عزيزي أندروبوف،

أنت تفرض وأنا أتحدث عن وقائع...

الإنسان غالبا ينبري لإرغام غيره وإثبات نفسه، وهذا تصنعه أمريكا وتصنعه طالبان بزعمك ويصنعه ستالين، كل ما هنالك أني ضربت مثلا قد صار، وأنت تضرب مثلا لما سيصير...


لكن لا علاقة لذلك بإسلام أوكفر، تلك طبيعة بشرية متوحشة، تهذبها الشرائع وتروضها المبادئ والقيم...


لكنك عزيزي تأبى الإسلام فتجد تلك العيوب فيه، ولو أبت نفسك الشيوعية لعلك ستجد نفس العيوب فيها، ولو أبت نفسك الليبرالية لتجدن ذات العيوب فيها... ذلك عزيزي أنك لا زلت تبحث في فروع لا أصول...

الأصل المطلوب الحوار حوله: هل للكون خالق مدبر يدبره طوعا وكرها؟ أم له خالق لا شأن له به؟ أم لا شي خلف الكون مطلقا؟
من هناك ننطلق حتى نصل الخشاف والنووي، أما عكس الطريق فلا يصلح...

كما تجد متطرفين بين المسلمين، تجد متطرفين بين الليبراليين، تجد متطرفين بين الشيوعيين، تجد متطرفين بين الديمقراطيين... وجود التطرف في فكرة ما لا يعني حسن الفكرة ولا سوءها، لا يمكن إثبات الفكرة أو نقضها بفروع لا علاقة ضرورية بينها وبين الفكرة، بل ببحث الفكرة نفسها..

عزيزي، إن أقنعت المسلمين أنه لا خالق مدبر خلف الكون، حينئذ لن يبالوا أشربوا الخشاف أم شربوا الفودكا، ولن يبالوا أوقعوا على النساء في البيوت أم على الشواطئ أم وقعن عليهم، ولن يبالوا أسكن شذاذ الآفاق فلسطين أم سكنوا مكة... أضربت أمريكا بالنووي هيروشيما أم ضربتها روسيا... كل ذلك لن يغدو ذي بال...

ربما سيهتموا به من زوايا أخر لا علاقة لها بالخالق المدبر، حينها ستتفاوت الآراء ولن تجد طابع الأمة حتى تطلب منه رأيا موحدا..

هناك فاسعوا، من أجمل ما قرأت له هنا في هذه الأبحاث الزميل أنكي، كان يركز على الموضوع المطلوب الذي فيه الخلاف، وإن كان لا يغفل طرح الفروع بين الفينة والفينة، ونحن نعلم أن لا يعجبكم من الإسلام شيء ولا داعي أن يعجبكم ولا يفرق معنا عجبكو ولا جعلو لا عجب حدا، لكن حين يكون الطرح جادا ومثمرا صدق أنه سيقرأ، وسيجد صدى، ولن ألوم من يتبعه ممن يقتنع به..

عزيزي،
اعملوا على مكانتكم إنا عاملون