(07-31-2010, 12:48 AM)حفيد المتنبي كتب:  نعم، و لكنك من أتى بسيرة البلاليع لهذا المكان بعد أن فشلت باقي حججك و النتيجة أنك تترحم على شخص بقصد "الجكارة". نعم، ليرحمه الله فقد كان قوميا عربيا عراقيا مدركا لأمثالك، و لذلك شطف لأمثالك بماء ساخنة لولا الحقارة البعثية التي أعادتكم. عموما، الخلاصة أنك تريد الخروج بأقل خسارة لماء وجهك و لهذا إعتبر ردي أقل الردود مسالمة و "حل عن ربي" لأنني فعلا لا أمتلك لولدنتك الوقت.

كنت قد نويت فعلا ان اتجاهلك لولا تلك الجملة الملونة باللون الاحمر و التي بتأكيد لن ادعها ان تمر مرور الكرام.

اولا- نوري السعيد لم يشطف لامثالي، بل على العكس هو الذي اقترح ولا احد غيره مشروع الهلال الخصيب الذي يضم امثالي من فلسطين و سوريا و لبنان و شرق الاردن مع العراق، وقد جاء اقتراحه هذا في كتاب سماه الكتاب الازرق و الذي ارسله الى وزير الدولة لبريطاني Gasey
اما ما هو سر هذا المشروع؟ فانه موضح في كتاب للدكتورة عصمت السعيد زوجة ابن المغدور نوري السعيد و اسم الكتاب هو نوري السعيد رجل الدولة و الانسان و المنشور في عام ١٩٩٢ عن دار نشر مبرة عصام السعيد (حفيد نوري السعيد) في لندن، و قد جاء فيه بالحرف الواحد صفحة ٧٥ ما يلي:

فمما لا شك فيه هو ان مستوى الرقي الاجتماعي في سوريا و فلسطين اعلى من مستواه في العراق. و رغم ذلك فقد استطاع العراق بعد الاستقلال معالجة الامور بكفاءة والسير قدما الى الامام. و كذلك السعودية فقد تمكن جلالة الملك عبد العزيز آل سعود من صيانة الامن و النظام في بلاده و استطاع ان يسيطر على البدو و الرحل و الحضر في المدن و الواحات وقام الى جانب ذلك باستثمار ثروة البلاد النفطية. لقد تيسر لتلك البلاد مصادر اقتصادية و ثروة لم تكن متيسرة من قبل فيجب ان تؤخذ كل تلك العوامل المستجدة في عين الاعتبار.
ان العراق مثلا يحتاج الى منفذ على البحر الابيض المتوسط لنفطه و منتوجاته، وقد تتحول فلسطين الى قطر صناعي فتحتاج الى نفط و وقود لمعاملها، فلابد إذا من رسم خطة جديدة بعد اعادة النظر في
الاتفاقيات التي قطعتها الحكومة البريطانية و دمجتها في قرارات عصبة الامم، ويبدو لنا جميعا مما تقدم بان مقترحات نوري السعيد تبرز بوجه خاص العلاقات الاقتصادية الطبيية المستحكمة بين العراق و عرب سكان سوريا التاريخية خصوصا بعد ظهور النفط و التطور الاقتصادي الذي خلفه بالمنطقة.

ثانيا- الذي شطف للمغدور نوري السعيد هم الشعب العراقي، فبعد ان قتلوه و دفنوه اخرجوه من قبره وسحلوه في شوارع بغداد، ثم احرقوا الجثة و رموا برمادها في نهر دجلة، بينما قطعوا العضو التناسلي للامير عبد الاله الوصي على العرش بعد ان قتلوه وضعوه في مؤخرته. رحمهم الله جميع من وقع في قبضة الشعب العراقي في تلك الايام، التي شطف بها الشعب العراقي لحقبة رخاء اقتصادي من تاريخه.