اسحق
عضو رائد
المشاركات: 5,480
الانضمام: Jul 2004
|
أسئلة حول نظرية التطور
قضايا و اراء
42629 السنه 127-العدد 2003 اغسطس 24 26 من جمادي الاخره 1424 ه الاحد
سقوط نظريه دارون.. بلا رجعه!
بقلم : د. اميمه خفاجي
استاذ مساعد الهندسه الوراثيه
جامعه قناه السويس
من قديم الازل والعلماء يبحثون عن سر هذا التشابه بين الحيوان والانسان واسرار اصل الكائنات والانواع وخرجوا لنا بافتراضات دون ادله وبراهين توكد صحتها كدعوي وحده الوجود ودعوي التولد الذاتي للكائنات.. وكلها نظريات مازالت ضعيفه الحجه والبيان امام نظريه الخلق المستقل.. لكن هل حقا ان الانسان والكائنات الثدييه الاخري انحدرت كلها من اصل واحد مشترك كما يقول لامارك ودارون؟ واذا كان الانسان ما هو في الاصل الا كائن اولي بدائي بسيط تحول من نوع الي اخر وتطور وترقي حتي وصل الي ما هو عليه الان, واذا كان هذا التطور هو سر الوجود والبقاء للاصلاح فلماذا تستمر الكائنات الدونيه والتي تطورت لتصلح للعيش في البيئه المتغيره الجديده فلماذا وكيف تستمر هي ايضا في العيش والاستمرار؟
فجميع الحيوانات الثدييه تنمو بطريقه جنينيه واحده..!! بيضه.. جنين.. ثم كائن كامل.. وتنمو جميع الحيوانات من خليه بيضيه مخصبه واحده, تمر في دورات عديده من الانقسامات لتعطي العديد من الخلايا الجنينيهEmbryoniccells المتشابهه في جميع الكائنات الثدييه والمكونه لاجزاء الجسم وشكله واعضائه لتعطي جنينا متكاملا.. وفي انجاز بارع ودقه غير معهوده تنتظم هذه الخلايا في كائن كامل متناسق التكوين والبنيه لتظهر الاختلافات في المراحل التاليه للنمو الجنيني وتختلف باختلاف الانواع ويختلف كل كائن عن الاخر الذي كان يشبهه في البدايه فهذا فار واخر ارنب وتلك دجاجه وغيرها انسان. كيف؟
والاكثر دهشه من ذلك بل الادهي من كل ذلك هو ان الاختلافات بين جينات كل من الفار والانسان تكاد تقترب بصوره خياليه, وهناك من الابحاث ما يويد ذلك ويوكد ان ما يقرب من99% من جينات الانسان تتماثل مع جينات الفار.. اي ان الفروق بين الفار والانسان لا تتعدي1% والفروق الجينيه بين الشمبانزي والانسان لا تتعدي2% فنحن نشترك مع الشمبانزي في ما يقرب من98%. والانسان مثل الغوريلا بنسبه هي ايضا سبعه وتسعون في المائه, بعباره ادق نحن نماثل الشمبانزي اكثر مما تماثلهم الغوريلا.
موكد ان اول ما يطرح علي ذهنك هو التساول الاتي: الهذا التشابه افترض البعض( ناسبا افتراضه الي دارون) ان الانسان اصله قرد؟ لكن الغوريلا ايضا تشبهنا فهل اصل الانسان الغوريلا؟ وماذا يكون الامر عندئذ اذا كان الفار اكثرنا شبها في الجينات هل يصحح الافتراض بان الانسان اصله فار وليس قردا؟
كيف يمكن ان يكون الامر هكذا؟
ان الفروق بيننا وبين كل من الشمبانزي والغوريلا كبيره وهائله والذي لا شك فيه ان الفروق بيننا وبين الفار عظيمه جدا.. وليس من شيء في كل من الفار والشمبانزي والغوريلا يبدو مشابها لنا بهذه الدرجه.
