{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 12 صوت - 3.58 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #21
قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
هذه المقالة منقولة من إبلاف .
ردا على تهكم د / شاكر النابلسي و تشككه من دوافع سيد القمني و التي أشار إليها الزميل العزيز إبراهيم . ملاحظا أن كل من يدين النابلسي يقتبس منه عندما يكتب ضد سيد القمني ، بينما لا يجد النابلسي من يستشهد به سوى المتأسلمين مثل المحامي مرشد المباحث منتصر الزيات كي يدين القمني !.و لكنها مقاييس العرب المزدوجة و العرجاء و عدالتهم العوراء ..
فالعرب قوم لا يعدلون .
GMT 20:45:00 2005 الإثنين 18 يوليو
كمال غبريال


صديقي وصديق كل عاشق للحرية، المفكر والإنسان د. سيد القمني: تضمن مقالي الأخير أنك فضحت ببيانك الجميع: طيور الظلام، والذين يقدمون لها الحب والماء والأعشاش، والذين يصفقون لتحليقها كغمامة سوداء فوق رؤوسنا، كما فضحت غير المبالين الذين يقتصر دورهم على التناسل، أو وضع مزيداً من البيض المرشح لفقس المزيد والمزيد من طيور الظلام.
لكن أعترف لك يا صديقي بأنني لم أتصور أو أتوقع أن يتوالى مسلسل الفضح والفضائح التي كشفها بيان من عدة سطور، ورغم رجائي لك بالا تحزن، إلا أن الأمانة تقتضيني أن أعترف أنني حزين إلى حد انكسار الروح، ليس مما تسميه ويسميه البعض تراجعك أو تخاذلك في مواجهة العقارب والخفافيش، ولا من المطبلين لهم والمتآمرين معهم، وإنما مما كشفته رياح بيانك، من حقيقة من كنا نعتبرهم رسل الليبرالية إلى شرقنا المأفون، وسفراءنا في عالم الحضارة والتقدم!!
لا تحزن يا أخي من بضع كلمات هزيلة، اعتمدت منهج التجريح الشخصي، وكأنهم يقومون بسلخ جلدك، قبل أن يتمكن الإرهابيون من النيل منك، لا تحزن ولن أحزن إذا تطاولوا أيضاً على مصر الخضراء وأبنائها، فنحن فعلاً في موقف لا نحسد عليه، وهذه فرصة لأصحاب البادية، ليمارسوا ما نشأوا عليه من عشق الذبح والسلخ والغزو والنهب، وهو ما ظهر عدم تمكنهم من الخلاص منه، حتى لو استوطنوا النصف الآخر من العالم، وحتى لو ملأوا أفواههم بشعارات الحرية والأخوة والمساواة!!
ليس هؤلاء البدو والأعراب الأشد نفاقاً هم كل الصورة، فلابد أنك قرأت وتقرأ كل ما كتب، وعاينت التضامن الرائع من إخوانك المفكرين المتحدثين بالعربية باختلاف مرجعياتهم الفكرية وأصولهم العرقية والجغرافية.
إنها حقاً لمأساة أن نترك الموضوع، ونسدد الخناجر للأجساد، أن نستدير عن البحث في الواقع المأساوي الذي ترزح تحت نيره شعوبنا، ويكابد فيه المفكرون الأحرار الأمرين، لنوظف بلاغتنا في التجريح الشخصي المعيب لزميل لنا بل أستاذ للجميع، صدرت عنه صرخة خوف وإشفاق على مستقبل أولاده وأولادنا جميعاً!!
نعيب على العامة من الناس عدم استنارتهم، ونعيب على الواقعين تحت تأثير الأيديولوجيات والأفكار الفاشية قبولهم واعتناقهم لها، كما نعيب على المتاجرين والمزايدين، لكن ماذا نقول عن المتشدقين بالليبرالية من ساكني الغرف المكيفة في عواصم النور والتقدم والحداثة؟!!
كنا نردد دائماً أن شعوبنا مبتلاة بصفوتها، لكننا حقيقة لم نتصور أن يصل الابتلاء إلى هذا الحد المفجع، وكنا نتعجب على من يستوطنون الغرب من أبنائنا، ثم يتحولون إلى قتلة بدلاً من أن يصيروا رسل تنوير، لكن لم يخطر ببالنا أن من عددناهم رسل التنوير، سيعجز أشهر رموزهم عن التخلص من بداوته، ومن هواية أكل لحم أخيه، بل وسلخه حياً.
إنه ذات الداء الذي حول بعضاً من أبنائنا إلى إرهابيين وقتلة.
ترك الموضوع والتركيز على الذات.
فمن المفترض أن الخلاف بين شخصين أو ذاتين هو خلاف على موضوع العلاقة بينهما، وبالتالي ينبغي أن يكون تركيز كل طرف على تغيير طبيعة هذه العلاقة لتتطابق مع وجهة نظره، وقد يتم هذا بطرق سلمية أو بوسائل عنيفة، لكن حتى مع استخدام العنف، لا يكون الهدف الأساسي تصفية الخصم الجسدية، وإنما الهدف إجباره على تغيير طبيعة العلاقة محل الخلاف، وحتى إذا ما تطورت الأمور إلى حد التصفية الجسدية، فإن هذا في الوضع الطبيعي الإنساني يحدث كنتيجة جانبية أو ثانوية للصراع، وليس كهدف أساسي.
من هنا كان المأزق الإنساني والفكري لجماعات التطرف والقتل، والتي تدعي لنفسها رسالة سياسية أو دينية، كتبرير للممارستهم القتل، وكان من الممكن أن نصدقهم، أو حتى نلتمس لهم عذراً، إذا كانت ممارساتهم تتجه لتعديل نوع العلاقة مع الآخر، وليس استهدافه جسدياً كهدف أساسي.
كنا نعيب على المخونين والمكفرين لنا نحن الليبراليين، عزوفهم عن مناقشة مقولاتنا مناقشة علمية جادة، وتركيزهم على التشويه والتكفير والاتهام بالعمالة، وكنا نعزو ذلك النهج إلى الجهل، وعدم الخبرة بأصول الحوار العقلاني، وعدم التعود على وجود رأي آخر، وادعينا لأنفسنا منهجاً وفكراً ينقذ الشرق مما هو فيه من بلاء وجهالة، فإذا ببعضنا أشد جهالة من الجهلاء!!
مأساة أن يقع داعية ليبرالي في هذا الفخ!
مأساة أن يقع أستاذ جامعي في تلك الحفرة!
مأساة أن أن تعجز بلاد الحضارة والنور عن نزع البداوة من قلب وعقل أعرابي استوطن الغرب من سنوات طويلة!!
لا تحزن يا صديقي د. سيد القمني من سفالتهم، ويكفيك ما أنت فيه من هموم إنسانية وشخصية!
دع الحزن وانكسار الروح لي!!
07-20-2005, 10:51 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #22
قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
بهجت

