اقتباس:  كمبيوترجي   كتب/كتبت  
أولا: الإله ليس بشرا، لم ينصبه أحد إلهاً، و لم يطلب إذن أحد حتى يشرع القوانين و يخلق، و هو موجود قبل كل الخلائق، له سلطة مطلقة لا نقاش فيها و لا منازع له في الحكم. هو أكبر و أعظم من أعظم شيء في الكون بأسره.

هذا لا يغير شيئا في الموضوع. أنا جئتك بجورج بوش كمثال، و هو رئيس منتخب. لكن حتى لو استعملنا صدام حسين كمثال، و هو دكتاتور، فله أيضا احكام عادلة. يعني كون بوش رئيسا منتخبا لا يعني ان كل احكامة عادلة، و كون صدام رئيسا غير منتخب لا يعني ان كل احكامه غير عادلة.

كون اللـه حاكما مطلقا غير منتخب لا يعني ان كل احكامه بالضرورة عادلة. من الممكن نظريا ان يكون إلها غير عادل، و اذا اردت النقاش فيما اذا كانت احكام اللـه عادلة ام ظالمة، فعليك النقاش في الاحكام نفسها و ليس في سلطة اللـه و طبيعتها. يعني لو اتبعنا اسلوبك مثلا، فيمكننا ان نأخذ انسان قاتل محكوم عليه بالسجن في الصين مثلا، و نقول، "بما ان حكومة الصين غير منتخبة و دكتاتورية، فحكمها غير مقبول!!"

باختصار، لا اعتقد انه بإمكانك اصدار رأيك في الاحكام من خلال الاخذ بالاعتبار طبيعة او سلطة مصدر هذه الاحكام. لنتناقش في الاحكام نفسها لذاتها.

اقتباس:دعنا الآن نناقش الإله من منظوري:
أولا بصفته حاكما أزليا لا منازع له في هذا الكون أجمع، فله الأحقية بوضع ما شاء من القوانين بلا إذن و لا سؤال، و لا داعي لاستشارة أي كان من مخلوقاته، و له أن يعاقب من يشاء لأي سبب كان حتى لو كان من أحسن المخلوقات و أفضلها على الإطلاق و ليس لذلك المخلوق حتى أن يقول كلمة واحدة فلا يستطيع أحد تخليصه أبدا

أنت هنا تبرر العنجهية و التعسف يا عزيزي، و تسلب من الانسان حقه في الرأي الحر، و تحوله الى مجرد عبد صغير.

و هذا الإله الذي تصفه لا يتسم بالمحبة بل بالجبروت و الغرور.

اقتباس:بلاش، بعدما علمت أن الإله دكتاتور (و لله المثل الأعلى) عظيم لا نقاش معه و لا هروب من حكمه إذا وقع، و لكن السلم لك يتحقق بأن تحبه و تقنع به، فهل ترفض هذا بداعي أنه ظالم؟

الحب و الولاء أمور لا تباع و لا تُشترى. فإذا كان بعض الناس قادرين على النفاق و الطاعة رعبا و خوفا، فالكثيرون لا يقدرون على هذا.

على العموم هذا ليس موضوعنا. حتى لو فرضنا انه من الاسلم و الافضل ان نعطي الولاء و العبادة للإله الدكتاتور حتى ننجو من ظلمه، فهذا لا يغير في الامر شيئا فهو ما زال ظالما غير محب للبشر.

اقتباس:العقاب المؤقت مهما كانت مدته أتفق معك عليه لأن هناك فترة بعدها يحياها المعاقب ليصلح خطئه أو يثبت ارتداعه عن الخطأ.
لكن العذاب الأزلي متى يقع؟ بعدما لا يوجد قترة بعد العذاب لإثبات الارتداع و لا لإصلاح الحال بأي شكل من الأشكال،

طيب طالما انه لا يوجد فترة بعد عذاب الجحيم يرتدع فيها المرء و يعود عن خطئه، فهذا يعني ان عذاب الجحيم لا فائدة منه و لا طائل. و بهذا اكون قد اثبت نقطتي في أن عذاب الجحيم مجرد عذاب سادي يرضي به الإله غروره و كأنه يتمتع بتعذيب البشر مع العلم انه لا فائدة من هذا العذاب.

دعني أعطيك مثالا منطقيا عن عذاب يكون من ورائه فائدة. لو فرضنا مثلا ان اللـه خلق البشر و جعلهم يعيشون مدة ثلاثين سنة، و بعدها يأخذ الخطاة منهم و يرميهم في جحيم فترته عشرة سنين، و بعدها يعيدهم الى الارض لعلهم اهتدوا و تعلموا من العقاب الذي انزله عليهم، فهنا يكون الجحيم و العقاب له فائدة و له هدف إلهي حكيم.

أما العذاب الازلي و الجحيم الذي لا نهاية له، كعقاب على حياة قصيرة لا تزيد عن ثمانين عاما، فهذا عذاب فارغ لا طائل منه و لا حكمة. و لم يثبت لي العكس حتى الان.