(08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: عزيزي الوراق,
تحدثت كثيراً عن الإخلاق في موضوعك ..وخلصت الى أن المؤمن أخلاقي ..والملحد غير أخلاقي...!
لا أدري كيف وصلت الى هذا الإستنتاج...؟
إذاً أعد القراءة مرة اخرى .
(08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: ...يعني تريد أن تقول إذا تؤمن بكائن وهمي في السماء السابعة فأنت أخلاقي وبالعكس فأنت غير أخلاقي...!
نعم هو كذلك ، وواقع الأخلاق الإنسانية كذلك مع الاسف لك .
(08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: اليابانيون لا يؤمنون بأي إله فهم لا أخلاقيون حسب مفهومك..بينما هم قمة في الإدب والأخلاق والتعامل مع الناس تفوق أخلاق مجتمعاتك الإسلامية المتردية..!
أنت تتكلم عن الآداب والأخلاق التجارية ، وهي ليست موضوع بحثنا ، مثلاً : ماذا قدم اليابانيون لقضية عادلة كقضية فلسطين ؟ بينما العرب والمسلمون قدموا الكثير في هذه القضية .. إذاً المسلمين أكثر أخلاقاً من اليابانيين ( وليس بشكل كامل ) ولكن بخصوص هذه القضية العادلة هم كذلك ، بينما اليابانيون أكثر آداباً وأخلاقا تجارية مرتبطة بالمصالح .
و أن تعمم الأخلاق عند أحد دون أحد فهذا لا يدل على علم دقيق بالأخلاق . فأن تأخذ ناحيةً أخلاقية أو سلوكية تفوّقَ فيها أحد ، وتعمّمها على كل الأخلاق ، فهذا من التسطح العقلي وعدم الدقة ، ففي مجال الكرم والنخوة : العرب والمسلمون أكثر شهرة من اليابانيين ومعهم الإنجليز هديةً لك . وفي مجال الإتيكيت والأخلاق التجارية : الإنجليز واليابان أرقى من العرب . وفي أخلاق العمل : الصينيين واليابانيين أرقى من الأمريكان والإنجليز بشهادة الغربيين ، وهكذا .. لو تركتم فقط التعميم والتسطيح والنظرة النصفية لوصلتم للحقائق بسهولة .
إذاً فالأخلاق ليست ملكاً لأحد ، ولن يصل أحد إلى المستويات العليا في الأخلاق إلا بالدين الصحيح ، لأنه يدعم الأخلاق ويوظفها في سياق المصلحة ، فيُدفع الإنسان المؤمن المختار – وليس بالوراثة - للأخلاق من عدة روافد : رافد الحب للفضيلة : (قد أفلح من زكاها) ، فالمؤمن يحب أن يزكي نفسه ، أي يرقيها في سلم الفضائل ويطهرها من الرذائل ، ورافد المصلحة ايضاً ، لأنه سيجزى عليها في الآخرة ، فالإسلام طوّع المصلحة لتكون رافداً للفضيلة (يا ايها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم) ، أي أنها جلب مصلحة ودفع مضرة ، أي (بزنس آجل) ، ورافد المنطق ، فالمنطق يقول : كل من يلعب بالنار ستحرقه يوماً، ومن يلعب بالشر فسوف يأتيه ، ومن يحفر حفرة لأخيه وقع فيها ، ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه ، ولن تنجح في حياتك وأنت تحمل فكرة الشر ، والشر له عاقبة والخير له عاقبة ، إذاً فالمؤمن ليس مدفوعاً للإيمان بدافع المصلحة كما ألحد المادي بدافع المصلحة فقط ، فالمؤمن لا يتوقف عند فكرة المصلحة مثلما يتوقف عندها الملحد المادي كثيراً ، ومن يؤمن بدافع المصلحة فقط فلن يختلف في سلوكه عن من ألحد بدافع المصلحة فقط ، فالمصلحة تتحكم في من يعبدها .
(08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: أنا شخصياً لا أثق بشخص ملتحي من الباكستان أو بنغلاديش أو مصر..لان نسبة الإحتيال والكذب عندهم عالية جداً أكثر حتى من الغربيين الملحدين...!
