تحياتي عزيزي لوجيكال (f)

بالنسبة للاقتباسات أعلاه فأنا أجد الأول في منتهى التطرف و البعد عن المنطق بصراحة، و ذلك للقياس التالي:

اقتباس:المحبة ليست كراهية و حقدا، لدرجة رمي المليارات من الناس في عذاب أزلي لأنهم جرحوا كبريائك أو لم يطيعوا أوامرك

هنا القائل تجاهل أبسط القواعد و أظنها قانونية بأن القوانين وضعت حتى تتبع و من أنذر فقد أعذر، و بالتالي حين يضع المشرع القوانين و ينذرك بعاقبة مخالفتها و عصيانها فذهبت حضرتك و خالفتها فهذا تحدٍ صارخ للقانون و بالتالي تحدٍ للمشرع أليس كذلك؟ فكيف إذا لا تريده أن يعاقبك؟ عموما هذا المشرع ذكر في الإسلام بأنه قادر على أن يغفر الذنوب جميعا، أليس في هذا محبة؟ قد يقول البعض أنه لو كان محبا أصلا لما جعل النار و العذاب و لذهبنا إلى الجنة مباشرة، أقول هنا بأن لا حق لنا أن نجادل ذلك المشرع و لن نستطيع حتى فعل ذلك، فلماذا لا نتبع قوانينه في حياتنا؟

عموما هنا أحس من كلامه أنه يؤمن بذلك الخالق (أو المشرع) و لكنه لا يريد اتباعه عنادا و لأن فكرة القانون لا تواتيه أبدا...

نكمل الآن

اقتباس:المحبة ليست طاعة، او انسياق، او تسليم. هذه محبة زائفة، كاذبة، تعتمد على التسلط، العقاب، و المكافأة. المحبة الحقيقية هي الاحترام، الاعجاب، التعاطف، و اللطف، تُعطى بلا مقابل و بلا خوف.

الجزء الأول من الجملة هو ما يظنه قائلها فقط، و لكن دعنا نقول أنها أدنى مراتب المحبة للمشرع، و بالتالي من قال ألا احترام و لا إعجاب و لا تقدير .... إلخ في ذلك الحب الناشيء بين المخلوق و الخالق؟ الجواب أن القائل هنا هو الذي أعلن ذلك بأسلوب غير مباشر من خلال جملته الأخيرة و بالتالي لا يترك خيارا أمام ضعاف القلوب و قليلي العقل إلا أن يسلموا لما يقوله، و هذه طريقة ذكية جدا من شخص ذكي و أنا أحترم هذا...

الآن للاقتباس الثاني الذي أجده معبرا لولا أنه موجه كهجوم أو توبيخ للديني:

اقتباس:حياتك ذات قيمة لذاتها و ليس لسبب خارجي

صحيح جدا و أنا من جهتي لست أجد في الدين ما يخالفها، لكن لو أردنا التعمق في معانيها لوجدناها تطابق أهم أسباب خلق الإنسان فيما ورد في الدين ألا و هو "عمارة الأرض" فكل منا يحقق ذاته إن ساهم و لو مساهمة بسيطة في إعمار هذه الدنيا أليس كذلك و لكن المؤمن هنا لا يحقق ذاته فقط و إنما هدفه من الحياة و في هذا شيء جميل و عبرة رائعة في نظري فالمؤمن ما إن يعي ذلك الهدف ينشأ عنده حافز عظيم لا يوجد عند كثيرين من المؤمنين و غيرهم و هو يستطيع تحقيق ذلك الهدف من خلال تحقيق ذاته بأي وسيلة شرعية. بالتالي هو يحقق ذاته أكثر من كثيرين من غيره، و انا هنا لا أعني أن المؤمنين هم علية البشر.

اقتباس:أنت لست من الدرجة الثانية في الكون، مستقيا معنى حياتك و هدفها من عقل آخر

هنا أجد سوء فهم جليا في وصف الإنسان بأنه من المرتبة الثانية من وجهة نظر دينية و هذا خاطئ تماما، لماذا؟ أقول لأن المؤمن يعلم بأن الخالق أكبر من حدود هذا الكون و أعلى منه بكثير و هذا يتركنا نحن البشر ذوي المرتبة الأولى فيه، و لا يجعل هدف حياتنا مستقى من عقل آخر بل يجعل حياتنا ذات معنى أكبر ألا وهو الوصول قدر الإمكان إلى الكمال بحيث نقترب من ذلك العقل و هذا محفز بحد ذاته للإنسان المؤمن إن فهم طبعا ذلك الهدف.

اقتباس:أنت لست ذي طبيعة شريرة، بل طبيعة انسانية تمتلك امكانية ايجابية و عقلانية للمساعدة على جعل هذا العالم مليئا بالاخلاق و السلام و الفرح. ثق بنفسك

جملة رائعة جدا (f)
لا يختلف الدين معها و لا أختلف معها أيضا :saint:

أخيرا أحب أن أنصحك عزيزي لوجيكال، إن أردت فعلا أن تثبت مدى خطأ أو صحة أمر ما فعليك أن تتبع أبسط الأساليب القانونية ألا و هو "المتهم بريء حتى تثبت إدانته" فكيف نتهم الدين مهما كان بأنه خاطيء و نحن لا نعرف عنه شيئا؟ قد يقول البعض بأن كل صاحب دين يجد الأديان الأخرى كلها كافرة و خاطئة و من هنا أقول بأن كل مؤمن يخاطر بهذا فهو قليل عقل يتناسى بأن نفس النظرة يرمق الآخرون بها دينه، بل هو عليه أن يقول بكل بساطة بأنه راضٍ بدينه و يدرس ذلك الدين بكل تأنٍ حتى يصل إلى النقطة التي تؤهله للحكم على ذلك الدين، و هذا يجب أن يكون حال الملحد فأنا موقن بأن كل الملحدين ألحدوا و لم يكونوا على دراية بدينهم.

هي نصيحة محب و لك أن تأخذ بها او تتركها :saint:

تحياتي الوردية (f)