اقتباس:هذه المشاكل الحدودية و غيرها من المصالح الاخرى و التي تراها عادية غالبا هي ما غيرها السبب في عداء الدول لبعضها البعض. لاحظ لا يوجد لنا اي مشاكل مع اليابان و لا هندوراس و لا الاكوادور ولا جزر المالديف، و لكن هناك عداء علني وواضح بيننا و بين اسرائيل و آخر غير ظاهر يخبو تحت الرماد بيننا و بين ايران و بيننا و بين تركيا و يستعر بين الفينة والفينة حسب المعطى السياسي، و هذا ما يفسر مثلا القلق العربي من امتلاك ايران لقوة نووية، ولا تنسى ان هذا البعبع (حسب تعبيرك) لم يتوانى مرة في العام ١٩٧٩ من استخدام انيابه ضدنا.
عزيزي اوبزيرفير, المشاكل الحدودية التاريخية بين الدول المتجاورة شيئ, و الابتلاع الصهيوني لفلسطين شيئ آخر مختلف تماما... لا يجوز ابدا ان تضع الامرين في كفة واحدة....
عندما رسمت القوى الاستعمارية الحدود فعلت ذلك بمعزل عن الدول المعنية التي اما لم يكن لها وجود انذاك او كانت خاضعة و تابعة لهذا الاستعمار...
تكاد لا تجد اي دولتين في منطقتنا لا يوجد لديهما على مناطق حدودية متحفظ عليها , حتى تلك المرسومة بالمسطرة كخط مستقيم, و ازيدك, بأنه مثلا عندنا في لبنان, بين المحافظات و الاقضية و البلدات, هناك مشاكل حدودية و اراض متنازع عليها تعود الى زمن الانتداب الفرنسي الذي عين الحدود بطريقة اعتباطية على الورق دون العودة الى ابناء القرى...
اما الاحتلال الاسرائيلي, فامر مختلف نوعيا عن كل ذلك.. هو اغتصاب وجسم غريب زرع في منطقتنا, نرفضه و نعاديه من منطلقات تاريخية و قانونية و انسانية, ليس بيننا و بين يهود الفلاشا و روسيا و بولندا قواسم مشتركة و لا روابط تاريخية و حضارية تجمعنا كتلك التي تجمعنا بايران و تركيا و حتى ان شئت الهند, حتى تصبح المسألة مسألة حدود متنازع عليها... و لاحظ ايضا ان هناك برضو مسائل حدودية بيننا و بين الكيان الغاصب تعود الى زمن الترسيم و هي مسائل مختلفة عن مسألة الرفض الوجودي و العداء التاريخي الذي نكنه لهذا الكيان الغريب المزروع في منطقتنا....
النزاعات الحدودية التاريخية بين الدول المتجاورة شيئ, و قضية اغتصاب فلسطين و عدائنا للكيان الغاصب شيئ اخر مختلف تماما... علاقتنا مع ايران و تركيا مختلفة تماما عن تلك مع (اسرائيل)....
اما بخصوص البعبع الذي ابتدأ عام 79, فهل نفهم من كلامك ان قضايا الجزر الثلاث و النفوذ الاقليمي و المذهب الشيعي كلها امور ابتدأت فقط بعد الثورة؟
و لماذا كانت الانظمة الرسمية العربية تسكت عنها ايام الشاه, بل و لماذا كان مشايخ العربان يقفون بالصف على باب الشاه؟ (ما زلت للان تجد لدى العائلات الارستقراطية و الحاكمة العربية صورا يتفاخرون بها تجمع اعضاءها بالشاه أو حاشيته او كلبا من كلابه المهجنة الراقية و يعلقون تلك الصور للان في صدر الصالون امام الضيوف.....
لماذا تتذبذب علاقة الانظمة المشخاتية العربية مع ايران طبقا لتذبذب علاقة الاخيرة مع الغرب؟
الان فيما لو حدث مثلا انفراج في العلاقة بين ايران و امريكا و اتفاق على نقاسم النفوذ و السماح بامتلاك ايران الطاقة النووية في مقابل دعمها لعملية السلام في المنطقة (و هذا ما صرح به العديد من الساسة الغربيون و الايرانيون) , انا اكيد بأن الاعلام النفطي سوف يهلل للبعبع السابق و سوف ينتقل للاشادة بايران و تقدمها العلمي و النووي..
بالمناسبة.. انظر الى هذا الاعلان الامريكي في السبعينات و هو يتفاخر بأنه حتى شاه ايران اصبح لديه قدرات نووية....
اين كان اشاوس الاعلام العربي ليولولوا عن البعبع يومها؟
طبعا كانوا في بلاط الشاه ينتظرون لساعات على امل الحصول على شرف فرصة لقائه و التسليم عليه....
بالنسبة لموضوع بشار الاسد و قصة ال90%, لاحظ -حضرتك-ان الاستفتاء حصل في 6 دول عربية ليس بينها سوريا (الاردن, مصر, السعودية, الامارات, المغرب و لبنان) و لاحظ انها دول تتبع للحظيرة الامريكية, اي ان شعوب تلك الحظيرة أيدت بشار الاسد رغما عن انف انظمتها المشيخاتية المنبطحة...
و اذى اردت الاصرار على ان تلك الشعوب جاهلة و قاصرة يا ريت اذا لا بقى تحاضروننا بقى عن الديموقراطية و الحرية و باقي السمفونية التي تبين انكم لا تؤمنون بها الا عندما توافق اهواءكم.....
تحياتي...