هذا الكلام غير دقيق ، وكل حرامي يلعب لعبته على مستواه ، فهناك حرامي يهمه نشل المحافظ ، وهناك حرامي يلعب على سرقات واحتيالات على مستوى أكبر من النشال ، فهو يترفع عن حركات النشال ، بينما هو يحيك خيوط نشل على مستوى أكبر ، فهل تستطيع أن تسمي هذا نشالاً ؟ أم تسميه سارق أكبر من سارق المحافظ ؟ فاللذي يسرق محفظة ليس كمن يسرق بلداناً بل قارات بثرواتها . وهل ترفّعه عن نشل المحفظة يرفعه في سلم الأخلاق ؟ فإذا ترفّع الأسد عن صيد الفأر ، فهل يعني أنه تاب وترك القتل ودخل سلك الوداعة واللطف وغير فصيلته إلى آكلات الأعشاب ؟ نحن لا نتكلم عن المشاهدات الشخصية ، نحن نتكلم عن المستوى المنطقي للأخلاق عموماً ، وليس عن شهادات شخصية ، فعبارة (your money or your life) معروفة في الشوارع الداخلية للندن ونيويورك ، عواصم الحضارة الغربية .
(08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: يا عزيزي ما تحدثت عنه هو وهم عليك مراجعة نفسك والتخلص منه..
الكلام نفسه وجّهه لنفسك يا عزيزي أيضاً ، ولن يتأثر عقلك ولن يهتز إلحادك عندما تشغله قليلاً فيما قلته أنا أو يقوله غيري ممن لا يوافقك الراي .. ولست غاضباً منك .
(08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: المجتمعات البشرية إنتقلت من الهمجية الى الحضارة نتيجة للتطور الإخلاقي ونشوء ما يسمى بالضمير ألإنساني
غير صحيح ، الأخلاق تنحدر مع المدنية المادية بشهادة اصحابها ، لأن المدنية بإختصار تؤثر المادة على حساب الإنسان والأخلاق هي صميم الإنسان ، وبشكل عام ، كلما تزداد المادية كلما يقل تأثير الأخلاق وتبقى قشورها فقط ، والكل يعلم أن المبادئ لها تاثير فعال في الريف أكثر من المدينة . فأعد النظر بوهمك الكبير هذا . المجتمعات البشرية لم تكن همجية في يوم من الايام ، أي أنها لم تكن قروداً في يوم من الايام . لو أنها همجية لقضت على نفسها . كيف تتطور الأخلاق والمجتمعات همجية اصلاً ؟ ما الذي طوّرها و هم همج ؟
(08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: ..هل سمعت بحمورابي ..؟ وهو أول من سن القوانين في بلاد الرافدين ليحقق العدالة بين أفراد المجتمع ومن غير تدخل إلهي..وأول من إبتدع شرعة السن بالسن والعين بالعين ...والأديان لم تأتي بالأخلاق بل عمدت على تخريب الأخلاق..!
ومن قال لك أن حمورابي والسومريون والآشوريون ملحدون ؟ ولأنه وُجِدَت آثارٌ لم تندرس عند حضارة ما ، قلتم أنه أول من سن شريعة وقوانين ؟؟ هذا كلام سطحي . فالمجتمعات البشرية موجودة قبل حمورابي وشريعته ، هل تقطع مؤكداً أن البشر كانوا همجاً قبل حمورابي هذا ؟ والعين بالعين والسن بالسن منطقً يعرفه الأطفال . فهل تتوقع أن الناس قبل حمورابي في ضعف عقلي يصل إلى أنهم لم يعرفوا أن جزاء العقوبة عقوبة مثلها ؟ ولو لم يكونوا يعرفون هذا المنطق لما بقوا ، ولأفنى بعضهم بعضا .
الأديان لم تأتي بالأخلاق ، ولكنها وضحتها ووظّفتها وحَمَتها وكافأت عليها . وكل صاحب عقلٍ يعرف ان المصلحة عدو الأخلاق ، وإلحادكم جاء بالمصلحة ، وجعلها في مقدمة كل شيء ، إذاً من هو عدو الأخلاق منطقياً ؟
(08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: في اللغة العربية ,الكلمات التي تعبر عن السلوك الأخلاقي لم يبتدعها القرآن ...الصدق والأمانة والشرف والعفة والحياء والإحسان والبر والرأفة والرحمة والعدالة ...الى آخره ..عرفتها العرب ..وكذلك كل شعوب العالم بما فيها الهنود الحمر والأزتك والإسكيمو واليابانيين والصينيين..ولم يصل نبي أو نزل كتاب على تلك الشعوب..قط..!
