My Name Is Khan

بقية ..
الفكرة الاساسية للفيلم تدور حول فكرة قبول الآخر ، و الفيلم يعالج هذه القضية الإنسانية الراقية على مستويات متعددة ، على مستوى العلاقات بين الهندوس و المسلمين ،و على مستوى العلاقات بين المسلمين و غيرهم في المجتمع الأمريكي ، و يحاول ان يبرأ المسلمين من وصمة الإرهاب ، هذا كله يدفع بالفيلم إلى مستوى الرسالة . و لكن هناك أيضا ما يمكن أن نوجهه للفيلم من نقد ، ذلك هو التطور الكبير فى شخصية رضوان خان من شخص انطوائى يعاني من عاهة عقلية واضحة ، إلى رجل قوى يرتحل بين المدن الأمريكية بارادة عظيمة لتحقيق هدفه . و يمكننا أن نرى المبالغة في انقلاب شخصية خان ، هذا الإنقلاب لا يمكن قبوله على أسس علمية من طبيعة مرض التوحد، فكاتب السناريو صنع من خان شخصا لم يكن من الممكن له أن يكونه , فمن المستحيل أن تتطور شخصية شاب متوحد الى هذا الحد . من أجل اتساق درامي للعمل كله ؛ كان من الأفضل الإستغناء تماما عن الربع الأخير من الفيلم عندما بلغ خان بأن هناك اعصار ضرب قرية فى ولاية جورجيا ، فخاطر بحياته و عاد الى القرية متصورا أنه باستطاعته انقاذ ماما جينى و ابنها , و الاكثر اقحاما فى هذا الجزء هو حضور أقاربه و زوجته فى النهاية الى موقع الإعصار بعد أن علمت بوجوده فيه .
تبقى بعد ذلك حقيقة أن الفيلم يدين حروب الأديان وصراع الثقافات ، الكراهية الدينية ، الأستراتيجيات السياسية والأعلامية وكيفية اذلال الخصوم والحط من قيمهم ، و استثمار حوادث 11 سبتمبر في سن قوانين وتشريعات معادية للحريات المدنية ، ويدين أيضا جماعات التطرف الذين سرقوا اسم الأسلام وتستروا به لتنفيذ جرائمهم المروعة في ابادة الجنس البشري وتكفير واحتقار باقي المسلمين ، ومازالت هذه التنظيمات الدينية المتطرفة تنخر في عقول مئات الوف الشباب المسلم وتستدرجهم وتغريهم بشتى الأغراءات المدعومة بالبترودولار العربي المعلوم من اين وكيف تسيدت تلك الأيديولوجيا البشعة التي انتجت فكر القاعدة .
" أنا اسمى خان " يعد علامة فارقة فى تاريخ السينما الهندية فهو محاولة متميزة لخلق خطاب سينمائى هندى جديد على مستوى الشكل و المضمون ، سينما تخاطب الإنسان في الغرب بل في العالم أجمع ، و تتنافس مع السينما الأمريكية . تفادى الفيلم أيضا التحيز الأعمى للمسلمين ، فالفيلم ينتهي على مشهد يجمع بين خان و الرئيس باراك أوباما مؤكداعلى أنه سيكون هناك عهد جديد فى العالم ، و أن زمن يتقاسمه الإرهابيون و المحافظون الجدد في طريقه للأفول . الفيلم ينتمي لعصر جديد عندما انتخب الأمريكيون لأول مرة رئيسا أسود يدخل البيت الأبيض‏ ,‏ وهو نفسه الرئيس الذي يمد يده بالسلام ،و الذي وجه للعالم من قاعة الاحتفالات الكبري بجامعة القاهرة يوم‏4‏ يونيو‏2009‏ خطابا تاريخيا تصالحيا مع العالمين العربي والإسلامي‏ .
‏ الفيلم يجسد ما جاء في خطاب أوباما ‏,‏ و لهذا كان ظهور باراك اوباما في نهاية الفيلم هو نهايته الطبيعية ،و بداية عصر جديد يصنعه الرجال من ذوي النوايا الطيبة في هذا العالم .