دعاية بائسة من قس فاشل يريد أن يجذب جمهورا وصدى وزبائن، تلقفتها أجهزة صناعة القرار لتستعملها مخدرا إضافيا للخصم الحضاري المحتمل تكونه فيما لو اندفع العالم الإسلامي في اتجاه مستقل.

تعويد المسلمين على تقبل ضربات الكفوف على كلا الخدين دون امتعاض... وكأن المشكلة في المصحف وحرقه، وليست في قتل وتشريد واضطهاد الناس في العالم الإسلامي، وإرغامهم بالدكتاتورية المسلحة أن يسيروا وفق نظم لم تتشكل وفق وجهة نظرهم عن الحياة. ومن ثم تقزيم المعركة الحضارية هناك لتصبح مجرد أمل واه أن تنتصر قوى "الخير" في الغرب الليبرالي المعتدل ولا تسمح بحرق المصحف.

"كلما حلت عروة تمسكوا بأختها"

بدل أن يصير البحث في تغيير الكود والقانون "المدني" في الغرب ليتلاءم مع النسبة المتزايدة من السكان والمواطنين الذي يحتفظون برأي مخالف للأسس التي قام عليها القانون المدني القديم، يصير البحث في مجرد شكليات لا تقدم ولا تؤخر شيئا. ماذا سنكسب لو توقف هذا القس أو أوقف عن حرق المصحف الشريف، هل ستأخذ الولايات المتحدة بعين الإعتبار أن هناك نسبة من مواطنيها قد يريدون تعديل القانون المدني أو شيئا فيه ليتلاءم مع احتياجات لديهم لم تكن ملحوظة حين أسس هذا القانون؟

بعيدا رجاء عن شد وجذب من قبيل تقدمية وتخلف، وظلامية ونورانية. ومن قبيل يللي مو عاجبه يروح على بلده.. هذه الأحاديث قد تثمر في غير مجال من قبيل المناقرة وصراع الديوك.. ما نتحدث عنه هنا هو مجموعة من الناس صارت جزءا من الحياة العامة للدولة كمجموعة وليس كأفراد.. هل من الواجب على الدولة التي هي موظفة عنده هذه المجموعة الجديدة بصفتها الاعتبارية، هل ينبغي أن تأخذ مصالحهم واحتياجاتهم بعين الاعتبار، بعيدا عن البيروقراطية القاتلة؟