اقتباس:فنصف مثقف يجيد المهارات الحياتيه أفضل من مثقف كامل منقطع عن العالم

طيب متى نعرف أننا صرنا "نصف مثقف" أو "مثقف الا ربع" حتى نتوقف عن تثقيف أنفسنا و نحافظ على التوازن مع العالم؟

ثم أني أرى في هذه المداخلات اعتبارا للثقافة على أنها حفظ معلومات لاستعراضها عندما تتاح فرصة حوار أو نقاش! فهل هذه فعلا ثقافة؟ أم أن الثقافة هي اتساع مداركنا في فهم العالم و البشر بحيث ان تلك المدارك تفعل فعلها في تغيير أسلوب حياتنا و في مواقفنا و سلوكياتنا فتتطور الى الأفضل و الأنجع؟

أن لا يجيد المثقف اختيار بطيخة أو اصلاح حنفية فلأن هناك أدمغة تميل للعمل الفكري المجرد و أخرى الى المادي المحسوس و هي أمور لها علاقة وطيدة بتركيبة الدماغ و الاستعدادات العقلية لهذا الفرد أو ذاك و هي قضية شغلت المفكرين المثقفين من أيام افلاطون و حتى يومنا هذا و بناء على تركيبة الدماغ نجد ان الفشل في السباكة أو في مكنكة السيارة أو ما شاكل من أنشطة "عملية" ليس وقفا على المثقف بل على دائرة أوسع من الناس تفتقد القدرات العقلية "العملية".بالمقابل نجد أن ذوي الميول العملية غالبا ما نجدهم لا يطيقون الفكر النظري و القراءة و الحوار و فقراء معرفة و ثقافة و ذوي فكر تقليدي لا يأتي بتغيير و لا بتطور اجتماعي. و لذلك رأى الحاج افلاطون أن الفلاسفة و المفكرين هم من يجب أن يكونوا في مواقع السلطة على المجتمع.

اقتباس:بل انني ارى ان الثقافة تخصص مثلها مثل اي تخصص بالحياة لكنها تخصص بلا نتيجة ، الا لمن يتصل بالسلطة .

الثقافة ميل عقلي و متعة عقلية و ليس مطلوبا منها أن تعطيك نتائج من النوعية التي تريد فصاحبها "يجد ذاته" في اكتساب و مراكمة المعرفة و في البحث و الغربلة و ما شاكل. النتائج التي نراها هي فرد "فهمان" و "لديه ما يقوله" و "قابل للحوار" و مؤهل لتقديم نصيحة و توجيه غيره الخ بينما تعال لميكانيكي أو جزار أي عقلية تجد عنده؟ بل ان فقراء الثقافة يصعب التفاهم معهم ان لم يكن مستحيلا. و كثيرا ما نراهم يميلون للعنف لاسكات الآخر و ليس التفاهم و الحوار الذي يفتقدون مادته.

هذا التخصص -الذي بلا نتيجة- يصنع الانسان بينما كل ملايين النفط لا تستطيع ذلك دون الاستعانة بالثقافة و المعرفة.