هذا مقال لنفس الكاتب قبل إسبوع من المقال الموضوع أعلاه "عن السلام الأهلي" يتهم فيه "إثنية مذهبية" تشكل زهاء 60% من الشعب البحريني بالصفوية.

أختام علمانية على القراطيس الصفوية


حافظ الشيخ صالح

أشهد هاهنا ونشهد بالشرف الرفيع للأخ إبراهيم شريف، وكذلك للأخ عبدالرحمن النعيمي، بالشرف الشخصي والوطني والنضالي على تعاقب عدة من عقود، ولكنّ هذين الشريفين، معهما شرفاء مثلهما أو يدانونهما في جمعية العمل الوطني الديموقراطي.

و«ندوة لندن«، مع اللورد المعلوم اسمه، هي ليست كل شيء، ولا بداية الدنيا ولا منتهاها، ولكن المأخذ الخطير على الشرفاء الوطنيين العلمانيين هو أنهم صاروا ذيولاً للتيار الصفوي، من حيث يدرون أو لا يدرون، وصاروا مظلات حماية عن حرّ الشمس لهذا التيار، وصاروا أختاماً فاقعة وعريضة على قراطيسه. بل تبلغ الأمور هاهنا مبلغ التواطؤ مع هذا التيار على الرغم من علمهم (أو عدم علمهم!؟) بأجندة هذا التيار الاستئصالية الناشئة طوراً طوراً، ومرحلة مرحلة، وصولاً إلى ضرب وإسقاط النظام الحاكم، ووصولاً إلى «التطهير الطائفي«، ووصولاً إلى استقدام الاستخبارات الفارسية لحكم البلاد. أما إن كان العلمانيون الوطنيون الشرفاء غافلين أو ذاهلين عن أجندة التيار الصفوي (بمختلف روافده وفروعه)، ولذلك يتعاونون ويصطفون معه، فتلكم مصيبة كوارثية كبرى قد أصابت المجموعات الوطنية العلمانية، ونخرتها في أسُسها ومداميكها نخراً عميقاً وخطيراً، ولذلك هي وقياداتها لا تجد حرجاً في التحالف مع التيار الصفوي الشعوبي، وتتواطأ مع أجندته، وتصبح له ذيولاً، وتضع يدها في يده الشلاء الشوهاء ضدّ عروبة البحرين وضدّ الحُكم العروبي الخليفي، بل ضدّ وحدة المجتمع البحريني وسلامة لحمته ومستقبلات ذرياته. أخشى أن الأخ إبراهيم شريف والأخ عبدالرحمن النعيمي لايزالان يحسبان أننا في سنوات 53-1956 «الرومانسية«، أو في سنة 1965، ذاهلون عمّا جرى من مياه تحت الجسر، ومن تحولاتٍ في البحرين في أعقاب الثورة الخمينية سنة 1979، والآن تتبعها تحولات إضافية في العمق بعد الاحتلال الأمريكي للعراق. كيانيا هنالك انعدام وعي وإدراك لدى الوطنيين العلمانيين الشرفاء، وإلا فإنّ مهمتهم الوطنية الصحيحة الآن هي الكلام بالقول الصريح واللسان الفصيح في شأن التيار الصفوي، ومجاهرته بالقول والاجتهاد في عزله ومجاهدته، وتسمية الأشياء بأسمائها. لقد فقدنا (سنة 1963) سورية، والآن فقدنا بالاحتلال الأمريكي والأقلياتِ العراقَ، فلا نرجو أن نفقد أيضاً البحرين، وأيضاً شرق السعودية، وأيضاً كامل الإقليم، إذا بقيتْ الأجندة تتدحرج إلى الأمام من غير إيقاف لها قويّ وحازم وحاسم من جانب أنظمة وكيانات وقوى المصبّ الرئيس الكريم. مللنا هذه الأغنية الكلثومية الطويلة عن «الديموقراطية«، فلا خير في «ديموقراطية« تندفع من شقوقها الطبيعية ومن ثغراتها مياه الطوفان الصفوي الشعوبي، ليغرقنا نحن وحكامنا وكياناتنا ويشتغل علينا آنذاك «التطهير الطائفي«، كالذي يحصل الآن في الجنوب العراقي، من جانب الطابور الخامس وأجناد إيران، وبالتواطؤ الصفيق مع الأمريكان والإنكليز.