{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مشكلة الهوية القومية اللبنانية
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #4
مشكلة الهوية القومية اللبنانية
لو كان الموارنة مسلمون سنة أو شيعة لما حاولوا الغوص في غياهب التاريخ كي يتنكروا لاصولهم العربية. ولكنهم مسيحيون عانوا ظلم واستبداد الخلافة الإسلامية، فتطورت "عقد النقص" في داخلهم، إلى محاولة تأكيد الذات ثم تضخيمها لاحقاً. فهم كانوا، وما زالوا، بحاجة إلى الإحساس ببعض الأهمية والعظمة بالنسبة إلى الآخر، المخالف طائفياً، الذي يحكمهم ويقمعهم ويشعرهم بدونيتهم.

الخلافة الاسلامية في الشرق هي التي دفعت الموارنة إلى التفتيش عن وجود آخر "عظيم" لهم في غياهب التاريخ. وجود يميزهم عن "حكامهم المخالفين والمضطهدين لهم عقائدياً". ورغم أن دعواهم فارغة تاريخياً، فلم يكن من مندوحة أمامهم إلا تطويرها والعض عليها بالنواجذ، فهم إن لم "يتكبروا" على دمائهم العربية ويرذلونها فإن عليهم أن يكونوا عرباً. وهم لو تساووا في عروبتهم مع العرب الآخرين فإنهم سوف ينقصون عنهم قليلاً لأنهم غير مسلمين في دولة اسلامية لا كرامة فيها لغير المسلمين.

لم يكن هناك حل للموارنة في المحافظة على تمايزهم ووجودهم، ما زالت الدولة الحاكمة في الشرق هي الدولة الاسلامية الطائفية، إلا التأكيد على ذاتهم ووجودهم من خلال نظرية تضخيم الأنا إذاً. هذا الحل ليس إلا صنواً للحل الديني الذي ابتدعه اليهود عندما آمنو بأنهم "شعب الله المختار". إنه ارتكاز على التاريخ في سبيل حفظ الوجود. إنه "حجج" تاريخية وليس "حقائق" تاريخية.

لنلاحظ الآن بأن هناك "أقليات دينية" اخرى في الدولة الاسلامية لم تستطع أن تفعل فعل الموارنة في لبنان والأقباط في مصر، لسبب أو لآخر، فقامت بتطوير "تضخيم الأنا" عبر قنوات أخرى. فالدروز مثلاً، عند أنفسهم، هم الفرقة الناجية والآخرون على ضلال. أما الشيعة فإنهم عملوا على حفظ وجودهم من خلال التركيز على الماضي من خلال مظلومية آل البيت، والمستقبل من خلال تطوير وتعظيم عودة "المهدي".

ليس هناك من "حقائق" تاريخية يستند إليها الموارنة. فالفينيقيون أنفسهم كانوا كنعانيين. و"فينيقي" هي كلمة "يونانية" تعني "أرجوان"(فوينيكس) أُطلقت عليهم لأنهم كانوا يصنعونه ويتاجرون به. ولكنك لو سألت فينيقياً في الألف الثالث قبل المسيح عن "أصله" لقال لك: أنا كنعاني من سكان صور أو صيداً أو بيبلوس. أما الكنعانيون، فهم قوم خرجو من شمال الجزيرة العربية المتاخمة لحدود فلسطين.

أخيراً، الدعاوي الاثنية التي يطلقها الموارنة هي عبارة عن "رد فعل" على الآخر العربي المسلم الذي حكمهم من خلال دولته الدينية التي ضعضعت كيانهم وسحقتهم فترة طويلة من الزمن. إنها محاولة تأكيد الذات عبر الرجوع إلى الدفاتر القديمة. هي محاولة إيجاد "كرامة" في زمن كانت "الكرامة" فيه موزعة حسب الهوية الدينية.

ختاماً، الدولة الدينية (الخلافة الاسلامية في هذه الحالة) هي أس البلاء والشر المستطير الذي ما زال حتى اليوم يفرز القيح والصديد الطائفي في دولنا. وعجبي من قوم يريدون استعادة هذه الأيام المهترئة.

واسلموا لي
العلماني
09-19-2005, 10:49 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مشكلة الهوية القومية اللبنانية - بواسطة العلماني - 09-19-2005, 10:49 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سؤال الهوية : بين دور العائق ومسوغ الإقلاع رشيد عوبدة 0 566 09-21-2012, 10:43 PM
آخر رد: رشيد عوبدة
  تعمد الخلط بين القومية والليبرالية ( فكرة صهيونية بحتة ) - بقلم الكاتب / طارق فايز ال طارق فايز العجاوى 0 674 06-19-2012, 06:46 PM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  ما هيا العلاقة بين القومية العربية و الاشتراكية wa7ed masry 0 759 06-17-2012, 05:17 PM
آخر رد: wa7ed masry
  مشكلة الابداع والتطور في العالم العربي mr.H 21 5,624 04-23-2012, 09:46 PM
آخر رد: طريف سردست
  مجتمعاتنا العربية والإسلامية وورطة الهوية زيني عبّاس 0 541 12-10-2011, 11:09 AM
آخر رد: زيني عبّاس

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS