صفوان
مرحبا بك
أذكر أنني بالفعل سئلت مثل هذا السؤال و لكنني نسيتت ممن.
و أذكر ايضا أنني أجبت عليه. هل أنت معاذ إذا لم تخني ذاكرتي؟
للعلم الدكتور شحرور يمتلك الآن موقعا و تستطيع أن تسأله مباشرة و هو يجيب على اسئلة القراء. على كل حال لنبدأ أولا بموضوع الشمس و القمر
بداية انصحك بقراءة هذا الكتاب للدكتور زغلول النجار حتى تفهم بوضوح تاويل هذه الآية و هو متوفر في الأسواق.
http://www.neelwafurat.com/abookstore/book...d=126261&frmt=c
اقتباس:انت عللت صحة تجلية التهار للشمس حيث تقول ان الغلاف الجوي مع ضوء الشمس الساقط يعمل كالمصباح.
ولكنك لم تشرح لنا كيف يمكن لليل ان يغشاها.
حبا و كرامة
إذا كان النهار هو الذي يجلي الشمس فمن الطبيعي أنها و قبل أن يجليها النهار كانت مغطاة بالظلام أي أن الليل يغشاها بطبيعة الحال كما يقول كتاب الله.
فالشمس بطبيعتها غير ساطعة فلو نظرت إليها من سطح القمر مثلا أو من اي نقطة خارج الغلاف الجوي لرأيتها عبارة عن دائرة ذات لون ازرق داكن, فالغلاف الجوي يعمل على تكسير اشعة الشمس و تغيير ترددها عندما تصطدم به بحيث تصبح من النوع المرئي للعين البشرية .
لاحظ قوله تعالى :
(هو الذي جعل الشمس ضياء )
(وجعل الشمس سراجا )
فكلمة جعل تفيد التغيير في الصيرورة.
أي أن الشمس ما كنت مضيئة ثم جعلها الله ضياء.
نأتي الآن إلى موضوع الكتاب و القرآن.
بداية أحب أن أخبرك بهذه المعلومة
أن شريعة موسى المتضمنة للرسالة و الأحكام تسمى عند اليهود ( كتوبيم )
الآن دعني أسرد السياق الكامل للآية التي أوردتها :
(وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ [SIZE=5]
بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )
فهم يحكمون بالتوراة بما استحفظوا من كتاب الله و كانوا عليه شهداء أي بالرجوع للكتاب
لقد فصل الله في أكثر من موضع بين الكتاب و بين التوراة و الإنجيل و أذكرك بالآيات التالية :
( واذ اتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون )
و قال أيضا عن المسيح (ع):
(ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل)
( اذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك اذ ايدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا واذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل )
إذن فالعطف يدل أن هذا ليس هو ذلك.
و قبل أن تبادر بسؤالي عن تأويل هذه الآية
(
وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون).
أجيبك على سؤالك بالإقتباس التالي من كتاب الدكتور شحرور الثاني :
اقتباس:واضح أن الآية تحكي عن أهل الإنجيل حصرا. فلماذا هذا الحصر بأهل الإنجيل ونحن نعلم أن الكتاب المقدس عند المسيحيين هوا لعهد القديم والعهد الجديد، الذي يحتوي على (الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل)، ولماذا خص الإنجيل بالذات من هذه المركبات الأربعة؟
السبب هو أن الذي وضع الأطر للديانة المسيحية هو بولس وليس عيسى بن مريم.
لقد فصل بولص المسيحية عن اليهودية، مع إبقاء الكتاب المقدس واحداً.
- الكتاب – شريعة موسى (كتوبيم) مع التعديلات وإلغاء الاصر والأغلال.
- الحكمة – الوصايا مضافاً إليها قواعد أخلاقية.
- التوراة – نبوة موسى.
- الانجيل – نبوة عيسى.
فإذا تصفحنا الإنجيل، نجد في نهايته رسائل بولس. وعندما أرسى بولس أسس الديانة المسيحية، التي كانت سائدة عند نزول الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم 610-632م، نجد أنه ألغى تماما شريعة موسى، أي ألغى المركب الأول من المركبات الأربعة، وجعل الديانة المسيحية مستقلة تماما عن الديانة اليهودية، وأقامها ديانة دون تشريع، أي عبادات وأخلاق فقط، وأصبح المسيحيون يقرؤون العهد القديم للتلاوة فقط، وأبطلوا التقيد نهائيا بشريعة موسى، رغم أن الإنجيل الذي هو نبوة عيسى أمرهم باتباع شريعة موسى وكتابه مع بعض التعديلات، لأن الإنجيل لا يوجد فيه تشريع، ففعلوا عكس ما فعله اليهود، وتركوا الشرائع وخرجوا عن طاعة الله في أحكامه.
دمت بخير