الحق والقانون فوق ُحبّي لفيروز وعشقي لصوتها
طباعة أرسل لصديق
المحامي ميشال شماس - كلنا شركاء
01/ 08/ 2010
شكراً للرحابنة لأنهم قدموا لنا فناً جميلاً على مدى عقود من الزمن استمتع به العرب ومازالوا يستمتعون به، وشكراً لهم مرة ثانية على إثارتهم لقضية في غاية الأهمية ألا وهي احترام حقوق الملكية الفكرية للمؤلف والملحن.
وشكراً لفيروز التي أتحفتنا وأمتعتنا أيضاً بصوتها الجميل وحضورها الملائكي، وإن حبنا لفيروز وغرامنا بصوتها وهي تشدو أغاني كتبها ولحنها الأخوين رحباني، لا يجب أن ُيخفي عنا قضية احترام حقوق مؤلفي تلك الأغاني وملحنيها، وإن حبنا لها لا يجب أن يكون على حساب القانون، أو أن نكون معها سواء كانت مظلومة أو ظالمة.
السيدة الكبيرة فيروز في هذه القضية ليست مظلومة، بل وضعت نفسها في موقف المخالف للقانون، وهي تريد أن تعيد تقديم عملاً فنياً من تأليف وتلحين الأخوين رحباني، دون أن تملك حق الأذن من ورثة أبناء شقيق زوجها الراحل منصور الرحباني، فقد نصت اتفاقية الجات فيما يسمى بــ«الإرجواي روند»، على أن الملكية الفكرية تعود للملحن والمؤلف، وتستمر الملكية حتى خمسين عاما بعد مماته. ومعروف للجميع أن معظم أغاني وأعمال السيدة فيروز المسرحية هي من إنتاج وتلحين الأخوين رحباني ومن حق ورثة الراحل منصور الرحباني مطالبة فيروز بحقوق والدهم عن الجزء الخاص به في الملكية الفكرية للعمل الذي تنوي السيدة فيروز إعادة توزيعه من جديد.
فلو كانت السيدة فيروز حقاً قد اشترت من زوجها وشقيقه حقوق الملكية الفكرية لذلك العمل وغيره من الأعمال، فلا يستطيع أحد منعها من تقديم تلك الأعمال، وكنا سنقف معها فيما إذا حاول أحد منعها من ذلك. وأغلب الظن أن السيدة فيروز لم تشتر تلك الحقوق من قبل، وفي هذه الحالة لا خيار أمامها سوى أن تحترم القانون وتعطي كل ذي حق حقه من ورثة حقوق الملكية الفكرية.
لذلك ولما تقدم أعلنت رفضي الوقوف مع فيروز عندما دعاني أحدهم للتضامن معها، وأعيد وأكرر رفضي التضامن مع فيروز في مواجهة القانون والحق، فحبي وشغفي بصوت فيروز شيء والوقوف ضد المنطق والقانون شيء أخر.
يؤسفني أن أقول إننا مازلنا في دنيا العرب ننقاد بالعاطفة ونسير بوحي منها، وما جرى من تضامن البعض مع فيروز لم يخرج عن هذا الانفعال العاطفي الذي مازال يتحكم بسلوكنا وتصرفاتنا، مؤكدين أننا لازلنا ندور في فلك ثقافة القطيع منذ العصر الجاهلي وحتى يومنا هذا على حساب ثقافة القانون واحترام الأخر التي يبدوأن طريقنا إليها مازال طويلاً.

المحامي ميشال شماس - كلنا شركاء