يا سندي إن "التنميط" هو "تمطيط" لتصور معين ضيق بحيث يجعله يتسع لـ "مجموعة بشرية" ويضمها كما يضم الحبيب حبيبته في خلوةٍ مقمرة هامساً في أذنها: لكِ في قلبي ستيريوتايب مميز.
ثم يا سندي أنا "شخصيا" وقعت ضحية "التنميط"؛ إذ مرة كنت في غرفة تشات مستأنساً أتجاذب أطراف الحديث وأرتشف من معين "كأس خمر" معتق ومعصور من أزهى وأبهج كروم حيفا يجعل "التعيس" بشربةٍ منه في "مصاف الآلهة" مع الملائكة والأنبياء؛ وفجأة ظهر شخص يريد الحوار، فتبين أنه امرأة لبنانية، ونظراً لأن المرأة اللبنانية قمنا بتنميطها على أنها من أجمل جميلات العرب وأكثرهن دلعاً وغنجاً ودلالاً ورقة ونعومة وأنوثة وخصوبة، رسمت لمحاورتي صورة ما خطرت على بال "الله" وهو يصور "الحور العين"، فهُمت في حبها وعشقها حتى بدى هيام "روميو" بـ "جولييت" ضرباً من "لعب العيال"؛ وبعد أيام من الحوار والسهر والحب والعشق وآلاف الأشعار – التي هى بالمناسبة لم تفهم شيئاً منها كوني أكثرت فيها من "غريب اللغة" -، ارتأيت أنه قد استوينا وحان "قطافنا" فكنا كـ"عنقود عنب" متدلٍ بدلالٍ ينادي الغادي والعادي أن انهلوا من "زادي"؛ فأرسلت لها "صورتي الشخصية" من باب "اللبيب بالإشارة يفهم"، فأبدت "إعجابها الشديد" بوسامتي الفائقة وبدلتي اللائقة وابتسامتي الشائقة وقامتي الباسقة، فجذلت لرأيها طرباً وطرت فرحاً فسألتها: "ومتى يتجلى القمر؟"؛ فعرفتْ مرادي وخفق فؤادي ولكنها تمنّعت وتعذّرتْ بشتى "الأعاذير" ونبهتْ إلى بعض المحاذير فغضبتُ حتى كاد عقلي يطير، فوافقتْ بعد إنكاري الشديد وإصراري العنيد على قراري الأكيد، فأرسلتْ لي صورتها وليتها ما أرسلتها؛ إذ انهارت أحلامي انهيار "برجي نييورك" مخلفاً "آلاف الدقائق" القتلى التي ذهبت هباء في سبيل "خرافة"؛ إذ كان الفارق بين "صورتي الذهنية" "والصورة الحقيقية" كالفارق بين لوحة "لدافنشي" تُقيّم بعشرات الملايين وبين "خربشات" غوريلا رَسمت بأطرافها الأربعة.
لقد كنتُ إذاً ضحية "للتنميط"، وإن في ذلك لعبرة لأولي "الأنماط"، ومرحباً بك معنا يا سندي "طنطاوي" يا سيد الباشوات.
(طبعاً القصة السابقة هى خيالية، ولكن تبقى العبرة موجودة)

واسلموا لي
الغلباني