سورية: صحيفة الثورة تحذر من قنبلة سكانية موقوتة
طباعة أرسل لصديق
كامل صقر – القدس العربي
29/ 08/ 2010
أفردت صحيفة (الثورة) السورية الرسمية افتتاحيتها يوم الجمعة للحديث عما سمته ‘القنبلة السكانية الموقوتة’ في سورية.وأوضحت الصحيفة أنها لا تنشر عادة يوم الجمعة مقالاً افتتاحياً، باستثناء حالات محددة مقترنة بحدث ما له علاقة بقضايا الساعة، لكنها نشرت هذه الافتتاحية عن الزيادة السكانية في سورية كونه لا يمكن عزل هذه المشكلة عن السياسة والاقتصاد والثقافة والحياة في القطر.
واضافت أنه لا يمكن لسورية أن تحقق منهاج التنمية ما لم تضبط الزيادات السكانية، ورأت أن العلاقة بين الزيادة السكانية في سورية وتراجع الخدمات وتعمق البطالة لا يمكن إخفاؤها. وقالت الصحيفة ان هناك ‘وضعا سكانيا لا ينذر بالخطر فقط بل يصرخ من قلب الخطر’، وأن نسبة 2.45′ للزيادة السكانية في سورية هو معدل عال يجب تداركه ولا سيما في بلد لا يشهد إشباعاً كاملاً للحاجات والخدمات الضرورية.
وطالبت الصحيفة بإجراءات حكومية جريئة لمواجهة هذا الوضع وإلزام الجميع بخطة موضوعة للولادات.
اللافت فيما أوردته الصحيفة الرسمية دعوتها الحكومة السورية لتبني سياسات رادعة مادياً ومعنوياً للنمو السكاني المنفلت تترافق مع سياسة التوعية التي قلما تنجح حسب قول الصحيفة.
واقترحت (الثورة) بأن تُحجم الحكومة عن توزيع الفائدة والدعم للعائلة عندما يتجاوز عدد أفرادها الولدين، في إجراء قد يشبه إلى حد ما التجربة الصينية بهذا المجال حسب بعض المراقبين.
وتفيد أحدث الأرقام الإحصائية الرسمية بأن الزيادة السكانية في سورية تقدّر بنصف مليون نسمة سنوياً، وأن هذا الرقم سيتصاعد سنوياً خلال العشر سنوات القادمة، ليبدأ بعدها احتمال تراجع تدريجي في حال وجود تدخلات استراتيجية حكومية محددة.
وتؤكد التقارير الرسمية أيضاً أنه وبغير إجراءات صارمة في هذا الشأن فإن المشهد الرقمي السكاني سيستمر بالتطور والتصاعد لدرجة قد تصل نسبة الزيادة إلى مليون نسمة سنوياً، وعندها ستطول فترة الاستقرار المرتفع للزيادة السكانية وتتأخر مرحلة التراجع ما بين 5-15 سنة.
ويؤكد المراقبون أن الملف السكاني في سورية يعاني من تبعثر الجهود وتشتتها وعدم تراكميتها، فضلاً عن الإهمال وتدني مرتبة الاهتمام به إلى ما بعد الملفات المباشرة المناط تنفيذها بكل جهة من الجهات ذات الصلة.
وتقول أرقام حكومية حديثة أن عدد السوريين المسجلين رسمياً يبلغ 027. 23 مليون نسمة، منهم 11.567مليون من الذكور، 11.460 مليون من الإناث، وأن حجم السكان في سورية ازداد أربعة أضعاف خلال الفترة بين 1960 و2004.
الزيادات السكانية.. القنبلة الموقوتــة الدائمــــة
الافتتاحيــة
الجمعة 27-8-2010م
بقلم رئيس التحرير: أسعــد عبــود
في الصحافة العربية عموماً أو غالباً – تتناول المقالات الافتتاحية للصحف اليومية شأناً سياسياً وهو ما يوصف عادة بـ «قضايا الساعة». في الصحافة الغربية تتناول هذه المقالات عموماً – أو غالباً - شأناً محلياً.. ومحلي بجدارة.
