يقول صاحب الاغاني بان الشعراء العباسيين اخذوا كثيرا عن الوليد بن يزيد في الخمر، و يختص منهم ابو النواس، لانه اكثر الانتفاع بشعر الوليد. و يقول الدكتور طه حسين في حديث الاربعاء ان الوليدهو الذي فتح للشعراء باب المجون. ولم يكن اسرافه في الخلاعة و المجون اثراً من آثار اللذة، و الكلف بها فحسب، و انما كان فيما يظهر أثراً من آثار اضطراب الدين، و فساد العقيدة في نفسه، كان اثراً من آثار البدع الجديد، الذي نشأ من اختلاط المسلمين بأهل النحل المختلفة، فأحدث الشك و الالحاد في نفوس نفرٍ غير قليل، فلم يكن مؤمنا بالبعث، ولا بالثواب والعقاب، و كان مع هذا يؤدي فرائضه الدينيية، فيصلي و يصوم لأن الناسَ كانوا يصلون و يصومون، و لأنه كان وليا لعهد الناس، او خليفة على الناس، و انظر الى هذه الابيات:

أدِرِ الكَأْسَ يميناً.....لا تُدِرْها لِيسَارِ
اِسْقِ هذا ثم هذا....صَاحِبِ العَودِ النