يتفق جميع الخبراء والمتخصصين علي أن العقل البشري يتمتع بقدرات كامنة يصفها البعض بأنها خارقة رغم أنها قد تكون موجودة لدي كل إنسان دون أن يدري!
وتتيح هذه القدرات الغامضة للبعض إمكانية رؤية الأحداث قبل أن تقع بالفعل.. والبعض الآخر بوسعه أداء أعمال ومهام صعبة مثل ابتلاع الزجاج والمسامير والنوم وسط ألسنة النيران وثني المعادن الصلبة بمجرد تركيز نظره عليها من مسافة عدة أمتار ودون أن يلمسها..
أما أغرب أشكال القدرات الكامنة للبشر فهي بالتأكيد قدرة البعض علي الاتصال بعالم الموتي ولقاء الأرواح والأشباح. ونظرا لأهمية هذه النقطة بالتحديد، كان لابد وأن يتدخل العلماء والخبراء لتفسيرها أو محاولة فهم الظروف التي يستطيع بعض الموتي خلالها الظهور مرة أخري في عالم الأحياء!!

في عام 1965، ترددت شائعات قوية في مقاطعة بورتر بولاية إنديانا الأمريكية تشير إلي ظهور شبح اسمه سيدة الغابات! وأشارت هذه الشائعات الي أن الشبح لسيدة بلا وجه تجري في المزارع والحقول والغابات الموجودة بين مدينتي شيسترتون وليبرتي حيث تنتشر البرك والمستنقعات.
كانت حكاية شبح سيدة الغابات شائعة بين سكان القري الواقعة في هذه المنطقة.. وتشير هذه الحكاية إلي أن هذا الشبح كان لسيدة من مقاطعة بورتر غرقت هي وطفلها في أحد المستنقعات.. ويقول البعض انها ماتت حرقا مع طفلها بينما يؤكد البعض الآخر أنهما ماتا غرقا في بركة من المياه.. ويؤكد الكثيرون أن هذه السيدة وطفلها كانا ضحية لجريمة قتل..
وبعد فترة قصيرة، بدأ ظهور شبح هذه السيدة وهي بدون وجه وترتدي ملابس بيضاء وتحمل طفلها بين يديها وهي تجري وسط الحقول وتطلق صرخات تمزق نياط القلوب قائلة.. ساعدوا طفلي.. انقذوه من الموت.. وكانت تدق أبواب ونوافذ البيوت بيديها وهي تصرخ بهذا الشكل الرهيب..
وكان بعض الشبان ينطلقون ليلا في مجموعات داخل سياراتهم علي أمل رؤية هذا الشبح علي سبيل المغامرة.. في بعض الأحيان، كانوا يرون هذا الشبح.. ويصف أحد الاشخاص الذين مروا بهذه التجربة ما رآه فيقول:
كنت في سيارة مع بعض الأقارب والأصدقاء وكانت هناك سيارات أخري تنطلق فيما يشبه القافلة للبحث عن الشبح واندفع قائد سيارتنا بسرعة إلي الأمام ليسبق الجميع وانحرف إلي طريق فرعي وسط حقول فول الصويا.. كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل بقليل عندما بدأنا نسمع صوتا يشبه الأنين وأحسسنا ببعض القلق خاصة أن جميع أضواء السيارة كانت مطفأة.. ورويدا رويدا ارتفع الصوت ليصبح صرخات رهيبة كأنها صادرة من أعماق الجحيم ولدرجة أننا لم نستطع تمييز سوي كلمة واحدة هي طفلي.. او ابني.. وعبر أحد الحقول شاهدنا الشبح.. كانت سيدة الغابات تجري بسرعة رهيبة وهي تحمل طفلا بين يديها.. وعلي ضوء أنوار السيارة القوية شاهدناها بوضوح ولم تكن هناك أي ملامح لوجهها.. وقد انطلقت بعيدا عنا ربما لاننا كنا نضيء الانوار.. وربما لأن أحد مرافقينا كان يحمل بندقيته وأخذ يطلق النار عليها قائلا.. سوف أصطاد الشبح!!
وقد وجهت شرطة ولاية انديانا نداء للمواطنين بوقف رحلات مطاردة الشبح بعد أن اتضح أن الكثيرين يحملون أسلحة نارية خلال هذه الرحلات الغريبة.. وطالبت الصحف المحلية بوضع نهاية لهذا الجنون ووصفت من يشاركون في هذه المغامرات الليلية بأنهم مجموعات من الحمقي والمجانين..
ورغم ذلك، استمرت هذه الظاهرة لدرجة أن احدي الشركات السياحية استثمرتها ونظمت رحلات ليلية في مناطق ظهور شبح 'سيدة الغابة' أطلقت عليها اسم.. جولة سياحية في عالم ما وراء الطبيعة.. وكانت هذه الجولة تتم بالسيارات عبر مسافة 170 كيلو مترا وتستغرق خمس ساعات، وتم تطوير الجولة بعد ذلك لتشمل زيارة مقبرة رجل العصابات الشهير آل كابوني.

يتبع..