العرش
من ضمن ما راوغنا فيه الاخ الصفي هو رفضه لما جاء في التفاسير ، وايضا عدم التصريح بوضوح هل ما فعله الله في السماء الدنيا ( والوارد ذكره في صورة الصافات ) هو نفسه ما فعله في السموات السبع ، ( الوارد ذكره في سورة فصلت )
تعال معي لنرى :
يتحدث القرآن عن سبع سماوات في بضع آيات قرآنية
(أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً وَجَعَلَ الَقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً) ( سورة نوح : 71 – 16) (من العهد المكي المبكر)
(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ)( سورة الملك : 67) (من العهد المكي الوسيط)
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)( سورة المؤمنون 17 و86 ) (من العهد المكي المتأخر)
(فَقَضَاهُّنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا) (سورة فصلت 12 )(من العهد المكي المتأخر)
(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السََّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ)( سورة الإسراء17) (وتعود للسنة الأولى للهجرة)
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)( سورة البقرة 2 ) (وتعود للسنة الثانية للهجرة)
وقد تحدث القرآن ايضا عن ما حدث في السماء الدنيا :
(إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةِ الْكَوَاكِبِ) (سورة الصافات 6 )(من العهد المكي المبكر)
(فَقَضَاهُّنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً) (سورة فصلت 12 )(من العهد المكي المتأخر)
(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً... وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ) (سورة المُلك :3 و5 )(من العهد المكي الوسيط)
وقد اتفضح المفسرون جميعهم ان ( المصابيح ) هي الكواكب والنجوم .
ولكن القرآن يقول ان هذه ( الزينة ) الكواكب هي رجوما وحفظا للشياطين من تعدي حدود معينة في السماء .
(إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةِ الْكَوَاكِبِ وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ لاَ يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ)( سورة الصافات 6 – 10) (من العهد المكي الأول)
(وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً)(سورة الجن سورة 7 و 9) (من العهد المكي المتأخر)
(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) (سورة المُلك 5 )(من العهد المكي الوسيط)
(وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَاٍن رَجِيمٍ إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ) (سورة الحِجر 16-18 )(من العهد المكي المتأخر)
والان اذا وضعنا هذين النصين مرة اخرى
أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا *وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا
(النازعات 27 : 32)
{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (12) سورة فصلت
الا تتكلم الايتان في السورتين عن فعل الله في السماء الدنيا ؟؟؟؟
قال المفسرون في الآية لسورة النازعات ( اغطش ليلها واخرج ضحاها ) بمعنى خلق الشمس والقمر والنجوم والكواكب
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafs...Sora=79&nAya=28
تفسير ابن كثير يقول :
رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا
أي جعلها عالية البناء بعيدة الفناء مستوية الأرجاء مكللة بالكواكب في الليلة الظلماء .
وجاء في الجلالين :
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا
" وأغطش ليلها " أظلمه " وأخرج ضحاها " أبرز نور شمسها وأضيف إليها الليل لأنه ظلها والشمس لأنها سراجها
والطبري :
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا
القول في تأويل قوله تعالى : { وأغطش ليلها } وقوله : { وأغطش ليلها } يقول تعالى ذكره : وأظلم ليل السماء , فأضاف الليل إلى السماء , لأن الليل غروب الشمس , وغروبها وطلوعها فيها , فأضيف إليها لما كان فيها , كما قيل نجوم الليل , إذ كان فيه الطلوع والغروب . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
اذا فكل المفسرون اجمعوا على ان ( زينا السماء الدنيا بمصابيح ) في سورة الصافات ،هي نفس التفسير ( اغطش ليلها واخرج ضحاها ) من سورة النازعات .
فيكون القرآن في سورة النازعات يقول ان الله خلق الكواكب ، وبعدها دحا الارض
وفي سورة الصافات ان الله خلق الكواكب كآخر شيء ولم يفعل اي شيء آخر بعده
جدير بالذكر ، ان آخر رد من الاخ الصفي والذي توقفت بعده كان سخرية وتهكم .
ولذلك فانا اترك الحكم للقاريء المحايد الباحث عن الحقيقة فقط .
مع التحية