الكثيرون ممن يجدون لديهم أوقات فراغ بعد الظهر صاروا يقتحمون مجال الغناء و مجال كتابة ما يظنونه شعرا أو ما يظنونه قصة قصيرة أو قصة بدون أكمام!

فان كانت القصة القصيرة نفسها تحديا نظرا لما تشترطه في مساحة محدودة مثل التكثيف و اللغة المعبرة المحملة بالدلالات و الجيدة التوظيف و بناء الشخصيات و تصعيد الحدث صوب العقدة و احكام القفلة و تفاصيل أخرى فما بالنا في حال القصة القصيرة جدا؟!
هذا الكاتب تنقصه اللغة الثرية و المكثفة أولا (الدائرة و معدة خاوية) و لا يجيد صناعة القفلة ثانيا ففي أكثر من نص نجده يميل الى الافاضة (المطرقة و المسمار) أو صيغة التقرير (ظلام الانسان و البقية تأتي و قمامة الدنيا) و كأنما هو غير واثق من كفاءة ذكاء المتلقي. كما أن العديد من النصوص تفتقد العقدة كما لا تحتمل أكثر من قراءة. كلام و عالماشي .. دون أن يعلق بذهن المتلقي أي نص .. و هذا من أعراض هزال موهبة الكاتب .. فالقارئ يقلب صفحات و يشغل وقته لكن طالما لم ينشغل ذهنه بالعمل بعد اقفال الكتاب فعلى العمل الأدبي السلام. و لعل قول المتنبي يوجز الكثيييير: يسهر الخلق جراها و يختصم.