بسام كوسا : لست راضياً عن مسلسل " وراء الشمس"
شارك

رأى الفنان بسام كوسا هذا العام لا يوجد مسلسل توافرت فيه كل المواصفات وأن فشل أعمال الإنتاج الضخم أثبتت أن قضية الإنتاج الفني لا تحتاج إلى رؤوس أموال مبالغ فيها مشيراً إلى عدم رضاه عن مسلسل "وراء الشمس".

وقال كوسا في حوار مع مجلة زهرة الفنون عن الأعمال التي قدمت في شهر رمضان الحالي إنها" لم تختلف كثيراً عن السنوات السابقة إلا أن هناك نقطتين لفتا انتباهي الأولى أنه في كل عام هناك عمل أو اثنين يعتبران الـmaster وهذا العملان يتوليان مسؤولية قيادة ألعمال الأخرى من حيث أسلوب العمل فيهما وموضوعاتهما والفنيات المستخدمة فهذا العام لا يوجد عمل تتوافر فيه هذه المواصفات وبالتالي لا يقود هذه الشحنة فلا يوجد عمل super أو عمل أول فالأعمال جميعها متقاربة من بعضها من حيث السوية الفنية".



وأضاف كوسا أن" النقطة الثانية التي لفتت انتباهي أن الأعمال التي تندرج تحت بند الإنتاج الضخم وباهظة التكاليف أثبتت فشلها ولم تحقق النجاح المطلوب وهذا يؤشر إلى أن قضية الانتاج الفني لا تحتاج إلى رؤوس أموال مبالغ فيها لتقديم أعمال بتقنية جيدة وهذا أكثر ما لاحظته هذا العام".



وعبر كوسا عن رأيه في المشهد الدرامي العربي عموماً أن "الدراما العربية كلها تدور في دائرة محدودة من دون أن نستطيع الخروج منها فكل المسلسلات تدور في المحور نفسه وتستخدم أدوات التعبير وآلية التفكير نفسها ويبدو أننا أصبحنا في حاجة إلى اختراقات في آلية وطريقة العمل إن كان على المستوى الإخراجي أو الطروحات وحتى الأداء التمثيلي لأننا دخلنا في مرحلة يمكن أن نسميها السبات الفني وهذا الكلام ينطبق علينا جميعاً بطريقة تعبيرنا في الدراما العربية ".



ومن جهة أخرى قال كوسا عن تفاؤله بمستقبل الدراما السورية أم لا "عندنا عيوب كثيرة يجب أن نتجاوزها وعندنا إيجابيات يجب أن نكرسها ومؤخراً أصبح هناك آلية تفكير خطيرة جداً يجب أن ننتبه لها وهي أسلوب وطريقة تفكير المنتجين الجدد والأهداف التي يدخلون من اجلها عالم الإنتاج الفني".



وأضاف كوسا عن هذه الأهداف "أرى أن المنتجين الجدد يتعاملون مع الدراما من دون إحساس بالمسؤولية وبالتالي لم تعد هناك مصداقية ولا حتى لهذا التراكم الذي حدث والمكانة التي وصلت إليه الدراما السورية بالإضافة إلى رؤوس الأموال العربية التي تدق ناقوس الخطر لأننا سنصل إذا خضعنا لهذا الأمر إلى أن نعبر عن وجهة نظر الآخرين ".



وفي سياق آخر كشف كوسا أنه "دعي إلى الدراما المصرية قبل 20 عاماً " مشيراً إلى أنه "أجد أنه من حق أي فنان أن يشترك في العمل الذي يراه مناسباً له ولا يحق لأحد التدخل في خياراته بل ممنوع أن يتم توجيه الفنان وأن يقال له اعمل هنا أو هناك وبالنسبة إلي شخصياً فأنا فكرت ووجدت أنني قادر على التعبير عن واقع أفهمه أكثر وهو مجتمعي الذي أعيش فيه فآثرت ألا اتجه إلى الدراما المصرية أو أي دراما أخرى فبلدي أولى بي وبفني وأما إذا تقدم لي دور لا يمكنني تقديمه هنا ويقدم لي فرصة نادرة فسأتجه إليه بكل بساطة بغض النظر عن جنسية العمل ".



واعتبر كوسا مشاركاته في أعمال اجتماعية هذا العام أنها "موضوعات ملحة أكثر ويستطيع الفنان أن يطرح وجهة نظره في بعض القضايا من خلال الأعمال الاجتماعية ".