لا تضخم الموضوع فيما يتعلق بما كتيه شاكر ورد غبرائيل عليه

الموضوع لا يتعلق بالقمنى فالدوافع التى تحرك كليهما ليس لها علاقة بموضوع القمنى
النابلسى بما انه يعمل عمل جزئى وكاستشارى لعدة مراكز بحثية اميركية يمينية يهودية ( فقط كوسيلة لتلقى بدل اتعاب فليس لديه ما يستشيروه به ) ادرك التوجهات التى تجرى من خلف الكواليس فى هذه المراكز ونصائحها للادراة الاميركية حول التعامل مع الجماعات الاسلامية فى المنطقة وهى الاخوان المسلمين تحديدا...خرج ليهلل ( وبشكل مفاجىء مناقضا كل ما كتبه سابقا ) لتصريح نائب المرشد العام للجماعة والذى هو تصريح تصالحى مع الاقباط وحقوقهم كمواطنين ويلغى مفهوم الذمة كموضوع تاريخى لا قيمة معاصرة له ( وهو فى الحقيقة كان تصريح ثورى من هذه الجماعة حسب وجهة نظرى ) و خرج شاكر ليطالب الاقباط بشكل او باخر ان يخرسوا وان لا يشرشروا كثيرا وان يحاولوا فتح جسور مع الاخوان

هذا لم يعجب الطائفى القبطى كمال جبرائيل ( رغم ادعائه الليبرالية ) والذى لربما لم يفهم التوجهات الاميركية ولا زال يحلم بدخول دباباتهم القاهرة لتفرض عليها ليبرالية اخر زمن ... فشعر بالغضب من النابلسى واشتبك معه

