لانني عشت في يوم ما بين المصريين ( الاقباط وغيرهم ... ) ورايت بعض المشاحنات البسيطة وسمعت من يقول لي سنعيد كل المسلمين الى الصحراء التي أتونا منها ورأيت من يتهجم على الاسلام هنا منهم . ولانني أحب الخير للمصريين الطيبين . فانني أورد التساؤلات التالية من مواطن مصري . عله يكون هناك نقاش يخفف الاحتقان :

جمال سلطان
الموضوع الخطير الذي نشرته المصريون أمس عن "مؤامرة" يقودها أعضاء يمينيون مسيحيون متطرفون في الكونجرس بالتواطؤ مع نشطاء أقباط بهدف فرض التدخل الدولي في مصر بزعم حماية الأقباط يحتاج إلى وقفة ومراجعة جادة .

لأن هناك من يعملون بليل ـ هنا ـ قبل هناك ، من أجل الإضرار بالوطن ، سواء كانت مؤسسات أو شخصيات طائفية .

وأنا هنا أستعرض بعضها مما ورد في التقرير الكاذب والملفق الذي تم تقديمه لبعض أعضاء الكونجرس الأمريكي تمهيدا لتفعيل سيناريو "دارفور" في مصر.

والملامح الأساسية للتقرير يمكن وضعها في النقاط التالية :

1. تشويه صورة العائلة المسلمة :

في كثير من الحالات التي ذكرها التقرير ، يُبرز مؤامرة مزعومة تقوم بها العائلات المسلمة حيث تُحاصَر الفتيات القبطيات من خلال زميلاتهن المسلمات للتورط في علاقات جنسية مع الرجال المسلمين الذين يجبرونهن على اعتناق الإسلام والزواج منهم بعد ذلك بالإكراه.

في بعض القصص يقولون أن الشبان المسلمين يقومون باغتصاب الفتيات المتحولات حديثا للإسلام إذا لم يتجاوبن معهم في ممارسة الجنس وذلك كجزء من الزواج بالإكراه.

في القصة رقم 14 قام الخاطف المسلم باغتصاب الضحية - التي تم إجبارها علي اعتناق الإسلام -بمساعدة أمه و أخته. ومن الواضح جدا أن الهدف هو تشويه صورة الأسرة المسلمة.

2. قصد التقرير بوضوح إلى توريط الحكومة المصرية في حكاية المؤامرة علي الفتيات القبطيات :

في معظم الحالات المذكورة في التقرير يتم الزعم أنه بمجرد أن يتم إكراه الفتاة على اعتناق الإسلام فإنها تصدر لها بطاقة هوية جديدة تظهر دينها الجديد (الإسلام).

وبالتالي إذا هربت من خاطفها بعد ذلك أو تخلص هو منها وأرادت العودة إلى المسيحية فلا يمكنها استرداد هويتها المسيحية لأن التشريع المصري حتى الآن لا يوافق على التحول من الإسلام إلى المسيحية.

لم يذكر التقرير كيف يمكن للخاطف إصدار الهوية الجديدة للضحية نيابة عنها دون الحصول على موافقتها. التقرير يتهم الحكومة المصرية بشكل واضح بالتورط في عملية الاسلمة الجبرية. يمكن الرجوع إلى صفحة رقم12 في التقرير.

3. تسليط الضوء على صعوبة إصدار الهوية المسيحية للمتحولين إليها:

وأن هناك 101 حالة لاسترداد بطاقات الهوية المسيحية أمام المحاكم من قبطيات تعرضن للأسلمة الجبرية و الزواج بالإكراه".

وفي جزء آخر من التقرير صفحة 14 :" اعتناق الإسلام يعتبر قراراً لا رجعة فيه والموت في انتظار من يرجع عن الإسلام !!

4. محاولة فاجرة لتوريط الأزهر في المؤامرة :

ففي أكثر من حالة من الحالات الواردة في التقرير يتم الادعاء بان الضحايا من الفتيات القبطيات نُقلوا الى الأزهر حيث أُجبروا على اعتناق الإسلام.

في الحالة رقم 19 في صفحة 30 " تم احتجاز فتاتين بالإكراه في الأزهر لمدة أربعة أيام. أثناء هذه الأيام تعرضت الفتاتين لتعلم الصلاة الإسلامية و القرآن وجوانب أخرى من حياة المسلم وقابلتا الممثل "أ.م" الذي وعد إحداهما أن يساعدها لتصبح نجمة إذا اعتنقت الإسلام!!.

وادعى التقرير أن شيخ الأزهر "السابق" محمد سيد طنطاوي قضى ساعتين مع الفتاتين ليقنعهما باعتناق الإسلام وحاول أيضاً أن يشوش علي معتقداتهما المسيحية".

التقرير يقول في صفحة 13 أيضاً: "قالت (ن) إنها كانت مدفوعة قسراً إلى الأزهر الشريف حيث تمت إجراءات اعتناق الإسلام. اُحتجزت (ن) هي وابنتها في منشأة رغما عنهما حيث قُدمت خدمات لطفلتها. ابقيت (ن) في جزء آمن من المبنى ثم خُدرت وأُخذت بانتظام لحضور فصول التعليم الديني".

5. الادعاء بوجود تمويل منتظم وراء الاسلمة الجبرية كجزء من المؤامرة :

وفي كثير من الحالات الواردة في التقرير يتم الزعم بأن خاطف البنت القبطية يتلقي منافع مادية يمكن أن تشمل شقة جديدة أو وظيفة للعاطلين عن العمل (صفحة 12 من التقرير). في صفحة 30 من التقرير" استلمت (ت) مالاً من خلال ع.ح - وهو مسئول في بنك إسلامي - بالإضافة إلى شقة جديدة ومفروشة جيداً".

6. اتهام الشرطة المصرية بالتواطؤ مع الخاطفين وعدم مساعدة الأسر القبطية لاسترداد الفتيات المخطوفات: صفحة 30 من التقرير وصفحة 9 .

7. إدراج مجموعة من الحالات الملفقة لاستدرار عطف منظمات حقوق الإنسان :

مثل الحالة رقم 14 لمسيحية متخلفة عقليا تم إجبارها علي اعتناق الإسلام في الأزهر!!! و إدراج مجموعة من القصص المليئة بالمتناقضات و المليئة بحوادث الاغتصاب.

بقيت الإشارة إلى أن التقرير الإجرامي المختلق قدم الشكر الكبير للمحامي نجيب جبرائيل والمحامي ممدوح نخلة على جهودهما السخية في توفير مادة التقرير.




*مفكر وكاتب صحفي مصري
gamal@almesryoon.com
صحيفة المصريون
13/7/2010