أندروبوف
ليس تماماً
    
المشاركات: 841
الانضمام: May 2008
|
RE: الذين غيروا معتقداتهم من خلال النادي أو النت بشكل عام
الاعتراف بالتذبذب فضيلة ..!
بدأت رحلتي الدينية مبكراً مع تجليات و شطحات الصوفية ثم بدأت الشكوك تنتابني حيال الكثير من القصص و الكرامات و مغامرات أصحاب المقام و الأضرحة و الأولياء الصالحين ..كان ذلك قبل عهدي بالانترنيت .
بعد غزوتي واشنطن و منهاتن 11-9 و التي قلبت العالم رأساً على عقب بدأت بغزو الفضاء السابيري بحثاً عن أي شيء له علاقة أو صلة بالقاعدة و بن لادن ,ربما لاعجابي أو إشباعاً لفضولي أو لرغبتي في البحث عن الحقيقة من مصادرها, أدى ذلك لانفتاحي على الفكر السلفي الوهابي و بدأت بالتخلص شيء فشيء من بعض الطقوس و "الشركيات" و "البدع" التي ما أنزل الله بها من سلطان خاصة أني لم أكن مقتنع بجدواها أصلاً أو بالحد الأدنى لدي شكوك تجاهها مما تسبب في سقوط صوفيتي أرضاً و تعاظم في نفسي هدي سلف الأمة ... ثم لجأت لحل وسط تمثل لي بالفكر الاسلامي كمخرج (الاخواني و لا فخر) فلا إفراط و لا تفريط .. و أذكر أني كنت قد شحذت قلماً في هذا النادي قبل سنوات (بمعرف آخر) للرد على أباطيل و مزاعم الملاحدة و الصليبيين و الرافضة ...الخ من أعداء الأمة ,و هزمت شر هزيمة .
و هنا بدأت الرحلة بالاتجاه المعاكس فسرعان ما تخليت عن أفكاري الراديكالية بخصوص الاسلام كمنهج حياة و شريعة تتحكم في مصير و رقاب البشر كبداية لأتحول لمسلم معتزلي قرآني (نص نص يعني) أو كعلماني صاحب القضية ثم إلى اللادين بكل وقاحة ( طبعاً ليس بقفزة واحدة الأمر استغرق حوالي 4 سنوات من البحث و التفكير و الأرق) .
و الآن ... آه من الآن , حقيقة لا أعرف و أحاول الابتعاد عن تصنيف نفسي بقدر المستطاع .. لكني أجد نفسي أقرب إلى الربوبية و لست ضد الأديان بشكل مطلق فلم أغلق الباب بعد ,بحيث أبقيت جميع خياراتي مفتوحة .. فمثلاً قد يكون محمد هو نبي الله الخالق و رسوله لكن ما وصلنا عنه كان محرفاً أو مختلفاً أو لغير زماننا أو ... أو ... الخ, كما قلت فجميع الخيارات مفتوحة .
أحياناً أسأل نفسي لماذا كل هذه التبدلات و التحولات ..أنا في الحقيقة مؤمن بمبادئ و قيم العدالة و المساواة و الحرية و حقوق الإنسان و البحث عن الحقيقة , فكل تقلباتي يسرة و يمنة كانت أولاً و أخيراً تجاه هذه المبادئ .. يعني صوفياً أو سلفياً أو اسلامياً كلها كانت بحثاً عن تلك المبادئ و لم يكن في رصيدي المعلوماتي ما يكفي لإجراء مقارنة موضوعية بين البدائل المتاحة أو التحقق من شعاراتهم البراقة التي يرفعها أحبائي في جماعة الإسلام هو الحل أو منهج خير الأمم على هدي السلف أو أحباب الله .
كمثال توضيحي : في الإسلام لا فرق بين عربي و لا أعجمي إلا بالتقوى لكنهم ليسو كذلك مع مخالفيهم من الكافرين .. بينما في الإنسانية التي أعتقد بها لا فرق بين انسان و انسان , أي إنسان بغض النظر عن عرق و دين .
العدالة أيضاً لا تتحقق بشريعة الإسلام و خاصة العدالة الاجتماعية و المساواة .. ايماني بالعدالة يجبرني على الاعتقاد بالحساب بشكل أو بآخر و بحياة ثانية و ربما جنة و نار انما بكيفية مختلفة, فأنا لا أصدق ولا أريد أن أصدق أن أبطال كجورج جمال و سناء محيدلي و حميدة الطاهر نهايتهم في هذا العالم كنهاية أي بهيمة يفجر نفسه بين الأبرياء في أسواق العراق اليوم .
لا أعرف إذا كان الانترنيت هو السبب لكني أعرف نفسي كمتشكك و متردد غالباً ,و ظروفي الشخصية و العائلية و الاجتماعية و النفسية شكلت هذه الحالة الفريدة التي أنعم بها الانترنيت علينا , فالانترنيت بما يتيحه من حرية و معلومات و سهولة استخدام, كان و لا زال عامل مسرع أو مفجر للصراع بمختلف أشكاله و ألوانه .
أنا هنا بحثاً عن الحقيقة أولاً ,و لأني أحلم بإنسان أفضل و مجتمع أفضل و عالم أفضل .. شيء كأحلام اليقظة ربما أو أجمل.
شكراً لختيارنا الجميل على الموضوع ,و أتمنى أن يخبرنا هو أيضاً عن تجربته الانترنتية و ما إذا كان لها تأثير بشكل أو آخر على معتقداته .
|
|
08-06-2010, 05:23 PM |
|