هل جاء القرآن وقال أنه سيعلّمنا الأخلاق لأنها غير موجودة إلا عنده ؟ أنت تقوّل القرآن ما لم يقله ، وتفتعل معركة وهمية مع الطواحين ، الأخلاق اساسها موجود عند البشر ، ولو لم يكن موجوداً عند البشر لما قبلوا الدين ، لأنه جاءهم بشيء يعرفونه ويحبونه وهو الأخلاق ، لذلك الله يأمر بالمعروف أي الذي يعرفه البشر (الأخلاق) ، وبما فيها العين بالعين والتي كما قلت لك أنها يعرفها الأطفال . ونهى عن المنكر ، وهو ما تناكره الناس أياً كانوا ، مسلمين أو غير مسلمين ، عرباً أو أزتِك . وهذا هو سر إنتشار الدين ، لأن الدين جاء بالأخلاق والناس لا تعرف شيئاً إلى الأخلاق ، وتعرفها بالإحساس وليس بالعقل ، لهذا عُرِف الدين بسهولة وقُبِل .
وسوء الأخلاق الجانبي عند الأديان أو اتباعها ، فلسنا في سياق الدفاع عن كل الأديان ، كما هو سياقكم في الهجوم على كل الأديان ، نحن نبرز أخلاق الإسلام المجرّدة ، وليس أخلاق من ينتسبون إسماً للإسلام ، على أنها الأخلاق المثالية الكاملة والوحيدة والقادرة على البقاء بدون إدعاءات ، فيستطيع الإنسان ولو كان في أقصى قعر الرذيلة أن يصف نفسه بأنه أخلاقي ، ويستطيع أن يعيش بالأخلاق ، والكلام والإدعاء سهلان ، إذا كيف تكون أخلاقياً وأنت تنتمي لفكر مناقض للأخلاق ولا يحميها ولا يكافئ عليها ولا يعاقب على الرذيلة ، هذا الإدعاء إدعاء طوباوي لا يستطيع أن يعيش في الواقع ، من الممكن أن تقول أنا ملحد اخلاقي ، ولكن العملي شيء والقولي شيء آخر ، لأ اتكلم عن اشخاص ، بل اتكلم عن فكر ، ومدى قدرته على تحويل أتباعه إلى أخلاقيين ، الفكر المادي الإلحادي الغربي لا يستطيع أن يجعل من الإنسان أخلاقياً ، ربما يكون أخلاقيا بدافع آخر كما أتمنى لك ، لكن بدافع الفكر وحده لن يكون أخلاقياً ، لأن الشيء لا يأتي من ضده .
(08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: ألأديان عبثت بالأخلاق...بدليل أن التلمود يضع الحد على اليهودي الذي يعتدي على اليهودي الآخر ولكن يسقط الحد إذا كان المُعتدى عليه غير يهودي...وبإعتبار أن اليهود هم شعب الله المختار ..وفضلهم الله على العالمين ..فقد أرسى الدين قواعد التفرقة العنصرية..!
نحن لا يعنينا إلا الإسلام ، فالتوراة محرفة بدافعٍ من الفكر المادي ذاته الذي فرّخ لكم نظريات الإلحاد . فالقلم الذي حرّف التوراة هو ذاته القلم الذي يكتب لكم ويحرف الطبيعة البشرية في زمانكم كما حرّف التوراة . فهذا القلم الذي كان يفسد بإسم الدين اصبح الآن يفسد بإسم اللادين . قال تعالى : (وقضينا على بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين .. ) ، وهذا يثبت أن مركز الحياة هو الدين ، سواء بإثباته أو بنفيه ، فإن أُثبت فبقية الحياة لهذا الإثبات ، وإن نفي فإن بقية الحياة لهذا النفي . والإفساد لا يكون إلا من خلال الإيمان أو من خلال الكفر فقط ، أي من خلال عالم الروح أو من خلال عالم المادة ، فلاحظ الثنائية المتكررة في الحياة ، لماذا لم يقل القرآن ثلاث مرات إفساد فقط ؟ ولو كان الإفساد هو نفسه لما نجح ، لأنه سيكون تكرار ، والناس قد عرفت الإفساد الأول . ومثلك يرى أن الإفساد فقط في الدين ، ولا يعلم أن اللادين وجه آخر يستطيع أن يشوهه الفساد ايضاً ، فواقعك يثبت صحة هذه الوجهة ، أي في هذا الزمن كثر الهاربون مثلك من الإفساد الأول ، ليقعون فريسةً في الإفساد الثاني ، وهؤلاء يتصورون أن كل ما بدا أنه ضدٌ للشيء السيء سيكون هو الشيء الخيّر ، كما يفعل المشعوذ عندما يوهم المرضى أن لديه الصحة والعلاج بعد أن يذّم الطبيب الاول الذي لم يفلح في العلاج . وهذا ليس منطقياً . والعقل العامي ينخدع أكثر ما ينخدع بهذه الحيلة .