قلما نتطرق نحن في المقال الافتتاحي لشأن محلي.. أحياناً نلجأ إلى ذلك ربما بتأثير الضغط النفسي.. وأيضاً القناعة بأن الشأن المحلي هو سياسي بامتياز.. هناك من يقول: ليس ثمة سياسة خارجية.. السياسة داخلية دائماً.
من جانب آخر.. لا تنشر عادة «الثورة» يوم الجمعة مقالاً افتتاحياً، باستثناء حالات محددة مقترنة بحدث ما له علاقة بقضايا الساعة.. وسأستثمر هذا الفراغ اليوم الجمعة لعرض بضع كلمات عن واقع لا يترك مجالاً لعزله عن السياسة والاقتصاد والثقافة والحياة والنمو والتطور.. وهو الزيادات السكانية.
لا يمكن لسورية أن تحقق منهج التنمية الذي يليق بدولة عصرية مهمة.. ما لم تضبط الزيادات السكانية.
هذه حقيقة مدركة جيداً من قبل كل الجهات التخطيطية والتنفيذية في الحكومة.. والحقيقة أن الزيادات السكانية إن صحت المعلومات التي ذكرها لنا المكتب المركزي للإحصاء على الهاتف – أنا أثق بأرقامه- شهدت تراجعاً إيجابياً مقبولاً في الحقبة الأخيرة.
يقول المركز: إن المعدل السنوي للزيادات السكانية في سورية هو 2.45% وهو متحرك من قاعدة أعتقد أنها وصلت إلى 3.3% وبالتالي هذا تراجع ملحوظ.
وعلى الرغم من أن الجهات المعنية تشير إلى معدل نمو في الناتج المحلي الإجمالي يتجاوز 5% ،أي يتجاوز ضعف معدل الزيادات السكانية، ما قد يوحي مبدئياً بالأمان.. إلا أن فعل الزيادة السكانية في سورية على تراجع الخدمات وتقدم البطالة.. لا يمكن إخفاؤه.. ولا أريد أبداً أن أشكك بالأرقام.. سواء معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي أم في الزيادات السكانية.. لكن أقول: هناك وضع سكاني لا ينذر بالخطر وحسب بل هو يصرخ من قلب الخطر.. وبالمناسبة 2.45% هو معدل عال للزيادة السكانية ويجب تداركه.. ولاسيما في بلد لا يشهد إشباعاً كاملاً للحاجات والخدمات الضرورية.
ثم.. إن التراجع الحاصل في الزيادات السكانية تم بفعل السيرورة الثقافية وتقدم الوعي لدى الناس.. وهذا جيد لكن.. يحتاج إلى إجراءات حكومية جريئة للحفاظ عليه وإلزام الجميع بخطة موضوعة للولادات.
نحن إلى الآن نكرم زيادة الإنجاب وكثرة الأولاد طبعاً من باب إنساني.. وفي أي توزيع لفائدة على الناس تعطي زيادة الأولاد نقاطاً إضافية.
وفي رأينا.. مع مراعاة الشروط الإنسانية لحياة الناس كيفما كانوا.. إن عكس ذلك يجب أن يحصل.. يعني أن تتوقف الحكومة عن توزيع الفائدة من دعم وغيره عندما تتجاوز الأسرة الولدين.. دون أي استثناء.. إضافة إلى «التوعية».
بصراحة أنا لا أعوّل كثيراً على مسألة التوعية.. لأننا قلما نجحنا فيها..ولأنها «التوعية ذاتها» تحتاج دعماً إما على شكل إيجابي وإما على شكل رادع مادي ومعنوي.
في هذا الإطار «التوعية» لقادة الرأي دور مهم في هذه المسألة شريطة أن يقتنعوا هم بدورهم.. يعني مثلاً لرجال الدين دور مهم جداً.. إن كانوا هم مع التحكم بالزيادات السكانية.
وبالمناسبة يجب أن يلزم هؤلاء السادة المبجلون بدور اجتماعي غير مهمة الأستذة والتحليل والتحريم والقيام بالواجبات الدينية.
وبكل الأحوال فإن مساعدة المجتمع على حسن النمو هو واجب عند كل دين.
http://thawra.alwehda.gov.sy/_kuttab_a.a...0827000328