اقتباس:السؤال الأول : يعتقد الأرثوذكس أن الله سبحانه وتعالى قد أخذ جسد بشري وأتى بنفسه للعالم بينما نجد أن كاتب إنجيل يوحنا يقول : (( لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد )) [ 3 : 16 ] و قال يوحنا في رسالته الأولى : (( إن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به )) [ 4 : 9 ]
ونحن نسأل : هل الله قد تجسد كما تزعمون وأتى بنفسه للعالم أم انه أرسل للعالم ابنه الوحيد كما تزعم النصوص؟ ومما لا شك فيه أن الراسل غير المرسل والباعث غير المبعوث . وهناك العديد من النصوص التي تنص على أن الله لم يتجسد وينزل ولكنه أرسل ابنه للعالم انظر الرسالة الأولى ليوحنا [ 4 : 14 ] .

الأخت الفاضلة:

في المسيح نعاين الله متلاحمًا مع بشريتنا ويبقى هو ذاته الإله القدير كما هو. الله الآب يعطي المسيح مخلصنا ما له ويمنحه جميع الصلاحيات التي له بهدف إقامة تواصل معنا كبشر. الله الآب هو الراسل والمسيح هو الرسول. الله الآب هو الباعث والمسيح ابنه هو المبعوث إلينا رحمةً بنا. في المسيح تأخذ محبة الله صورة بشرية لأجلنا نحن وبهدف إقامة تواصل معنا. لذلك يلبس الله في المسيح طبيعتنا البشرية ويتكلم لنا من خلالها وبسببها يمنحنا الله القدير كل ما له بما أنه قد أخذ كل ما لنا ما عدا خطيئتنا في حدث التجسد.

اقتباس:والسؤال المطروح هو : بما أن الله عادل . . وقد صالحنا بصلب المسيح المزعوم . . فلماذا لم تنتهي هذه العقوبات . .؟ لماذا ما زالت الحية تسعى على بطنها ؟ لماذا ما زالت المرأة تصاب بأوجاع الحمل والولادة ؟ لماذا لم تنتهي العداوة بين نسل المرأة والحية ؟

الأخت الفاضلة: بل العقوبات تم رفعها عنا لأجل إيماننا بمصالحة المسيح. الحية لا تزال تسعى على بطنها لأن هذا هو تكوينها. استخدام الحية كان من قبيل الصورة. يستخدم الكتاب المقدس "صورة" مثل الحية للحديث عن شيء يفوق تصورنا وهو إبليس الرجيم والذي يصرف المؤمنين عن عبادة الرحمن. والمرأة لا تزال تصاب بأوجاع لأن الخليقة كلها لا تزال في مخاض وخلاصها لم يكمل والخلاص يتم نهائيًا بمجيء المسيح حيث يتمم العمل بالكامل ويقدمه للآب السماوي جل علاه. وسواء أخطأت البشرية في شخص آدم وحواء أم لم تخطيء فالمسيح قد كان مجيئه حتما إلى دنيانا ليعلن لنا ملء محبة الله ويحقق المصالحة بيننا وبين الله.

السؤال الأهم هو: هل حقق المسيح المصالحة؟

هل أنجز المهمة؟

هل لفدائه ثمار نعاينها اليوم بسبب صليبه؟

والجواب على هذه كلها قطعًا يكون بالإيجاب نعم؛ ولربنا كل حمد وشكران، آمين.