يا أخ عبد المسيح:

تحياتي،

أرجو أن ما أقوله لك لا يؤخذ كأنه تحيز لفريق ضد فريق و لكن أحب أن أسألك: هل سمعت عن العلاج بوسيلة القوى النفسانية أي الـ psychic healing? و هل سمعت عن العلاج بواسطة قوة الإيحاء؟ و هل سمعت عن العلاج بالقرآن؟ و هل سمعت عن العلاج بكرامات الأنبياء؟

من منظور مسيحي بحت، الله ليس مجرد حاوي يستعرض معجزات؛ فلو أنه فعلا شفى ابن فريدة الزمر فهذه العجيبة سيكون هدفها ليعرف الناس، و هنا أقصد جميع الناس، و من خلال مدام فريدة شخصيا لا من خلال رسائل الإيميل الدعائية الترويجية، أن الله حي و أنه حقيقي و أنه يعمل و يتداخل في تاريخ البشر. لكن ماذا يحدث؟ أغلب هذه المعجزات دائما يا عبد المسيح منسوبة لمريم العذراء أم المسيح. ما الحكاية؟ هل تحولت مريم بقدرة قادر إلى قسم جراحة؟! هذا كلام فارغ. هل يريد الله أن يأخذ الناس المجد المفروض أنه مجده و ينسبوه إلى مريم؟ أترضى بذلك يا عبد المسيح؟ أترضى أن تعطي مجد الرب لمريم أم المسيح؟ إذا، فما الفرق بينها و بين الله؟ لكن يا عبد المسيح كثير من المعجزات تمت نسبتها لفلان و علان فأخذوا المجد و صاروا موضوع الكلام. ستلاحظ أن الكلام في موضوعك هنا يلف و يدور حول هذه البنت البسيطة التي أودعها الله وديعته في المسيح فصارت إلهة من دون الله كما يقول قرآن المسلمين. كلام القرآن صح: أنتم بهذا تجعلونها إلهة من دون الله. أنت معي يا صاحبي أم لا؟ لسبب ما لا أستسيغ مثل هذه الأحاديث يا عبد المسيح و أراها ترويج باطل لعقلية الإيمان الفلكلوري و كأن الله صار حاوي يستعرض عضلاته و جَلا جَلا معجزات يا محسنين! لكي نخاطب جمهور ما يا صديقي لابد أن نضع أنفسنا مطرحهم و نتوقع أنهم سيمحصون كل شيء بتدقيق و هذا قطعا من حقهم و إلا صاروا مثل الولد الأهطل أبو بربور.