بعبارة أخرى : ستستمرون طول حياتكم وأنتم تهاجمون الدين ، ويبقى هذا هو أهم محور في حياة الملحد ، مما يدل على أن الدين هو القضية الجوهرية للإنسان ، ويؤيد كلامي أنكم لا تتكلمون عن الإلحاد ، بل تتكلمون عن الدين أكثر ، فتقلّبونه وتحفظون نصوصه وتلعنونه وتشتمونه لأنه جاثم على قلوبكم ، ولو كان شيئاً تافهاً لنسيتموه من زمن ، وإن كنت مخطئاً فتجنبوا الحديث عن الدين إن استطعتم ، وأنا أتحداكم أن تتجنبوا الحديث عن الدين كملحدين طوال حياتكم . فقمة النجاح عند الملحد هو أن يبطل فكرة الدين عند غيره ، لا أن يقنعه بصحة الإلحاد ، مع أنه لا يستطيع أن يبعد نفسه عن الدين ، فهو يقنع غيره ربما ولا يقنع نفسه البتة . لا أحد يستطيع الخروج من دوامة الدين ، فمن يبقله ومن يرفضه ، هذا هو الواقع ، ولو كنت مخطئاً فغيّروا واقعكم . فاهتمامكم المنقطع بالدين يشبه العبادة ، فأنتم أكثر من يذكر كلمة الله حتى من المتدينين : ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاُ وكرها) ، كل يوم تتردد على افواهكم كلمات مثل : إيمان ، الله ، الآلهة ، الأديان ، الأنبياء ، كتب مقدسة .. مما يشبه هذيان العطشان بالماء والثلج والعصير ، ودراسة بنيوية نقدية لما تكتبوه تكشف بالإحصاءات ترديد مثل هذه الكلمات ومدى جذورها في أعماقكم ، وهذا ما يؤكده المنهج البنيوي النقدي ، الذي يركز على التكرار للألفاظ والمصطلحات .
(08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: والمسلمين أغاروا على قوافل قريش التجارية والتي لم تأتي لمحاربتهم فسلبوا الأموال وقتلوا الرجال وسبوا النساء وواقعوهن (إغتصاب) بمباركة رب العالمين ..فأين الأخلاق يا عزيزي..؟
هذه نظرة نصفيّة ، ترى نصف الموضوع فقط . من البادئ بالإساءة والقمع الديني ؟ هل هم المسلمون أم قريش ؟ وهذه الأموال التي في القافلة هي بعض أموال المسلمين التي احتلتها قريش الكافرة ظلماً وبتسلط ديني ، بعد أن اضطروا أهلها للهجرة إلى بلد لا يعرفوه ، وفرقوا بين الاب وابنائه بظلمٍ واضح لأنه رفضوا عبادة الاصنام فقط . وفذلكة التاريخ كما تريد لا تفيدك بشيء ، وتثبت عدم المصداقية ، وهذا ينصب في موضوع أن الإلحاد لا يحمي أخلاق أصحابه من الكذب ، فأنت تعلم أن القافلة رجعت سالمة ، وأنت قلت أنهم نهبوا أموالها وواقعوا نسائها !! بينما القافلة ليس فيها نساء اصلاً !! وبعد أن سلمت القافلة ، خرج مقاتلوا قريش إلى بدر ، ووقعت المعركة الغير متكافئة والتي انتصر فيها المسلمون ، ولم يكن فيها نساء لأنهم كانوا رجالا مقاتلين خرجوا من مكة بطراً ورياءً لتذاكر بهم احياء العرب ، وفعلاً تذاكروا ولكن بما لا يتفق مع غرور الكافر وعنجهية أبو جهل .
(08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: التربية الدينية التي تعتمد بالأساس على الإيمان ب إله يراقب ويعاقب لضمان السلوك الأخلاقي الجيد وليس على تربية الضمير الإنساني مآلها الفشل
ومن قال أن التربية الدينية تقضي على الضمير ؟ بالعكس فهي التي تحميه وتشجعه (ولو علم فيهم خيراً لأسمعهم) ، (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام) ، وهذا يدل على أن الخير موجود في بعض النفوس من قبل أن تسمع إلى القرآن ، لكنه دائماً خير ناقص وغير محمي ، لكن التربية المصلحية هي التي تقضي على الضمير ، المصلحة عدو الضمير دائماً ، ولم يشتهر الملاحدة بأخلاق عظيمة ، بل اشتهروا للاسف بالعكس ، اشتهروا بالخداع ، والخداع من لوازم المصلحية دائماً . ولا يوجد للملاحدة نظم أخلاقي كما هو موجود على الأقل في الأديان ، فتستطيع أن تول للمؤمن إذا أراد أن يرتكب خطأ أخلاقياً : ألا تخشى ربك ؟ لكن ماذا عساك تقول للملحد ؟ ما لك إلا أن تخيفه بإكتشاف مضرة على مصلحته ، أو مكسب لم ينتبه له ، أليس كذلك ؟ لاحظ الفرق بين المؤثرين .
