اقتباس: الصفراوي كتب/كتبت
سيدي الكريم طريف
مشكلة الحوار على من يحاول الأختصار تجعله يقع بمطبات كثيرة
أنا اثمن لك ردك وتحليلك ولو اختلفت مع العديد من نقاطه أنا قصدت في مصانع الموت المتطورة هي هذه الحملات الجائرة التي يعتمد عليها رباب العولمة من حملات تعتمد على الخبر الكاذب والحشد الإعلامي والكم المعلوماتي في ترديد بعض الأكاذيب إلى ان تصبح كذبة مستساغة ولو حسبنا ضحايا هذا التحول الذي تطلق عليه مصطلح تحول سلمي لرايت انه سقط في هذه السنين الثلاثة من ضحايا حروب العولمة أكثر مما سقط بعشرين عاماَ مضت من أجل هذا السوق الذي تتحدث عنه هناك خرائط سترؤسم مستقبلاََ دموياََ لقرون قادمة على غرار القرن المنصرم خاصة في منطقة الشرق الأوسط,, والمشكلة التي اراها ان نهج العولمة لا يعتمد على قواعد إنسانية النهج الجديد في علاقة العمل والإنتاج يقلل من ملامح الأنسنة في العمل ويحول كل شيء إلى علاقات رقمية ومن هنا يبدأ الإنسان يفتقد مكانه الإجتماعي في عالم الأرقام التي تعتمد على اصفار على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة تماماََ كمنطق الحرب على العراق مثلاَ أو السيطرة على منابع النفط وثروات بعض البلاد المتخلفة لأسباب تاريخية وجغرافية تقع المسؤولية المباشرة فيها على هذه الدول المتحضرة والتي أعاقة كافة اشكال التنمية للعديد من هذه الدول ,عندما يخاطب بوش بضعة سفاحين وصانعي حروب بعبارة مليئة بالخبث(ارى هنا منكم الأثرياء والأكثر ثراء والبعض يسميكم النخبة لكنني انا اسميكم قاعدتي )هل علينا ان نتفاءل ,أنا أرى امامي وبالعين المجرة تصفية منظمة لكافة صغار الكسبة واقفال كافة المحال التجاريةلصالح المجمعات الكبر وارىوارى تعامل في سوق وهمي من الاموال المنفوخة والوهمية لحصة وتجميع الأموال بشتى الطرق من أجل أفقار الجميع وتجميع الثروات في ايدي قلة قليلة من الراسماليين الجدد الذين لا يشبهون راسماليي الخمسينات والستينات بشيء ,هناك الغاء تام لمراكز الإنتاج وتقليصها وهناك فراغ انتاجي دون خلق بدائل في المجتمعات الغربية التي تتحدث عنها , وهناك احصائيات ان السير باتجاه خط الفقر اصح متسارعاََ وهناك تزايد سريع في الأسر الفقيرة في الغرب , عذراََ لأنني أطلت ومازال لدي الكثير كي اقوله لكنني لن اطيل اكثر كي اضمن انك ستقرا ما كتبته .
ودمت بخير
الاخ الصفراوي تحياتي واعتذر على تأخري بالرد بسبب ان هذا المنتدى يرفض ان يفتح احيانا.
كما افهم من كلامك فأن موضوع العلولمة والموقف منه يأخذ اهتماما كبيرا منك. ان التحول الى العولمة هو مصير وليس اختيار. وفي سبيل ذلك سيسقط ضحايا، تماما كما جرى عند التحول نحو الرأسمالية. وكما لايخفى عنك، لفأن التحول عملية تاريخية "تقدمية" بالمقاييس الموضوعية. اي بغض النظر عن الاراء الشخصية لدقائق الامر الرومانسية. انها ضمن التتطور الذي تمر به الاحياء، وهو دائما تتطور غير اخلاقي.
ان موقفنا تجاه العولمة ، باعتقادي، يجب ان يبنى على تحليل موضوعي لاعلاقة للاخلاق به. من الضروري اخذ دروس التاريخ، ولكن وبالدرجة الاولى رؤية الامور من عدة زوايا، ورؤية الامكانيات الجديدة التي تفتحها هذا العصر، من خلال مشاكلنا الخاصة التي نعانيها. ان مجرد النقد لايعطينا اي افضلية في الظروف الجديدة التي ستخلق وتفرض على اي حال، ليس من قبل دولة معينة على التحديد بل من قبل "process" تاريخي ليس هناك آمل من المفر منه، لانه يتوافق مع مصالح "الفرد" ضمن قوى الانتاج على اي حال. ان مواقفك تشبه مواقف التصوف الديني.
ان تحليك ينطلق من منطلق ان التتطور يجري بسبب رغبة دولة معينة، ولكن هذا خطأ شائع. ان الدول ترى بوادر حركة التاريخ وتحاول ان تتلائم معها بحيث تعطيها سرعتها في الملاءمة افضليات امام الاخرين الذين لم يستطيعوا استشفاف المستقبل في الوقت المناسب. بالضبط كما يحدث في عملية التتطور الطبيعي: تلائم او مت.
الهند حصلت على مميزات كبيرة بسبب العصر الجديد الامر الذي اقلق الولايات المتحدة، واجبرها على تقديم تنازلات من اجل تحسين . وبالتالي فكون الدولة عظمى لايعطيها الافضليات اوتوماتيكيا.
عدم قدرتنا على فهم هذا الامر لحد الان هو الذي يجعلنا ندفع الثمن غاليا ومضاعفا. ان التفقير الذي يحدث، يجري بالرغم عن ارادة "الدولة" الغربية وليس بالتعاون معها. الا ان ايقافه بقرار اداري، ليس حلا للمشكلة. فالمعروف ان المجتمعات عند التغيير الهيكلي تضطر الى تقديم خسائر، إلا ان ذلك يعوض في الفترة التالية.
وباعتبار اننا نتكلم عن تغييرات تمس البشر، فأن المجتمعات المتقدمة تملك انظمة اجتماعية تعطي درجة متغيلرة من الحماية لمجموعاتى السكان المتضررة.
ان الصراع بين الدول الغربية على قدم وساق من اجل الحصول على الامتيازات في جلب الشركات العملاقة اليها عوضا عن الهجرة الى دول اخرى. إلا ان هناك اعمالا جديدة تخلق. الاحصائيات تشير الى ان السوق السياحي الغير تقليدي للدول الغربية اصبح اربع اضعافه خلال سنوات العولمة. نعم ان المجتمع ينشق الى علماء وعمال، وليس الى عمال ورأسماليين، كما كان الامر في مرحلة النمو الرأسمالي.
ان العالم اليوم هو راسمال الشركة اليوم، هذا الامر يزداد انعكاسا في هيكلية الشركات ذات التكنولوجيا العالية، شركات العولمة. هذا الامر اصبح واضحا اكثر في هيكلية الشركات اليوم وفي شكل ملكيتها.
الكثير من الجوانب يجب بحثا اولا قبل اتخاذ موقف واضح منها، والمهم عدم اتخاذ الموقف اعتمادا على مفاهيم سابقة فقط او على التجارب السابقة، بل بالتفاعل مع كل العوامل ومن خلال وضع العواطف جامبا وتفريغ الاحاسيس.
تقبل تحياتي