لا تتعب نفسك فنحن لسنا امام تيار فكرى او سياسى او حالة منظمة كما يشيع البعض ( اما ما الذى يشكله هذا الخليط فهذه حكاية اخرى )
07-20-2005, 11:32 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #23
قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
أخرج من دهاليز "العمالة" و"المؤامرة" التي تخيم بها، وقل كلاماً تستطيع أنت نفسك أن تصدقه، عوضاً من "لحس عقولنا" باتهام كل من خالفك الرأي بأنه "مشبوه وخائن".

ذكرتني، ورب الكعبة، بخطاب البعثيين والقومجيين ... (وبالمناسبة، أنا نفسي كنت أرتع أيضاً في حمأة هذا الخطاب الإقصائي الرخيص ... ثم تعالجت ... "عقبالك":)) ...

واسلم لي
العلماني
07-21-2005, 12:09 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #24
قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
العلمانى

( أخرج من دهاليز "العمالة" و"المؤامرة" التي تخيم بها، وقل كلاماً تستطيع أنت نفسك أن تصدقه، عوضاً من "لحس عقولنا" باتهام كل من خالفك الرأي بأنه "مشبوه وخائن". )

بربك اين ذكرت عمالة ومؤامرة

ان كنت تحدثت فكلامى يدور فى النهاية عن مشاريع سياسية ليست مخبأة واستراتيجيات ومصالح معروفة تماما ..كل هذا يحتاج لادوات عمل..ادوات عمل متنوعة قد تمر بمخبرين وجواسيس وعملاء وجيوش ..لكن ليس هذا فقط بل وبادوات اخرى... قصة مراكز الابحاث هذه مسالة معروفة تماما فى اميركا وكل مركز معروف ولائه ومصادر تمويله واهداف عمله ...انا تحدثت فى هذا السياق ... ولن اتوسع اكثر عما كتب قبل عدة سنوات حول ما كان يجرى خلال الحرب الباردة من تمويل وشراء وتوجيه مؤسسات ثقافية وفكرية كاملة وبوسائل استخبارية حتى من دون ان يعلم العاملون والمفكرون فى هذه المؤسسات انهم ينفذوا اجندة محددة.. ولن اتوسع بما شاهدته بعينى فى فلسطين

كم ستكون الحياة بسيطة وجميلة لو ان كل هذا يتم فى اطار مجرد مناظرات فكرية للتسالى كما نفعل هنا
07-21-2005, 12:21 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #25
قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
العزيز فضل .
لا حاجة لأحد بالفعل كي يؤكد ما هو مؤكد للجميع .
لدى معظمنا كتاب من الذي دفع للزمار؟ من تأليف فرانسيس ستونر سوندرز ، و هكذا نعرف أنه بمجرد انتهاء الحرب العالمية الثانية تم تجنيد كبار الكتاب كأسلحة في الحرب الباردة الثقافية ،. جميعنا قرأ أيضا في الصحف العراقية بعد سقوط صدام قوائم المصروفات السرية و الرشاوى التي خصصت لشراء الكتاب و السياسيين العرب وغيرهم ، عقب سقوط الاتحاد السوفيتي نشرت قوائم بالمصروفات السرية التي دفعت لقادة الأحزاب الشيوعية العربية ،و شملت هذه القوائم كل المناضلين الماركسيين تقريبا ، لسنا في حاجة للحديث عن قدرة البترودولار على شراء العقول العربية و هدايتها إلى صحيح الدين الوهابي ، فما أحلى العودة لحظيرة الإيمان داخل سيارة مرسيدس !.
يا عزيزي فضل .. لقد انتهى عصر البراءة ، لم تعد هناك عذارى يا سيدي وما تعتقده غشاء للبكارة هو من صنع طبيب ماهر ، فلماذا لا نتوقف عن البحث عن ذلك الغشاء التاريخي و نكتفي بسيدة محترفة تحفظ عهود الزوجية لأطول فترة ممكنة .
لنهتم بالأفكار إذا و نترك ما عداها ، فالكتاب لا يقرأ من عنوانه كما يعتقد العرب بل من صفحاته كلها . لندع الشطارة و معرفة بواطن الأمور ، فكل ذلك بالإضافة للفهلوة لم يذهب بالمصريين بعيدا فلم نكرر الأخطاء . لنكن إذا أقل ذكاء و أكثر قراءة فربما صنعنا شيئا حقيقيا يوما ما .
07-21-2005, 01:33 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بوعائشة غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,825
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #26
قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
يا أخوان الموضوع ببساطة ، على كل من يريد التعبير عن رأيه احترام مشاعر الغالبية العظمى من المجتمع الذي يعيش فيه وأن يعبر عن رأيه باحترام وحذر كبير بدلاً من استثارة المجتمع عليه..

صدقوني كل من سمع بالقمني أو شاهد أسلوبه في الاتجاه المعاكس يلعنه ألف مرة ويشمت فيه ، اتكلم طبعا عن المسلمين العاديين ، لا يظن أحد بأن سيأتي يوم ويسمح لكائن من كان بالاعتداء على مقدسات المسلمين في بلادهم وسيواجه بالصمت أو التجاهل بل ستصيبه إحدى اثنتين أما هجوم عنيف ولعن سلسفيل جدوده أو سيشاهد عنقه في مهب الريح..

المسلمين العاديين البسطاء وبعد الأحداث العنيفة التي لحقت بهم وشعور الناس بمحاولة الغرب خصوصا امريكا تركيعهم باتوا أكثر عنفاً والعنف يولد العنف..

لا تعني حرية الرأي بأن أسب أمك أو ألعن شرفك أو أتكلم في عرض إنسان ، فحرية الرأي لها حدود ولها قانون يحكمها وهي ليست مطلقة ولن تكون..

بقي أن سيد القمني أخذ أكبر من حجمه بكثير ، أما النابلسي وأمثاله ، فأصعب الصعب هو توضيح الواضح كما يقول علماء المنطق..

تحياتي
07-21-2005, 01:50 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #27
قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
هذا الرجل قمت بتفتيشه ولم أجد معه دولارات ، لهذا سأنقل مقالته على أمل ألا يكون خائنا ، اما إذا خدعني و كانت العملة المريبة التي معه هي يورو فعذرا !.
الإثنين 18 يوليو
صالح إبراهيم الطريقي