وقال كوسا عن مشاركته في ثلاثة أعمال هذا الموسم "بالنسبة لمسلسل (الصندوق ألسود) أنا كنت فيه ضيف شرف ومسلسل (قيود الروح) هو يطرح قضايا مهمة ويتضمن فكرة صراع الأجيال ويرصد الحراك الاجتماعي منذ ثمانيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا, في حين مسلسل (وراء الشمس) يطرح قضايا حارة خاصة في ما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة ".



وأضاف كوسا عن أداءه لشخصية بدر المصاب بالتوحد في (وراء الشمس) أن" هذا الدور لا يستطيع الفنان الإبداع فيه إلا بعد الاتكاء على المعلومات العلمية وعلى الأطباء والحالات التي يراها ويرصدها والأفلام الوثائقية والدراسات المكتوبة وبالتالي كل هذه الأمور مجتمعة تفرض عليّ آلية تفكير وعمل مختلفة عن الأدوار الأخرى".



وتابع كوسا "كان من المفروض أن يكون اختياري للشخصية اختياراً صحيحاً علمياً كما أن المسلسل يشاهده أهل الاختصاص والجمهور العادي مع الذي سيشاهده بشكل فني فاجتهدت لتقديم الشخصية بطريقة علمية دقيقة وصحيحة من دون الإخلال بأي جانب وقد أجهدني هذا الدور".



وعن وضع المرض في العالم العربي قال كوسا "بدأ مؤخراً في دول العالم الثالث والعالم العربي نوع من إلقاء الضوء على هذه النوعية من ألمراض وهم يعملون على تفهم هذه الفئة الخاصة بالتعاون مع المجتمع الدولي والهم العالمي الكبير هم تخفيض التلوث البيئي الذي يسهم بشكل أساسي ومباشر في إصابة المواليد الجدد بهذا المرض والمراجع العلمية تؤكد أن نسبة الإصابة بهذا المرض وصلت إلى حالة من أصل كل 130 ولادة حول العالم".



وأشار كوسا أن "حالة (بدر) هي حالة لها علاقة بالعبقرية فهو يمكنه أن يفك أي ساعة ويعيد تركيبها بعد إصلاح أي عطل فيها والمصاب بالتوحد يبرمج نفسه في اتجاه واحد وقدمت هذه الشخصية بهدف إلقاء الضوء على هذه الفئة من المجتمع كي يتم أخذها بعين الاعتبار.



وتحدث كوسا عن قضية إجهاض الجنين بعد اكتشاف إصابته بخلل جيني ضمن أحداث المسلسل أن "هذه مسألة تشبه مسألة الموت الرحيم وهو سؤال لانقسام الآراء حوله فالبعض معه والبعض ضده وأنا برأي أن مهمة المسلسل كانت طرح الأسئلة على المجتمع ونترك له الإجابة".



وأكد كوسا عدم رضاه عن المسلسل "لست راضياً عنه وعندي ملاحظات حوله وأرى أن العمل كان بمقدوره أن يصل إلى مكان أفضل وان يحقق نجاحاً أكبر وليعذرني زملائي المشاركين في العمل فجميعنا مسؤولون كان العمل ظهر بعيوب أقل".



ويسلط مسلسل (ماوراء الشمس), وهو من سيناريو وحوار محمد العاص وإخراج سمير حسين , الضوء على عالم ذوي الاحتياجات الخاصة الذين حكمت عليهم الأقدار أن يولدوا معوقين عقلياً ويعيشوا ضمن ظروف اجتماعية وإنسانية صعبة، كما يناقش أحقية الزوجين في قتل الجنين المعاق قبل الولادة.



ويشارك في هذا العمل الذي هو من إنتاج شركة عاج للإنتاج الفني نخبة من الفنانين من بينهم منى واصف- رضوان عقيلي- سناء دبسي- سليم صبري- باسل خياط - نادين خوري - ميسون أبو أسعد - ضحى الدبس- علي كريم- عزة البحرة- جلال الطويل و علاء الدين الزيبق وغيرهم.



والجدير بالذكر أن بسام كوسا مواليد مدينة حلب عام 1954 درس الفنون التشكيلية في جامعة دمشق وهو ممثل ومخرج مسرحي حائز على جائزة أفضل ممثل سينمائي عن فيلم (الكومبارس) من مهرجان معهد العالم العربي بباريس واحتفل بتكريمه كمبدع في مهرجان الفنك الذهبي بالجزائر وجائزة أدونيا لعام 2005 عن مسيرته الفنية الطويلة وعن مجمل أعماله السابقة وجائزة أحسن ممثل عن فيلم (المتبقى) من مهرجان طهران و جائزة أحسن ممثل عن فيلم (تراب الغرباء) من مهرجان البحرين.



سيريانيوز