الزميل أبو خليل
أعتقد أن بعض الأشياء بحاجة إلى التوضيح

أولا : أنا لست مؤيدا للحكومة المصرية فلا يوجد عاقل يمكنه أن يدافع عن كل هذا الكم من الفساد والسرقة والتزوير

ثانيا: بعض الزملاء يشتط في معارضته للنظام إلى درجة أن أي شيء يقوله النظام أو يفعله فهو بالضرورة خطأ. وهذا أيضا موقف بعيد عن الصواب وغير عقلاني ومن الممكن أن يضر بالوطن من حيث يحسب المعارض المتطرف في معارضه بأنه يفيده

ثالثا: أنا لست مع إسرائيل ولا أمريكا ضد حقوق الفلسطينيين ، المشكلة أو الفارق بين موقفي وموقفك هو في الأولويات فقط

فنحن أيدنا الأفغان في حربها ضد الاتحاد السوفييتي بكل قلوبنا في الماضي ، وخرج المجاهدون من كل الدول العربية والإسلامية إلى هناك وكان الجميع متعاطفا مع قضيتهم
وبعد ذلك ماذا كانت النتيجة ؟
لقد عاد المجاهدون من أفغانستان وكفروا أبناء وطنهم وقاموا بالتفجيرات وجرائم القتل والعمليات الإرهابية من أجل اعتقادهم بأن مجتمعهم كافر وأن عليهم إقامة الخلافة مرة أخرى والقضاء على كل مظاهر الكفر بما فيها التلفزيون والراديو والبنطلونات وكل المظاهر المدنية تقريبا، هذا فضلا عن قيام حرب أهلية بينهم في أفغانستان ووصول الأمر إلى أقصى درجات التطرف العرقي والديني على وجه الكرة الأرضية في تاريخها.

فالمقاومة للاحتلال الإسرائيلي مطلوبة بالتأكيد ولكن الخوف هو من تكرار سيناريو أفغانستان مرة أخرى في لبنان ومصر وغزة وأي دولة إسلامية
وحماس لم تدع فرصة للتشكك في أن هذا السيناريو سوف يتكرر مرة أخرى فالفتاوى التافهة والتي تنتهك حقوق السكان تتوالى كل يوم ، ورفضهم للآخر من منطلقات إسلامية يتزايد كل يوم واعتداءاتهم على الآخرين تتصاعد ولا يمكن أن نتخيل أي سيناريو مختلف عن أفغانستان في المناطق التي تسيطر عليها حماس.

ببساطة فإن رقم 1 هو سؤال من هم ؟ ثم رقم 2 هو إلى أين ؟
وليس العكس ، فقبل اختيار الطريق - وهو في هذه الحالة - طريق المقاومة مثلا ، لا بد أولا من اختيار الرفيق.

الشتائم يا زميلي ليست ردا للجميل ، فهي لا تعبر إلا عن الغضب وعن ضعف الموقف والحجة وعدم القدرة على السيطرة على النفس والتفكير المنطقي ، من الأفضل أن نبتعد عنها فأنا ليس في يدي القرار السياسي ومعظم الزملاء هنا كذلك ، وبالتالي فهو نقاش عادي وحر بين مجموعة من الناس العادية ذوي التوجهات المختلفة .. والشتائم تفسد الإثراء الذي يمكن أن تسهم فيه وجود هذه المجموعة في مكان واحد

وشكرا