الزميل فريند .
تحياتي و مرحبا بك .
لا أريد أن أكرر الزملاء الذين شاركوا في الشريط ، خاصة أن بعضهم فلسطينيون ،و بالتالي أقدر على التعبير عن وجهة نظر فلسطينية في الموضوع المطروح .فقط أحب أن أدقق بضعة نقاط .
1- بعض الزملاء يأتون لإستكمال معاركهم ضد الآخرين بأثر رجعي ، كان لدينا زميل فلسطيني يدين المصريين كلهم كأعداء ألداء للشعب الفلسطيني لأن هناك زملاء مصريين له في الجامعة على خلاف معه وربما تشاجروا على بنت أو حجز غرفة تطل على الساحة ، فأصبحت مصر هي التي تسيء لسمعة الفلسطينيين ،و ليس حماس هي التي تفعل ذلك و تتهم قيادات السلطة باللصوصية ، أعتقد أن صديقنا هنا يستكمل معركة مشابهة ، فيرى القضية الفلسطينية " قليلة الإحترام "و ان الفلسطينيين " لا يجيدون التعبير !" . بصراحة و كما يقول التعبير المصري المستحدث اليومين دول " الكلام ده ميكولش معانا هنا " .من عنده معارك يخلصها بعيد .
2- الحكم على القضية يكون من وجهة نظر عدالتها ، أما الإحترام فهي صفة تعود على أصحاب القضية لا القضية ذاتها ،و بالتالي لعلك تقصد الشعب الفلسطيني أو العربي . لو اتفقنا على هذا فعلينا أن نتفق أيضا أن هناك من القضايا العادلة التي لا يكون أصحابها على مستوى عدالة القضية ، و هذا تحديدا شأن العرب و الفلسطينيين لأسباب أوجزها في التخلف المادي و الثقافي بما في ذلك التخلف السياسي .
3- أوقن أن القضية الفلسطينية عادلة ، هذه القناعة لا علاقة لها بالعروبة أو الإسلام ،و لكنها موقف إنساني يمليه علينا الإحساس بالعدل و أناقة الضمير ، فلو كنت يهوديا مثلآ بنفس طريقتي في التفكير لقلت أيضا بعدالة القضية الفلسطينية ،وهذا ما يجب أن يقوله كل إنسان متحضر في هذا العالم .
4- عدالة القضية لا علاقة لها بمستوى التعليم أو تحضر أصحابها ، فالحقوق ثابتة بثبات القيم العليا للإنسان ،و لكن التقدم حالة تاريخية نسبية و متغيرة ، ستبقى القضية الفلسطينية عادلة و سيتطور العرب و الفلسطينيون ،و سينهار المشروع الصهيوني لأنه ضد التاريخ ،و لكن علينا أن نتذكر أن التاريخ لن يعمل بدوننا ، بدون شعب عربي متحضر ينتج و يعمل كجزء من الإنسانية و ليس كعدو للبشر كما نفعل الآن .
5- لكل شعب قضية محورية ، قضية فلسطين هي قضية استقلال وطني ، يجب تعبئة الجهود لهذا الهدف و ليس لتحقيق اهداف تالية مثل نشر الديمقراطية كما حاولت إدارة بوش فرض مثل تلك الأجندات كعلاج لأمراض تحتاج علاج مختلف . مشكلة الفلسطينيين ليست التنمية بل الحرية ، التنمية بلا حرية في ظل الإحتلال سيدمرها اجتياح عسكري واحد .
6- لست أدري حقيقة كيف يدين مصري مستوى التعليم في فلسطين أو أي بلد عربي ، ليس لأن التعليم العربي جيد خارج مصر ، بل لأن التعليم في مصر فضيحة ، نسبة الأمية في مصر من أعلى المستويات العربية ، وهي أعلى كثيرا من تلك الفلسطينية ، فنسبة التعليم في مناطق السلطة تبلغ 93.8% وهي تسبق أي دولة عربية أخرى باستثناء الكويت ، بينما تبلغ في مصر 66.6% فقط ولا يقل عنها سوى السودان و اليمن . بعض الجامعات الفلسطينية مثل النجاح تسبق في الترتيب أي جامعة مصرية !.
7- لا أحكم على شعب من النت ، الأفضل عدم الحكم على الشعوب بداية ، لكل موقع حواري ظروفه ولا أحد يعبر عن الشعوب ، كل يعبر عن نفسه فقط ، و الطيور على أشكالها تقع ، ولنا هنا أصدقاء فلسطينيون ممتازون خلقا و علما و ثقافة .
8- الرئيس عرفات فوق مستوى الشبهات ،و له أن يحارب و له أن يصالح ، له ان يقبل يد أرملة رابين أو يقطعها في سبيل تحقيق أهدافه ، رجاء لا نزايد على أصحاب القضية ، فما بالك برجل نقلها من رفوف الأرشيف إلى ساحة القتال . احتفاظ عرفات بأرصدة خاصة كانت للإنفاق على عمليات خاصة أو شراء سلاح أو الإنفاق على مصابين و أسر الشهداء ، اما أن يسيء البعض من معاونيه استخدام الأموال ، فنهب الأموال العامة للأسف تقاليد عربية تاريخية .