س- ابراهيم لم يصل في حياته ابدا الى مكة (بحسب الايمان المسيحي و اليهودي).
ج- لكل تاريخه الخاص يكتبه كيفما شاء .
حقيقة لا يهمني حتى الآن لا التأريخ اليهودي ولا المسيحي ولا الإسلامي.
كل ما يهمني هو استحضار تساؤلات من هذه أو تلك من الكتب التاريخية الخاصة ليس فقط بمنطقة الأقصى بل وبمناطق مختلفة قد لا تبدو لأول برهة مرتبطة بالموضوع الذي نحن بصدده .
لكنها مرتبطة؟؟
الزميل طريف ذكر ما يلي:
ومن " سفر المنامة" نسمع المزيد عن وصف هذه الصخرة المحظوظة، إذ يقول" والصخرة حجراً ازرق لونه ، لم يطأها أحد برجله أبداً ، وفي ناحيتها المواجهة للقبلة إنخفاض ، كأن إنساناً سار عليها فبدت آثار قدمه فيها ، كم تبدو على الطين الطري فأن آثار اصابع قدمه باقية عليها . وقد بقيت عليها آثار سبع اقدام (رغم انه هو من ادعى بأنه لم يطأها احد برجله) . وسمعت ان ابراهيم عليه السلام كان هناك ، وكان اسماعيل طفلا فمشى عليها وهذه هي آثار قدمه ".(
إذا كانت اليهودية والمسيحية التأريخية لا تعترف بوجود إبراهيم بمكة ، فلم يعترف المسلمون بوجود إسماعيل في الأقصى؟؟
المثال الذي ذكره الزميل طريف صحيح في بعض كتب التاريخ الغير مطروقة بكثرة وله الشكر.
ولنبقى مجردين عن أية أفكار قبلية ، نذكر الآن:
التوراة ـ كتاب أرخ لبني إسرائيل جغرافيا وزمانيا بحسب ما عاصرهم من دول وممالك ورجالات.
الإنجيل- رسائل لا علاقة لها بأي شيء تأريخي كأماكن أو صفات وهي متعددة المشارب .
القرآن - تأريخيا ذكر قصصا لشعوب بائدة ولرجالات اعتبرهم أنبياء أو كفارا ولأماكن حياة وأسماء بلاد دون تحديد جغرافيتها.
يلتقي إثنان الأول والأخير ويسقط الثاني في المنتصف كونه لا يحمل لنا ما نريد من موضوعات مساهمة.
الضدان العصريان يلتقيان صراعا مجددا على شيء قديم .
لو لم يكن هناك خلاف جذري بين الاثنين لما حصل صراع تاريخي ووجودي بين الاثنين. إذا أؤكد أنه مهما أنكر أي منهما وجود أحد رجالاته في مكان ما جغرافيا فإن هناك سبب لهذا الإنكار وهو تاريخي يساهم في ثبت الحقيقة فيما لو تم كشفها.
في النهاية لا يمكننا أن ننكر ان اليهودية كدين أو الإسلام كدين ومن خلال كتبهما " المقدسة " تدخل في صحيح التاريخ الحالة الغيبية اللاهوتية لذلك يجب أن نكون متنبهين للحلة الأسطورية أو اللاهوتية الملتصقة كالملابس الداخلية بالحدث التاريخي التصاقا كبيرا وعنيفا.
وهنا أذكر فكرة شخصية :
لن أسمح لنفسي أن أسقط من حساباتي ما يدعى بالكتب " المقدسة " ( التوراه - القرآن ) ، ولن أتغاضى عن كتب التاريخ التي كتبها رجالات التاريخ القديم الذين استعاروا أحداث التاريخ من التوراة والقرآن ( الطبري - ياقوت الحموي - ابن القيم - الهمذاني - .... ) . وفي النهاية يجب ان أصل إلى الكتب حديثة المنشأ المواكبة لظهور البعثات الآثارية ونشوء علم الآركيولوجيا بدءا من شامبليون وحتى اليوم الحالي. هكذا يجب أن يتم التنقل بين المستويات الزمانية لكتبة التاريخ فلكل أهميته مهما كان من اعتقاد لدى البعض بالهزلية والملحمية وربما القرف من أي شيء يرتبط باللاهوت الغيبي .