قد يبدو من المنطقي أن تكون البداية بحكاية (جاليليو) الذي قمع أكثر من اللازم في عصور محاكم التفتيش، ورضخ لتهديد الكنيسة، وأنا أبدأ الكتابة عن المقموع (سيد القمني). تقول الحكاية: حين خرج (جاليليو) باكتشافه العظيم والذي حطم حكاية الكنيسة القديمة بأن الشمس تدور حول الأرض، فقد أثبت أن العكس صحيح وأن الأرض هي من يدور حول الشمس بل ورغم أنفها وأنف كل القساوسة (الدجالين)، غضبت الكنيسة وأعلنت أنها ستحرقه تقربا إلى الله إن لم يعد عن كفره، فأعلن (جاليليو) في المحكمة، تفاهة وتهافت فكرته واكتشافه، فعاد إلى حظيرة الكنيسة مع القطيع ليرعى مع بقية الرعية.
رغم اعترافه، لم تقتنع الشمس بأنه يجب عليها أن تلف هي حول الأرض، ولا هي الأرض كفت عن الدوران من أجل سمعتها وسمعة القساوسة حول الشمس.
في ذاك اليوم وبعد أن نجى من الحرق، التقى به أحد تلاميذه غاضبا على ضعف معلمه، وقال له بصريح العبارة : ويل أمة لا تملك أبطالا.
قال جاليليو باختصار : ويل أمة تحتاج لأبطال.
هكذا كان يرى جاليليو الأمور، وأظنه كان يريد أن يقول إن أمة لا تصنع إنسانا قويا، وتجلس على قارعة التاريخ تنتظر (بطلا خارجا من شقوق الزمان)، ليخلصها ويحل مشاكلها، أو تنتظر كما يقول أحد الدكاترة السعوديين حين سئل عن كيف ستخرج هذه الأمة من أزمتها : (إن السماء دائما ما تتدخل حين يطغى قوم على قومِ).
فيما تلميذه كان يريد من جاليليو أن يحترق، ليقدسه ويعبده بعد مماته، ويروي ويحاج الآخرين عن عظمة معلمه الذي مات من أجل المعرفة، وأنه لا يحق لأحد نقد فكر جاليليو المخلص، وبعد وقت يصبح مقدسا لا يحق للجيل الجديد نقد أفكاره متعللا (ألا يكفي أنه احترق ليكون على صواب؟).
بعد هذه الحكاية/المقدمة، علي أن أنوه بأني لا أريد إيصال فكرة مفادها أني أقارن بين (جاليليو) و (القمني)، فما أتى به (جاليليو) حقيقة مازالت قائمة ولا يمكن نفيها أو الجدل بها أو الاختلاف حول من يدور حول الآخر الشمس أم الأرض؟، فيما (القمني) وما يطرحه قابل للصواب والخطأ، وللجدل وللرفض، بقدر ما أريد إيصال أن تلاميذ (جاليليو) هؤلاء الثوريون المراهقون المخربون والطيبون أيضا، والمتواجدون بكثرة في كل حقبة زمنية (ولأنهم كثيرون لا يذكرهم التاريخ بل يذكر أصنامهم فيما هم يذكرون بالتلاميذ دون معرفة أسمائهم لأن التاريخ لا يمكن له كتابة أسماء كل التلاميذ).
هم اليوم غاضبون على (القمني) ويصرخون بوجهه (يا جبان)، وهناك من وصفه بالميت الحي، لأنه رضخ ولم يقبل بأن يكون ميتا فقط.
هؤلاء ومع احترامي الشديد لإنسانيتهم، هم يريدون أصناما ليعبدوها، هم كذلك يريدون الآخر أن يضحي من أجلهم وليمت، وسيكتبون عنه معلقات بعد مماته، ثم يتركون أبناءه إلى السماء وحين لا تمطر السماء مالا، سينطلق الأبناء للطرقات.
لنبتعد عن التلاميذ ولنتحدث بشيء من المنطق، أعني منطقي أنا حول ما حدث وما يحدث، وهل من المنطقي أن يتخذ (القمني) هذا الموقف القريب من موقف (جاليليو) ويكفر بكل ما قاله؟
عني باستطاعتي أن أنظر وأقول لو كنت مكانه سأكتب ولن أكترث، ولكن عند المحك لا يعرف الإنسان ما التصرف الذي سيتخذه لأن الأمر يتعلق بالخوف، فالطبيعي أن يهرب الإنسان حين يواجه وحشا وهو أعزل، يتعلق بحب الحياة، يتعلق بحبك لأطفالك وهل أنت تفكر كالبقية بأن السماء ستمطر، أم أنك تعرف أن الأوطان العربية لم توجد ولا هي أسست منظومة تحمي أبناءك من التسكع والتسول في الطرقات، وأن عليك واجبا أمام هؤلاء الأطفال الذين تسببت في وجودهم بهذا العالم، وأنه لا يحق لك أن تفكر بعيدا عنهم وعن احتياجاتهم، لأنهم لم يجبروك على إحضارهم لهذا العالم المليء بالرعب، ثم تتركهم للطرقات.
