الاستاذ المحترم ابن العرب
سعيد لعودة حواراتنا
تقول :
----
هل تجد حقّاً أن ما قدّمته هنا في مداخلتك الافتتاحية كافي ليقعنعا بالترابط بين الأديان (الوثنية) وبين اليهودية؟!
----
عزيزى ليس هدفى ان اقنع احدا باى شئ , كل ما هنالك هو انى القى الضوء على امور تغيب عن عقلية معتنقى الاديان , واترك لهم مساحة لاعادة تقدير وتقييم قضاياهم الدينية بربطها بما غاب عنهم فى الادب والتراث القديم السابق للاديان

الاقتناع مسألة شخصية ولن اقدر ان اقنع شخصا لا يريد الاقتناع مهما حاولت معه , انها مسألة قناعات شخصية وتلبية لاحتياجات نفسية

يكفينى انى وضحت بان الخنزير كان مكروها فى الفكر الاسطورى القديم , فصورته معظم الاساطير بصورة قاتل الاله المحبوب
اقول كان الخنزير " مكروها " وبلغة الدين تحولت الكراهية للخنزير الى موقف احتقار باعتباره حيوانا " نجسا " حرم على اصحاب الاديان اكله بدون ان تذكر لنا الاديان سببا او تعليلا
كان طبيعيا للاديان التوحيدية ان ترفض اسطورة قتل الخنزير للالهة المحبوبة , لكن لم تستطع الاديان التحرر من التصور الكريه القديم للخنزير , فبقى موقف الاديان من الخنزير هو نفسه موقف الشعوب القديمة الاسطورية منه بعد اعادة صياغة للاسطورة القديمة بما يتناسب مع جوهر الدين ومبادئه الجديدة

فلا يعنى اختلاف الاسطورة مع الدين فى بعض التفاصيل انه لا يوجد اى علاقة بين الاثنين , وانما الاختلاف كان نتيجة ضرورية للمتغيرات والتراكم المعرفى

الختان مثلا عرفته مصر القديمة كعادة كهنوتية , وانتشر الختان فى ارجاء الشرق الاوسط ومن بين الشعوب التى انتقل اليها قبائل اليهود البدوية
فنادت اليهودية بفرض الختان
وهنا لا يجد الباحث التاريخى مفرا من ربط الديانة اليهودية فى هذه الجزيئة بمثيلها عند المصريين القدماء الذين يعتبروا اول الشعوب تاريخيا الذين مارسوا الختان
اتمنى ان اكون قد وضحتك لك هدفى , اما مسألة اقناعك بشئ فلم اهدف اليه وانما فلتقتنع بما تشاء بناء على المعطيات التى قدمتها
وتحياتى