يا علمانى هناك شرائح اجتماعية محافظة جدا فى السعودية لكن لم تصل بهم المحافظة إلى حد التوحش ، يعنى أن يترك الأب ابنته تحترق لأن إنقاذها من الموت سيتسبب فى كشف جسدها أو جزء منه :emb: .

والعنصرية هى فى تصديق أن هناك بشرا وثقافة تسمح بمثل هذه البربرية المزعومة ونحن لا نتحدث عن بشر وثقافة فى حالة حرب مثلا .

وأنا لا أقصد أنك عنصري بأي حال ، لكن "الخبر" وبالطريقة التى وضعته بها كان مستفزا إلى أقصى حد .

الحادث الذى تشير إليه وقع بالفعل فى مكة وأنا بحكم إقامتى وعملى فى السعودية كنت قريبا منه ومن وقائعه وللأسف نتج عنه وفاة عدد من طالبات المدرسة الثانوية المحترقة ، وكان التدافع للخروج من المدرسة هو السبب الرئيسى فى الوفاة .

،وبالمناسبة البعض (وأنا منهم) يعتبر هذا الحادث بالذات ومن جهة التعامل الإعلامى معه نقطة تحول أساسية فى أجواء الانفتاح النسبى المحدود لكن المهم الذى عرفه الإعلام المحلى السعودى إذ لأول مرة فى حدود علمى تتجرأ صحف مثل "عكاظ" مثلا وتلقى باللوم على جهات حكومية وتطالب بالتحقيق فى الحادث ، ونفس الحادث هو ما نتج عنه توحيد تعليم البنات مع البنين فى وزارة واحدة وإلغاء ما كان يسمى "الرئاسة العامة لتعليم البنات" .

الذى اثير وقتها أن رجال "الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" قد عرقلوا جهود إخلاء الطالبات لأسباب لها علاقة بحجابهن ، والعرقلة المقصودة هنا لم يكن معناها أنهم تركوا البنات يحترقن فى النار وهو أمر نفاه رئيس هذه الهيئة والشهود وكذلك نتائج التحقيق ، وغالبا كان بعض الإصلاحيين السعوديين يريدون أن يستغلوا فرصة الحادث ليفتحوا ملف "هيئة الأمر بالمعروف " المذكورة .

أما الأهل فقد شيعوا بناتهم فى حزن ودموع مثلهم مثل أي أهل فى مثل هذا الموقف .


أطيب تحية (f)