لهذا لن أجيب على سؤال ما الذي يجب على (القمني) فعله بقدر ما أريد طرح سؤال أهم مفاده : هل ما فعله (القمني) يدخل ضمن الأمر الطبيعي، أم هو شاذ ومخالف لما هو سائد في العالم العربي؟
الأرض لا تنبت إلا ما تزرع، والمجتمع لا يمكن له إنتاج إنسان قوي طالما هو يقمع الفرد ويرعبه ويخيفه ولا يحقق له حياة كريمة ويطالبه بأن ينافقه وإلا سينفيه أو يرميه للطرقات، والكاتب المفكر هو في النهاية إنسان/ نبتة زرعت في أرض مليئة بالقبح والناجون قلة، وهؤلاء القلة إما منفيون في الأرض أو تحت الأرض.
يتحدث الكثير عن جبن (القمني) وأنه خضع لهذا التهديد، ولم يتحدثوا عن كل هذا الرعب الموجود في عالمنا العربي والأسطوري أيضا.
فالرعب ليس موجودا في هذه الفئة، فثمة إرهاب آخر وهو إرهاب الدولة وتهديد الكاتب أو ترغيبه ليتحول من مفكر إلى مبرر لسياسات الدولة، أو يصبح عاطلا عن العمل، هناك إرهاب جماعي أيضا، وأعني إرهاب المجتمع للفرد حين يقرر ألا يعيش هذا النفاق الاجتماعي وأن يعيش كما يريد هو بعيدا عن هذا الزيف المسمى عادات وتقاليد لا كما يريد له المجتمع، هناك إرهاب أكثر قسوة وهو إرهاب الكتاب الذين يجردون الإنسان من حقه أن يكون إنسانا يخاف على حياته في أوطان مرعبة.
إن من هددوا (القمني) بقطع رأسه ليسوا نبتا شيطانيا، إنهم أشخاص ينفون ويرفضون الرأي الآخر، وهؤلاء كثيرون ولكل منهم سلاحه، هناك من ينفيك باسم الله، وهناك من ينفيك عن الأخلاق والشرف حين تختلف معه، وكلتا الفئتان مرعبة ، وكلتا الفئتان ينتجهما المجتمع العربي بكثرة.
إن أزمتنا ليست لأن (القمني) والكثيرين يغيرون أفكارهم، بل لأن الأرض التي يزرع بها الإنسان أرض قاحلة، أرض/ مجتمع إلى الآن لم يؤسس لاحترام الفرد، فالفرد لا قيمة له وهو تافه ويمكن له أن يموت غير مأسوف عليه، فما بالك حين نتكلم عن أفكاره.
حتى على مستوى الكثير من المثقفين لا قيمة للفرد ، فهم يريدون (القمني) أن يموت ولا يرضخ لهذا الرعب، ولم يسألوا أين وزارة الداخلية ولماذا لا يتحقق للفرد العادي الأمن؟
لِمَ كل هذا الإرهاب وذاك العنف الجسدي واللفظي يسكن في الأوطان العربية؟
إن ما فعله (القمني) أمر طبيعي، أو هو متوقع لأن الأرض لا تنبت إلا ما تزرع، والمجتمع ينتج الفرد بهذه المواصفات إلا من رحمه ربي.
لهذا كفوا عن إرهاب الرجل، فليس من العدل أن تهدد حياته بسبب أفكاره، وتهدد إنسانيته وكرامته بسبب تركه هذه الأفكار القاتلة.. وتساءلوا لماذا المجتمعات العربية تصنع كل هذا الرعب للإنسان؟
إن (القمني) يعلن وإن لم يقل هذا بصريح العبارة، إنه إنسان خائف ومرعوب، لهذا لا تطلبوا منه أن يكون نصف إله يعبد هو وأفكاره بعد مماته.
لا أدعو هنا لأن يكون الإنسان خائفا، بل أود أن أقول أصلحوا الأرض لتكون النبتة قوية وقادرة على الإيمان بأفكارها والدفاع عنها، لأن الإنسان حين يشعر أنه وحيدا في هذا الوجود، وأنه لو حدث له مكروه من مجنون إرهابي، سيترك أطفاله للطرقات ولن تؤمن لهم حياة كريمة، لا يكفر بأفكاره بل وبهذه الأرض التي لا تنبت إلا العهر.
الله عز وجل خالق الإنسان، حين توضع حياة الإنسان على المحك وتهدد، يغفر لعبده أن يذبح قربانا لغيره، فيما أنتم تريدون منه تقديم حياته برهانا على أن المتطرفين سيئون.
بقي أن أقول: حين تكون التربة فاسدة لا يحق لكم أن تسألوا لماذا النبتة ضعيفة؟
07-21-2005, 02:00 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #28
قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
بهجت



