سلام ومحبة (f)
اقتباس: مسلم سلفي كتب/كتبت
عزيزي الانبياء
هم المصطفين الاخيار
هم صفوة خلق الله
و هم من ابتعثهم الله لتعليم البشرية
قلنا الله لا يختار اشخاص معصومين من الخطأ
الله يختار اشخاص يعرف إنهم يحبونه بكل قلوبهم ويتركون الخطية من أجل محبتهم له
وكما قلنا أن مبدأ العصمة للبعض فيه ظلم للباقيين
والله ليس بظالم ابدا
وما نريد أن نضيفه هو
الشخص يعيش مع الله في حياة مقدسة بإرادته ويترك العالم وشهوته بإرادته ويتمسك بمحبة ربنا من دون محبة العالم بإرادته
وإن إنحرف وأخطأ سيكون خطأه بإرادته ايضا
وعندما يخطأ الانسان يكون هو من ترك الله ويكون هو من أحب الخطية وجعلها تسيطر عليه
والخطية في كثير من الاحيان يسبقها إما الكسل أو الرفاهية الزائدة أو النسيان
فنجد داود النبي علي سبيل المثال
محبته لله كانت عجيبه وكان إيمانه قوي منذ صباه
ومنذ أن إختاره الله وأرسل صموئيل ليمسحه
ولم تفتر محبة الله من قلبه , وعلي الرغم من إضطهاد شاول الملك له
من جبل إلي جبل ومن برية إلي برية
كتب أجمل مزاميره في أوقات الضيقة التي تعرض لها وكان متمسكا بالله وكان الله معه يسنده ويعزيه وينجيه
فماذا عن خطية داود الخطيرة والتي تسببت في تعبه باقي ايامه
داود كان قائدا للجيش وكان قاضيا للشعب
وبعد أن أصبح ملك , وإرتاح داود من أتعابه ومن إضطهاد شاول الملك له
نجد داود لا يخرج للحرب من الجيش ( كسل )
ويجلس بالقصر ( تراخي )
ويصعد إلي السطح وينظر إلي بيوت جيرانه لينظر المرأة ويشتهيها
وهنا نسأل داود , اين صلواتك وأين مزاميرك ؟؟
لماذا الان وبعد أن اصبحت ملكا نسيت أن الله يراك وينظر إلي جميع أعمالك ؟؟
وهنا يأتي دور الشيطان والذي يقوم به حتي الان ,قاده إلي الخطية معها ولم يكتفي بهذا
بل أرسل ليقتل زوجها
العجيب والغريب إن داود مع رفاهيته وسلطته كان في حالة غفلة عجيبه ولم يشعر بخطورة فعلته
إلي أن أرسل الله ناثان النبي إليه وبدأ يتحدث معه بمثل النعاج
وإن الشخص الذي يملك نعاج كثيرة عندما جاءه ضيف ( ويقصد أن الشهوة هي مثل الضيف يمكن أن تستقبلها أو ترفضها )
فأخد نعجة الفقير الوحيدة ,,,,,,,,,,, فكان رد داود القاضي والحاكم أن هذا الرجل لابد أن يموت
فقال له ناثان النبي عبارة هزت كيان داود قال له
أنت هو الرجل
قال داود أـخطأت إلي الرب
فقال له ناثان : والرب قد نقل عنك خطيئتك ولن تموت ( يقصد مغفرة )
لكن العجيب أن داود وبعد أن قال له ناثان أن الرب نقل عنك خطيئتك ولن تموت
بدأ يبكي ويبلل فراشه بدموعه , ويقول كلام في منتهي العمق والشعور بحجم خطاياه
وقد كتب مزموره والذي نصليه في كل صلاة والذي يقول فيه
إرحمني يا الله كعظيم رحمتك وكمثل كثرة رأفتك إمحو ٌثمي
إغسلني كثيرا من إثمي ومن خطيئتي طهرني
لاني عارف بإثمي وخطيئتي أمامي في كل حين
( لك وحدك أخطأت) والشر قدامك صنعت
إلي أن يقول :
قلبا نقيا إخلق فيّ يا الله وروحا مستقيما جدده في أحشائي
لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني
وكانت خطية داود درسا لعدم التهاون والكسل والنسيان
وتوبته مثالا جميلا للشخص الذي يشعر بعمق خطيئته ويتوب عنها
وظل داود في إنسحاق وإتضاع إلي اخر ايامه وتقبل عقاب الله له بكل شكر وبكل شعور بالاستحقاق لهذا العقاب
لكن نجد شخص مثل يوسف الصديق لم ينجرف إلي الخطية مع إمرأة سيده فوطيفار بل جعل الله أمامه وقال عبارة جميلة ,, قال
كيف اصنع هذا الشر العجيب (وأخطأ إلي الله )
لم يقل وأُخطأ إلي فوطيفار أو إمرأته بل شعر أن الخطية موجهه إلي الله
وهذا ما قاله داود في مزمور توبته
( لك وحدك أخطأت والشر قدامك صنعت)
يوسف كان في حياة إستعداد وكان يضع الرب أمامه في كل حين لذلك إستطاع أن يهرب من الخطية )
علي الرغم من إنه كان شابا والضغط كان من إمرأة سيده وهو كان عبدا
وعلي الرغم من خطورة رفضه لطلب هذه المرأة
لكنه كان واضعا الرب ومحبته وطاعته هدفا له
وكان الرب معه فكان رجلا ناجحا
لذلك وبعد وضعه بالسجن خرج ليكون الرجل الثاني بمصر والمتحكم بكل شؤونها
ياليت الزملاء يدخلون إلي حياة هؤلاء القديسون الغير معصومون والذين عاشوا مع الله حياة شبيهة لحياتنا
نتعلم من اسباب وقوعهم في الخطية لكي نحترس
نتعلم كيف تغلبوا عليها بالتوبة القوية
وأختم بكلمة جميلة قليت عن إيليا النبي
قيل أن إيليا كان إنسان ( تحت الالام مثلنا ) وصلي صلاة أن لا تمطر السماء فلم تمطر وصل فأمطرت
وعلي الرغم من إنه كان إنسانا ( تحت الالام مثلنا ) إلا إنه إستطاع أن يعيش حياة روحية قوية وأن يجعل الله ومحبته هدفه
وإستطاع أن يغلق السماء بصلاته
لكن يأتي أحدهم لينسب كل افعال النبي من اشياء تليق ( واشياء لا تليق ) ومن تصرفات شهوانية واضحة وضوح الشمس إلي الله
ويقول بإن هذا النبي معصوم
فصدقوني وبكل أمانة ومحبة هذا شيء يحزن ويحتاج لصلاة لكي يكشف الله أن هكذا افعال تٌفتعل بإسمه لا علاقة له بها
أعتذر للاستاذ الفاضل الكندي إذا كنت قد إنحرفت قليلا عن اصل موضوعه (f)
مع محبتي (f)