(09-08-2010, 10:10 AM)العلماني كتب:  يحق لنا إذاً أن نعيد التساؤل مع "ابراهيم"، بغض النظر عن معتقد الشخص وآرائه، عن مساحة دور العقل في الدين الإسلامي، وعن عقبة "لا اجتهاد مع النص" وكيفية الخلاص منها، فهذه المسألة - تصوروا - مطروحة في العالم العربي الإسلامي منذ مئات السنين، وتشكل عقبة كأداء حاول "ابن رشد" - في زمانه - تجاوزها (كتابه "فصل المقال في ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال")، فكان أن أحرق المتزمتون "كتبه" وتناساه عالمه حتى يومنا هذا.

يحق لنا أن نتساءل إذاً عن أبعاد "لا اجتهاد مع النص" وعن أسباب هذه القاعدة الفقهية التي تمنع تطور الفكر الديني ومجاراة العصر، بل تحاول جاهدة تطويع "العصر" - كل عصر - لمنظومة قيمية وفكرية بعيدة عنه ومغرقة في القدم.

من أين أتت قاعدة "لا اجتهاد مع النص"؟ وما هي أبعادها؟ ومن هو المستفيد منها؟ وما هو سبب التمسك بها؟ وهل يمكن تجاوزها؟ كيف؟

ملاحظة: أطالب المشرفين بالمحافظة على الموضوع وتنقيته مما يبعده عن هدفه من مداخلات لا هم لها سوى الردح ونقله إلى "فكر حر" إن لم يستطع أن يتأقلم مع "ساحة الأديان".

واسلموا لي
العلماني

أخي العلماني:

أدين لك بالفضل في معرفة كتاب المناظرة التي دارت بين فرح أنطون والأستاذ الإمام محمد عبده. من خلال هذا الكتاب انطلقت لكتاب مهم جدًا وترجمه عادل زعيتر للعربية وكان لي شرف تصويره لدسامته. الكتاب هو Averroes et averoisme لـ إرنست رينان. الحقيقة لما قرأت دراسة تشريحية لرينان عن ابن رشد عرفت أن ابن رشد كان متقدم على كثيرين من جميع الملل والنحل. مثلا، خذ عندك اعتقاده بمسألة قدم العالم ورفضه لموضوع الخلود إلخ. هذا رجل جبار ويصح أن يُطلق عليه اليوم libre penseur. لكن ما مصير هذا المفكر الحر إن تمازج فكره الحر بالإسلام؟ لن أقول لو تمازج بالدين ولكن سندخل في الصميم ونتكلم بحرية ونقول لو تمازج فكره الحر بالإسلام؟ طبعا كلنا يعرف النهاية مسبقًا. الشريعة لها اليد العليا. ونصر حامد أبو زيد- الله يرحمه- أراد أن يعمل توليفه لأنه يحب شعبه وبني شعبه ومن حقه ولكن أميل للاعتقاد أنهم غدروا به. قابلته في مؤتمر في جامعة نوتر دام ونكشته متمنيًا لو هو أصبح مثل صديقه صادق جلال العظم. هو لا يريد ويريد أن يتذوق القرآن. جميل جدًا! إن كنت تريد تذوق القرآن فدعه إذا وشأنه ودع عنك محاولاتك العقلانية في تحويره وتطويره وقياسه بالمناهج العقلانية الغربية التي لم ينسجم حتى غالبية المسيحيين معها إلى يومنا هذا!

---

(09-08-2010, 03:07 AM)عاشق الكلمه كتب:  أنا أتفهم أن يتحدث لادينى أو ملحد عن العقل , هذا أمر ليس من الصعب هضمه وقبوله , لكن أن تتحدث أنت عن العقل !! بأماره ايه ؟

ومن قال إن العقل حكر فقط على الملحدين أو اللا دينيين؟ العقل لا تحتكره طائفة معينة من الناس بحسب اعتقادها من عدمه وإنما هو حركة فردية يبذلها الفرد ويقرر ما يريد في ضوء استنتاجاته الشخصية.

---

(09-08-2010, 12:22 PM)((المسافر)) كتب:  الزميل العلمانى

اعتقد ان قاعدة لا اجتهاد مع نص تستند الى الآية القرآنية {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36

ومن هنا فلا اجتهاد لنا فيما قضى الله او الرسول ، والشريعة الاسلامية هى جزء من الدين ومن ينكره فقد خرج من الدين ولكن من الممكن مناقشة الشريعة الاسلامية بدون ابتذال فى اللفظ وخاصة من الزميل ابراهيم والذى يعمل بالتبشير وقد اجاب عليه الزميل على نور الله بأفضل اجابة من الممكن ان تقال ردا على اسلوبه المتهكم الساخر، ولا تنس يا علمانى فنحن لسن فى ساحة الاقلام الساخرة ولكننا فى ساحة الحوار الدينى.

ودمت بخير

أولاً: كلامك ممتاز من حيث المضمون. هو الحقيقة. هو الواقع.

ثانيًا: تقول من الممكن مناقشة الشريعة الإسلامية. تناقشها في ماذا؟ في أحكام ثابتة واضحة لا تقبل المساومة؟ هذه أمور واضحة كالحساب وليس فيها سوى ما هو أبيض أو أسود.

ثالثًا: أسلوبي جاء وفقًا لما أشعر به وفي بالي أصحاب مسلمين أحبهم لأنهم يريدون تطويع النص القرآني والشريعة وفقًا لحداثتهم وفكرهم الإصلاحي ولكن الصدق مع النفس يقتضي الإقرار بحقيقة أن هناك أمور لا تقبل التطويع ولن تكون على مزاج كل واحد. ومن ثم الارتطام ما بين الشريعة وحركة العقل الليبرالية.