العزيز فرات
سلامتك ... :P
من يقول عنك عميل سأقول عنه حمار
ومن يجردك من انتمائك لسوريا سأجرده من ملابسه
وأبتسم كلما تذكرت مضمون موضوعك: "لماذا أنا معارض".
ولكنني ساستوقفك قليلاً، ... حول النفاق
أولاً، لا أعرف لماذا تذكرني هذه الكلمة بكلمة "الرفاق" :D
أما ثانياً، فبما أنك اتهمت الجميع: (اهلينا وامهاتنا وابهاتنا)، فلا تعتقد أنك قد عدلت إذ قلت: (علمونا على الخنوع وعلمونا على انه نخاف من شرطي المرور والمخبر). فأولئك لم يعلمونا ذلك. فرق كبير بين أن يعلمونا وبين أن كانوا هم أنفسهم ضحايا للشرطي والمخبر، أليس كذلك؟ الحمار الحقيقي هو من ينكر أن هذا النوع من الفساد الذي تطرحه - التسلط - هو غير موجود. نعم، هو موجود ... ولكن للعدل أيضاً فهو آيل لزوال. مظاهر كثيرة اختفت ولا يمكن لأحد نكرانها ولا نكران الحقائق التالية:
- منذ فترة طويلة لم أر رجلاً وعلى خصره مسدس ويمشي بطريقة الكاوبوي :D
- منذ فترة طويلة لم أعد أسمع عبارة: ( اعرف حالك مع مين عم تحكي).
- منذ فترة ليست بالقليلة، وبالرغم من قلة الوظائف، إلا أنني لم أعد ألاحظ أن فلاناً توظف لأنه بعثي، أو أن فلان بعثي إذن فهو متميز.
لذلك، أعتقد أن الحالة التي تُخوفنا منها قد خفت حدتها قليلاً، ولن أقول زالت لأنه ما زال البعض خارج سوريا ويخاف من العودة لأن الثقة ما زالت مفقودة بسبب توقيف بعض العائدين. ولكن لا تنسى أننا هنا بصدد الحديث عن خرافة الديموقراطية وليس فقط عن التسلط.
إن المراقب للوضع الداخلي يلاحظ تحولاً ظاهراً نحو الديموقراطية يبدأ من القواعد الأساسية. فعلى مستوى النقابات المهنية، ولا تمكن الاستهانة بهكذا مؤسسات، أقول أن هذه النقابات تمارس ديموقراطية فذّة في انتخاباتها أو تطبيقاتها. فمنذ دورات انتخابية ثلاثة ( 12 سنة ) تم إلغاء قوائم الجبهة التقدمية كقائمة إجبارية، والترشيح الحر هو سيد الموقف، فما عاد ضرورياً أن يكون أعضاء مجلس فرع أي نقابة بعثيين أو من الجبهة، وهناك مجالس نقابية تخلو تماماً من البعثيين، وقائمتهم تم انتخابها بشكل حر تماماً وأنا واحد من المراقبين لهذه العمليات عن قرب، فإن شئت أن تكذبني فأنت حر.
كما قلت، لا يمكن الاستهانة بالنقابات المهنية كعنصر فعال ضمن أي حكومة، خذ مثلاً اتخابات نقابة المحامين القادمة (أواخر هذا الشهر)، أتابعها وكأنني أحد أعضائها. البعثيون يتم ترشيحهم من الجبهة وهذا يتم لسبب واحد هو حق أي كان بأن يرشح من يريد، ولكن المنتخِبين ليسوا ملزمين بانتخاب إلا من يثقون به. والاقتراع السري مراقب بشكل دقيق ولن يفوز إلا من أراده الأكثرية أن يفوز. الأمر نفسه مماثل في بقية النقابات المهنية: أطباء مهندسين فنانين صيادلة ... الخ
أما النقابات الحرفية فهي أكثر أهمية لكونها ذات قاعدة شعبية أكثر وسعاً من المهنية، لأنها تضم العمال والحرفيين وهم القاعدة العريضة من الشعب. انتخابات هذه النقابات تسير جنباً بجنب مع المهنية.
2006 ستكون الانتخابات التشريعية.
وهنا الطامة الكبرى برأيي ...