ولنرفع اولا الاتهام الذي التصق بنظريه دارون طيله هذه الاعوام الماضيه, فدارون لم يقل ان الانسان اصله قرد وانما قال ان الانسان والمجموعه الشبيهه به كالشمبانزي منحدران من اصل واحد مشترك, صدر ذلك في كتابه اصل الانواع ان الانسان والقرد قد نشا معا من صلب مشترك, وعلي هذا الراي يكون القرد ليس جد الانسان وانما ابن عمه. اما الذين استغلوا نظريه دارون باستخدامها وسيله لانكار الخالق وزعموا ان الانسان اصله من القرود, واستدلوا علي ذلك بالشبه الكبير بين القرد والانسان رغم ان هناك من العلماء الذين بحثوا عن الحلقه المفقوده بين القرد والانسان في الحفريات المختلفه فلم يجدوا لها اثرا ولم يستطيعوا تاكيد افتراضهم بان اصل الانسان هو القرد.
ولقد اعتمدت نظريه دارون في الاصل المشترك بين الكائنات علي قوه الشواهد المستمده من مقارنه الشكل الظاهري لهم والتي جعلت تحدر الانسان من اسلاف شبيهه بالقرده العلياApes استنتاجا لا بديل عنه.. وتعتبر نظريه دارون كل الظواهر البيولوجيه مثل الانتخاب الطبيعي( البقاء للاصلح) ساريه علي كل الكائنات بما فيهما الانسان بوصفه جزءا من عالم الاحياء.
وكان عقب ظهور كتاب اصل الانواع لدارون حركه استشكاف كل همها العثور علي احافير لقرده عليا او غيرها من الرئيسيات يمكن الاستدلال منها علي بدايه الخط التطوري الذي ادي الي نشاه الانسان علي نحو ما هو مبين عليه في شجره التطور التي رسمها دارون.. وكان اشتراك بعض هذه الاحافير في صفه انتصاب القامه( التي تميزها عن القرده العليا) ايد فكره ادماجها في نوع بشري واحد هومو ايركتسHomoerectus. ولكن بقيت بين الانسان واسلافه المزعومين حلقه مفقوده لم يعثر عليها حتي قدم العالم دارتDert عام1924 وصفا لاحفوره ذات صفات وسط بين القرده العليا والانسان. لكن الصفات الدقيقه لمعظم هذه الاحافير لم توهلها لان تكون اسلافا مباشره للانسان الحديث ووضع دارت وصفا لحفريه عن طريقها تاكدت قرابه الصله بين النوع البشري ونوع القرده العليا..وتدل علي انه كان بدايه مسار تطوري نشات منه قرده الشمبانزي وتفرع منه اولا خط الغوريلا ثم خط النوع البشري. وبناء علي الدراسات المقارنه لما عثر عليه من الاحافير المختلفه للقرده العليا كان الترجيح بان للانسان والشمبانزي سلفا مشتركا بينهما كان يشبه الشمبانزي.
هل لو ادرك دارون ان اسباب واسرار اشتراك الكائنات الثدييه في التكوين وبعض العادات والسلوك والغريزه والشكل ترجع الي وحده البنيه الاساسيه في خلاياها, وان المساله كلها ترجع الي التحكم الجيني.. كان سيغير مفهومه عن اصل الانسان؟! خاصه!! ان هذا التناقض الغريب بين التشابه الشديد في الاجنه المبكره للكائنات الثدييه( تقارب يصعب فيه تمييز كائن منهما عن الاخر) واختلافات شكلها النهائي ومصيرها من ارنب الي دجاجه الي فار او انسان كشفته الابحاث الحديثه بان اسرار هذا التناقض في الكائنات المختلفه ترجع الي اشتراكها جميعا في جينات معينه مسئوله عن هذا التقارب في الشبه, وان هذه الجينات هي المسئوله عن هذا الشكل المتقارب بينهما في المراحل المبكره جدا للنمو الجنيني.. وان مساله التحكم الجيني هي بدورها المسئوله عن اختلاف الشكل والتصميم النهائي لكل كائن حيث ثبت ان هناك جيناتHom في اللافقاريات وجيناتHox في الفقاريات هي التي تحكم النواحي المتشابهه في تصميم الشكل النهائي لدي جميع الاجنه في مختلف الكائنات الحيوانيه.. ويبدو ان المساله كلها متعلقه بالتحكم الجيني.