( لنهتم بالأفكار إذا و نترك ما عداها ، فالكتاب لا يقرأ من عنوانه كما يعتقد العرب بل من صفحاته كلها . لندع الشطارة و معرفة بواطن الأمور ، فكل ذلك بالإضافة للفهلوة لم يذهب بالمصريين بعيدا فلم نكرر الأخطاء . لنكن إذا أقل ذكاء و أكثر قراءة فربما صنعنا شيئا حقيقيا يوما ما .)

طيب وحياة دينك... ان مشكلتنا الحالية اننا اصبحنا نقرا اكثر مما نحتاج ..اننا نقرا كثيرا وكل شىء ...نقرا كل الكتاب حتى بين سطور الكتاب
07-21-2005, 02:17 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #29
قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
اقتباس:  فضل   كتب/كتبت  
بهجت



( لنهتم بالأفكار إذا و نترك ما عداها ، فالكتاب لا يقرأ من عنوانه كما يعتقد العرب بل من صفحاته كلها . لندع الشطارة و معرفة بواطن الأمور ، فكل ذلك بالإضافة للفهلوة لم يذهب بالمصريين بعيدا فلم نكرر الأخطاء . لنكن إذا أقل ذكاء و أكثر قراءة فربما صنعنا شيئا حقيقيا يوما ما .)

طيب وحياة دينك... ان مشكلتنا  الحالية  اننا اصبحنا  نقرا اكثر مما نحتاج  ..اننا نقرا كثيرا وكل شىء  ...نقرا كل الكتاب حتى بين سطور الكتاب  
عزيزي
وحياتك دينك أنت أيضا هذه ملاحظة شاملة ولا أخصك انت بها ، فبهجت يعرف قدرك و يحترم ثقافتك مهما اختلفت توجهاتنا ، بل أراك تمر بنفس التجربة التي مررت بها بحثا عن توافق ما مع الإسلام السياسي ، ولن يطول الوقت الذي سترى فيه أنه لا فكر هناك ولا مستقبل ، بل حلم مستحيل ملطخ بالدماء .
فلا تطل الغيبة .
ولك خالص التقدير .
07-21-2005, 10:06 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #30
قراءة في توبة ابن القمني عن الأفكار التنويرية .
اقتباس:  بوعائشة   كتب/كتبت  
يا أخوان الموضوع ببساطة ، على كل من يريد التعبير عن رأيه احترام مشاعر الغالبية العظمى من المجتمع الذي يعيش فيه وأن يعبر عن رأيه باحترام وحذر كبير بدلاً من استثارة المجتمع عليه..

صدقوني كل من سمع بالقمني أو شاهد أسلوبه في الاتجاه المعاكس يلعنه ألف مرة ويشمت فيه ، اتكلم طبعا عن المسلمين العاديين ، لا يظن أحد بأن سيأتي يوم ويسمح لكائن من كان بالاعتداء على مقدسات المسلمين في بلادهم وسيواجه بالصمت أو التجاهل بل ستصيبه إحدى اثنتين أما هجوم عنيف ولعن سلسفيل جدوده أو سيشاهد عنقه في مهب الريح..

المسلمين العاديين البسطاء وبعد الأحداث العنيفة التي لحقت بهم وشعور الناس بمحاولة الغرب خصوصا امريكا تركيعهم باتوا أكثر عنفاً والعنف يولد العنف..

لا تعني حرية الرأي بأن أسب أمك أو ألعن شرفك أو أتكلم في عرض إنسان ، فحرية الرأي لها حدود ولها قانون يحكمها وهي ليست مطلقة ولن تكون..

بقي أن سيد القمني أخذ أكبر من حجمه بكثير ، أما النابلسي وأمثاله ، فأصعب الصعب هو توضيح الواضح كما يقول علماء المنطق..

تحياتي
يا عزيزي ما زالت أعتقد أنه يجب ان ندين المجرم لا الضحية .
إن انسحاب الكاتب يعني موته وهو لا يفعل ذلك كنوع من الدلال بل فرار من ليل أسود طويل يملأ سماء بلادنا البائسة .
و سلمت
.
07-21-2005, 10:13 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  دراسة ( السم بالدسم ) - قراءة فى فكر اللعين جون لافين - الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 599 05-02-2012, 04:18 PM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  (( السم بالدسم ))- قراءة فى فكر اللعين لافين - بقلم الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 688 05-02-2012, 07:43 AM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  انكماش الرأي حسب تغير الدافع.."قراءة في جدلية الإخوان والولايات المتحدة" فارس اللواء 4 1,324 03-11-2012, 03:04 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الثورات تُسقِط أنظمة الأفكار أيضاً! الحوت الأبيض 0 907 06-20-2011, 08:38 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  قراءة بخطاب بشار الأسد: فتنة ـ مؤامرة و إصلاحات مصطفى علي الخوري 1 1,989 04-16-2011, 07:42 AM
آخر رد: أبو إبراهيم

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS