طيب،

هل الطريقة العلمية التجريبية للوصول للحقيقة هي الطريقة الوحيدة لذلك؟

ما قيمة المعرفة الناتجة عن الطريقة العلمية التجريبية مقارنة بغيرهان على فرض وجود غيرها؟

هل الطريقة العلمية التجريبية هي الحكم على غيرها، أم غيرها حكم عليها، أم لكل مجاله؟

هل من الممكن إدراك مستحيل الوجود وواجب الوجود بالطريقة العلمية أم بغيرها؟

واجب الوجود هو الله تعالى، وهو الذي ينبغي أن يقوم بنفسه ويقوم به كل شيء غيره، هل هو ضمن العالم الفيزيائي؟

هلأ ذكر بعض الزملاء موضوع كلام الله للأنبياء والرسل، وهو موضوع تابع ولاحق بعد إثبات واجب الوجود، لكن نقول أن الله لم يتكلم مباشرة مع أحد، بل تكلم بالوحي، وهناك فارق كبير...

لو تكلم الله مباشرة دون حجاب أو وحي أو رسول لبحثنا القضية، لكن المبحث وإن كان متأخرا، فلا يخضع للوجود الفيزيائي لمجرد إلقاء الكلام على قلب عباده، فقد ألقى الوجود كله في لحظة ما قبل الزمن.

عامة، القضايا لا تؤخذ من أواسطها أو خواتيمها، بل يبتدأ بها بداية صحيحة حتى تنتهي نهاية صحيحة، ونقول مع ستيفن جونز، أن الله الفيزيائي الذي يظنه غير موجود، لأن الله خالق الكون وجاعل الفيزياء فيه ناموسا جبريا لا يحيد عنها ولا يزول، سنة كونية لا تتخلف حتى تقوم الساعة، وحينها نرى سننا أخرى لا نعلم عنها شيئا اليوم.

الله الذي نعتقد به هو واجب الوجود الذي يباين هذا الوجود ولا يمازجه مطلقا، متميز عن خلقه غير مدرك بالأبصار ولا الحواس، لا يمكن البتة إدراك ذاته ولا الحكم عليه بأي قانون مما نعرف، إن كان قلب الثقب الأسود الذي هو من بعض مخلوقاته يخضع لفيزياء غير التي نعرف مطلقا، ويتحقق فيه قيم الجذور السالبة للسالب واحد، الذي نراه في دنيانا مستحيلا، فكيف بالحري خالقه سيخضع للفيزياء التي أوجدها؟؟

سبحان الله العلي الأعلى، الكبير المتعال، سبحانه فاطر السماوات والأرض، سبحان الذي خلق كل شيء من لا شيء، وأوجد الوجود لا على مثال سبق، اختراعا كما يريد... سبحان الله الحي القيوم...