هنا يمكن القول أن الشعوب العربية لم تصل بعد إلى ما يمكنها من اعتماد الديموقراطية
ففي انتخابات النقابات، من يمارس الاقتراع هو على الأقل إنسان واع لما يفعل !!! فالمحامي مثلاً لن ينتخب لمجلس فرعه إلا الرجل الذي يثق بأنه سيخدمه غداً. وقس على ذلك.
أما الانتخابات التشريعية (مجلس الشعب) فأكثر المقترعين هم من المستحقين عن جدارة ما وصفهم به الزميل الميداني (f)
هذا الشعب يبيع صوته ب 500 ليرة ... أتساءل لماذا يبيعنا أحد ما محاضرات عن الديمواقراطية بينما هو يعرف أن عدد المثقفين الواعين للمعنى الحقيقي لهذه الكلمة والتطبيق العملي لها لا يتجاوزن المئات في بلد فيه الملايين؟ أنت يا صديقي لو أعطيت الديموقراطية لعرفت من تنتخب ولكن لا تتوقع ممن تبقوا أن يفعلوا مثلك ولو بعد سنين. أنظر إلى أعضاء المجلس النيابي الآن، وصنفهم تجد أصنافاً ثلاثة: رئيس عشيرة، تاجر، عضو الجبهة. رئيس العسيرة، او الغني فيها، ناجح لا محالة ... فأفراد عشيرته ملزمون بانتخابه ولو أعطيتهم دروس إغريقية. أما التاجر فهنا الواقعة ... ما الذي يفيده تاجر كبير كبير كبير من مجلس الشعب؟ وجاهة يا بعدي؟ أمواله تجعله أوجه من رئيس. حصانة؟ مقدور عليها وحياة عينك، تجار كثيرون في شتى دول العالم لهم من الحصانة ما يفوق الرئيس. كررتها كثيرا وأُعيد: أذكر مرّة قررت الدولة منع تصدير البندورة فصار الكيلو ب 40 قرش بالمفرق. هنا يقف التاجر في البرلمان ويصيح بالصوت العالي ويلقي محاضرات عن التصدير واقتصاد البلد إلى آخر ما هنالك من ترهات ... فيتوقف القانون. فالتاجر لا يريد من البرلمان سوى حصانة مصالحه ويعتمد في هذا على أولئك الحمير المذكورين. أحد تجار مجلس الشعب وفي الانتخابات الماضية سوّق حافلات نقل من البوكمال إلى دمشق تغص بالحمير الذين سينتخبونه. ومثله أمثال ... خيمة في شوارع المدينة توزع سندويشات شاورما فيتم شراء صوت الحمار ب 25 ليرة. خيمة أخرى توزع مواد تنظيف، فيتم شراء أنكر الأصوات ب 50 ليرة. تجار كهؤلاء لو لم يكونوا متأكدين من أن وصولهم للبرلمان لن يكون إلا على برادع الحمير لما كلفوا جيوبهم تلك المصاريف الهائلة: شاندويتش شاورما ...
من ناحية أخرى هناك حمير من نوع آخر، أصادفهم أحياناً ونصهل معاً عن الانتخابات ( ع أساس أنا حصان :D ) فيشنهق قائلاً وبمرجلة فائقة: هه ... أنا انتخب؟ شو أنا مجنون ؟! وأهم أن أقول: لا ... حمار، فأخشى من رفسة قاتلة.
ثلث المجلس من الجبهة، طيب والثلين الباقيين؟ فإذا قال قائل أن الجبهة تركب الحمير فلماذا تستكثرون على الباقي أن يروحوا مشياً؟
معظم السوريين هم فئة دون سياسيي القهاوي بتوع الأستاذ الطنطاوي (f) ، وقد أعجبني أيضاً قول الزرقاوي دت كوم:
السوريون لاتناسبهم الديموقراطية الحقيقية الان، وهذه حقيقة يؤمن بها حتى المغرضون (باستثناء الاخوان المسلمين).
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...62828#pid262828
وأضيف: تروِّجون للديموقراطية كمن يروِّج للسوفتويرات في القرون الوسطى، أرجوكم، إن النظام الذي يزعجكم لن تقتله الديموقراطية، وإذا قتلته فلن يغير الحمار بردعته، حتى أنتم لن تهتموا أن تغيروها له. ولذلك: مبروك لمبارك، ولكن من رؤوس الشفاه.
ويالفرات الغالي، كسر الرجل أحلى من الكش ... (f)