(08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: لأن هذا الفرد عندما يشك بوجود ألإله الرقيب المعاقب سيصبح كل شئ له مباحاً ..
إذاً هذا إعتراف منك ثمين ، فالملحد شك بوجود الله فأصبح كل شيء مباح له . وهذا إعتراف منك على إفساد الفكر الإلحادي للأخلاق . لأنه جعل كل شيء مباح .
ثم ماذا يملك الضمير الإنساني ؟ هل يملك قوة بنفس قوة الإله في التأثير ؟ ومن عادة الضمير إختفاء الصوت تدريجياً لعدم الإستجابة له ، وهذا ما عبر عنه القرآن (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) ، أي بما أن الضمير مؤثر غير قوي بنفس قوة الإله ، ذاً سيحصل عليه تجاوزات كثيرة ، فيختفي صوت الضمير تدريجياً ، كعادة أي عضو لا يستعمل ، مثله مثل التفكير فالذي يمنع نفسه من التفكير يكون عقله ضعيفاً ، ومن يمنع حسمه من الرياضة يكون جسمه ضعيفاً ، إذاً فالإلحاد تدريجياً يقضي على الضمير ، فالإلحاد يقتضي تتبّع المصلحة ، والمصلحة في أكثر الأحيان لا تتوافق مع الضمير بل وتعاكسه ، والإلحاد جاء ليرفع من شأن المصلحة ولم يأت ليرفع من شأن الضمير ، فهو ليس موضوعه الاساسي ، لأن موضوعه الاساسي هو المادة وعلاقتها بالإنسان ، فهو لا يصدق إلا بالمادة وإلا بعلاقتها بالإنسان ، ثم ما المشكلة في الجمع بينهما ؟ فالضمير والإيمان بالله نور على نور ، وقوة اكبر للخير ، والحريص على الخير يجمع اكبر روافد له ، إذاً فالإلحاد قلل من روافد الخير ، واقتصر على الضمير فقط ، بعد أن قدّم عليه المصلحة لتُضعفه ، فلو اكتفيتم على الضمير على الأقل لكان أهون ، لكنكم أتيتم بعدو الضمير وجعلتموه في المقدمة ، أعني بذلك المصلحة ، فمنطقيا منهجكم يضعف الضمير والأخلاق ، والمنهج الإيماني يقوّي الضمير والأخلاق . وبالتالي يقوّي الخير أكثر ، ولا يستطيع أحد ان يثبت خطأ هذه النظرة في مجال دعم الخير .
(08-24-2010, 11:02 AM)حامد علوان كتب: وهذا ما يفسر التذبذب الأخلاقي للشخصية التي تنشأ في مجتمع ديني متزمت من تعصب مفرط الى إباحية مطلقة..!
مع تحياتي
السبب الحقيقي في هذا التذبذب ، هو أن هذا الشخص لم يلامس الأخلاق أصلاً ، ولم يرتبط بها ، في كلا حالتيه ، في التعصب المفرط والإباحية المطلقة ، وهذا هو ما حصل لكم ولكن بصورة أكبر ، فمن ربقة الدين إلى عالم إباحي كامل ، فواقعكم كواقعهم تماما ، من الجهة الاقصى إلى جهة الاقصى المضادة ، وهذه حال الضائع ، فهو يذهب إلى آخر الطريق ثم يعود إلى آخر الطريق المعاكس للأول ، وربما تتكرر هذه الحالة التي تعرف بحالة التيه ، وليست هذه مقصورة على الأديان ، وافكارك الآن لن تستمر عليها في قادم الأيام ، لأنها ببساطة لم تبنَ على الأخلاق ، والأخلاق هي المعروف ، فأنت لا تعرف من أنت الآن ، وهذا ينطبق عليك وعلى غيرك ايضاً ، وكل تذبذبٌ على قدر حدته يكشف عن حالة الضياع ، فالإنسان كما قلتُ لا يعرف شيئاً سوى الأخلاق ، ولا ولن يشعر الإنسان بالأمن وهو لا يعرف ، فكان وصف القرآن لها دقيقاً بأنها هي المعروف ، بألّ التعريف التي تُستعمل لإستغراق الجنس .