(08-17-2010, 02:45 PM)شهاب الدمشقي كتب:  

اقتباس:و لكن المهم الا تعتنق فكرا يؤصل لهذه الظاهرة، لانه عندها يصبح الاصلاح مستحيلا.

برأيي .. إن اعتناق فكر لا يملك ضمانات حقيقية لضبط تطبيقه على أرض الواقع، بما يؤدي إلى انحرافات في التطبيق،

اوافق مائة بالمائة.

اقتباس:هو أمر مماثل تماما لاعتناق فكر (يؤصل هذه الظاهرة) على حد تعبيرك .. ففي الحالتين سنجد ان الداء هو في النفس البشرية لا في الفكر نفسه ! .. فمن كان منغلقا واقصائيا بطبيعته فلن يجد في النص المتسامح ما يردعه عن القمع، بل قد يعيد تفسيره لينتج عنفا وقسوة ودموية بمباركة النص المتسامح نفسه !! (كيف نوفق بين الحروب الصليبية وخطاب من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الأيسر !؟) ..ومن كان متسامحا بطبيعته فلن يعدم الوسيلة في إعادة قراءة وتأويل وتفسير النصوص التي تؤصل القمع والعنف (قراءات جودت السعيد وطه جابر علواني لحد الردة وحرية الرأي والتعبير كمثال) ..

اوافق مع تحفظ اذ انه صحيح ان اغلب المسلمين و الحمدلله يبحث عن النصوص المتسامحة، و الا لطارت رقابنا منذ زمن، و لكن ان جلست مع تلك الاغلبية و واجهتها بالنصوص و التفسير التاريخي لها ستقع في حرج و ستخسر المعركة لصالح المتطرفين ( من الناحية البرغماتية البحتة يجب عدم دفعها لهذا الاحراج، لا بل يجب تعزيز الاعتقاد لديها بان الدين الاسلامي بالفعل دين تسامح)، عكس هذا هو بالنسبة للحروب الصليبية، فبالنصوص المقدسة و التراث الرسولي و تاريخ الكنيسة الاولى يمكن احراج من يؤيدها من الناحية الدينية، هذا من جهة. و من جهة اخرى يعتبر المسيحيون هذه الحروب لطخة سوداء بتاريخهم و لن تجد احد من المسيحيين لا من الشرقيين ولا الغربيين يؤيدها (عكس الفتوحات الاسلامية المدعومة نصا و تاريخا و التي قلما تجد مسلما مهما بلغ من التسامح و التنوير ينتقدها).