واذا عرفنا ان الجينات ما هي الا حروف هجائيه تختلف في ترتيبها من كائن لاخر علي الحلزون المزدوج للشريط الوراثي الDna لعرفنا انه لا شك ان هذه الفروق البسيطه جدا في تتابع واختلاف وترتيب هذه الاحرف الوراثيه(A,T,G.C القواعد النتروجينيه المنكونه للجينات) علي الشريط الحلزوني لابد وان تشكل تغيرا هائلا في الكائنات وشكلها ومصيرها النهائي.. فلا يعني اذن ان هذا التماثل في معظم الجينات بيننا وبين اي من الكائنات الاخري انه بالضروره ان يجمعنا اصل واحد.. كما انه لايصح ان يفسر تشابه اي من الكائنات وبعضهم بانهما منحدره من اصل واحد وكل ما في الامر ان ما يجمعنا هو تلك البنيه الاساسيه لجميع الكائنات.. اي ان التحكم الجيني هو المسئول عن هذه الفروق بيننا وبين معظم الكائنات.... ومن هنا تقترب مساله الخلط بين الكائنات من التحقيق وتحويرها وفقا لاهوائا.. لتصبح المساله في نهايه المطاف كلها عبثا وملهاه بل كوميديا علميه.. ولك ما تتخيله من حصان باجنحه.. او نعجه بريش نعام.. او عصفور بذيل فار.. وبالتالي من الممكن استخدام بعض هذه الجينات للتداخل بعض الصفات بين الكائنات ولو كان دارون يعلم مدي وكيفيه التحكم الجيني في الكائنات الحيه لصحح مفهومه عن اصل الكائنات الحيه وعدل نظريته عن اصل الانسان والانواع وشجره التطور( نظريه التطور والارتقاء).. فمساله التحوير والتغيير في مخلوقات الله, وعلي راسهما الانسان بحجه البحث عن تحسين النوع لن تسفر الا عن تشويه ومسخ لمخلوقات الله بدليل ما حدث في المملكه النباتيه.. من تغير وتحوير لزياده وتحسين الانتاج وكلنا يعلم ويعرف جيدا وجود هذا التحسين من عدمه. كما قال الله تعالي في كتابه الكريم:
ولامرنهم فليغيرن خلق الله[ النساء:119]
فلم يعد ابوالهول رمزا خياليا وبعد ان كانت الكيميراChimeric معروفه في الاساطير اليونانيه بانها وحش خرافي( جسده خليط من بعض الكائنات اجزاوه ماخوذه من كائنات مختلفه من اسد وماعز وافعي) اصبحت واقعا مفزعا.. كابوسا يطاردنا.. ومازالت اللعبه مثيره للعلماء, ولا يمكن مقاومه هذا الاغراء بتبادل صفات معينه بين الكائنات لانتاج كائنات غريبه.. شاذه.. لا محل لها من الاعراب في موقع حياتنا.. لتخرج لنا انماطا واشكالا لا يمكن مقارنتها بمخلوقات الله:
هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه[ لقمان:11]
وفي ضوء نظريه دارون اذا كان الخط التطوري يسير بين الانتخاب الطبيعي والتحسين المستمر للانواع فلابد اذن من تطور النوع البشري الموجود حاليا الي نوع جديد.. فهل يمكن فعلا ان يتطور الانسان الحالي الي نوع اخر احدث منه؟ ويتصور البعض انه لا يمكن الاجابه علي هذا السوال الا في ضوء نظريه التحكم الجيني خاصه بعد فك الشفره الوراثيه للجهاز الوراثي( الجينوم) في الانسان بامكان اجراء انتخاب صناعي لتحسين النسل باستغلال المعلومات المتاحه عن الجينات المسئوله عن الصفات الوراثيه المرغوبه للتحسين الوراثي, ولقد حسم الله تعالي هذه المساله في كتابه الكريم بقوله تعالي:
لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم.[ التين 4].
|
|
09-14-2005, 06:09 PM |
|