(08-18-2010, 07:35 PM)خالد كتب:  عزيزي أرماند،

انا أترك الحوار عادة حين أرى أن الحل ما فيش فايدة يا صفية.. ولست جديدا هنا فانظر أرشيفي إن أردت

أنا إسلامي حتى النخاع، وحين تطالب بطردي فلي أن أقف وأتساءل، وأن أحاكم شريعة الغاب التي تدعو إليها باسم الديمقراطية والليبرالية ويللي ما بعرف شو هيي.

عزيزي، كوني لا أدفع غيري من الإسلاميين "المتطرفين" بزعمك لا يعني أني أوافقهم أو أعارضهم، يعني باختصار أني لا أهتم لردود الفعل عادة، بل أقصر اهتمامي على الفعل، وأرى باختصار أن فعل التطرف أتى ممن يرى رأيك فرد الإسلاميون بالتطرف.

زميلي العزيز، كان ولا زال في كل مجموعة بشرية أناس يشدون الثوب لطرف وأناس ينشدون العدل في القسمة، وحين نشمل الخصم بالعدواة إن باغضنا فريق منه، لا يكون فعلنا هذا إلا مزيدا من التطرف.

عزيزي، أنت بين أن تستقوي على قومك بغيرهم، فتكون قد بنيت لغيرك عزا، ولن يصير من أدخل الغريب بغير تابع له ضمن أقصى طموحاته، أو أن تعايشهم وتصبر عليهم لتعلم أين داؤهم فتعلم أين دواؤهم، وليت شعري قومك ليسوا أوربا، وليس حلول أوربا بناجحة هنا، حتى لو بالحديد والنار.
أو أن تتسلق الدبابة، فتفرض رأيك بالقوة، وتزيل مناوؤوك إلى ما وراء الشمس، وحينها لات ساعة ديمقراطية.

عزيزي، لو أنك بدل أن ترجم التجار في السوق بالحجارة لعرضهم بضاعة تزهد الناس فيما عندك، لعلك لو أحسنت عرض بضاعتك والدعاية لها لانصرف الناس تباعا إلى ما عندك...

فما عندك من مشروع عزيزي؟ هل تريد نهضة هذه الأمة؟ هل تملك مشروعا نستطيع نقده ورده وقبوله؟ لعلك تقنعنا أن نترك الخرافات التي تظن ونتبع ما أنت عليه من خير تراه.

كويس أنك لم تترك الحوار ولازلت ترى هذه المرة أن هناك فائدة
كلام جميل وكلام معقول مقدرش أقول حاجة عنه يا زميل خالد
ولكن هل الذي يريد تطبيق الشريعة لا يستعين بطرف خارجي يا زميل خالد ؟
وبنفس المنطق الذي كلمتني به عندما قلت بأن سكوتك لا يعني التأييد ولا يعني الرفض
فأنا لم آت بذكر على أوروبا ولا أمريكا ولا دباباتها بذكر ، ولكني قلت بأن الحل الوحيد تجاه من يريد تطبيق الحدود وقتل الآخرين لتركهم الإسلام هو أن يتم قتلهم.
وهذا لا يعني أن يتم قتلهم بواسطة عدو خارجي.
كما قلت من قبل وأكررها :
الشعوب القوية تتغير بقوة الإرادة
والشعوب الضعيفة تتغير بقوة الطبيعة

ومجتمعاتنا من النوع الثاني ، وعندما يكتب أحد فغرضه يكون التغيير من الداخل
فالتغيير من الخارج يا زميل لا يحتاج إلى كتابة ولا نبح في الصوت ، ويكفي فقط أن يتم عقد الصفقات في هدوء.
لكن مخاطبة العقول العربية بأن وضعها الحالي معناه أنها سوف تذهب إلى الجحيم قريبا لو تركت نفسها لهذه الجماعات الإجرامية يعني أني أريد أن أزيد الشعور بالخطر من الداخل حتى يحصل التغيير من الداخل وتعي الشعوب أن هناك مواثيق لحقوق الإنسان هي بحاجة إلى تطبيقها ونبذ أي مشروع مشبوه يسعى بالتعاون مع قوى خارجية إلى انتهاك تلك الحقوق. وخاصة إذا كان ذلك المشروع باسم الدين. الصمت عن هذا الخطر منك ومن غيرك هو بحد ذاته تقصير ويدخل ضمن إطار الصمت على الخطأ الذي يعتبر مشاركة في فعله. ماهي فائدة القراءة والاستنارة والتخطيط وعصر المخ إذا كانت النتيجة في النهاية هي الصمت المطبق أمام ما يحصل من جرائم باسم الفكر الذي تقول عن نفسك أنك تحمله ؟
إذا مافائدة المدارس والتعليم والفلسفة ؟
هل كل ما نطمح إليه هو ستر العيوب ورد النقد وإلقاء التهم ؟
ما الفرق بين المثقف الذي يدعي القراءة والاطلاع وبين الرجل الهومو-إسلاميك الموجود في توقيعي ؟
لا شيء إلا أن الثاني يعبر عن نفس الاستكبار والاستعماء ولكن بطريقة أكثر رقيا بكثير تناسب فصيلة ال Homo-Sapiens
فالتعليم وكل الكتب التي تقرأ وتمقق فيها الأعين لا قيمة لها لأنها لم تضف ذرة واحدة من الإحساس بالجرثومة التي تمشي في مجتمعك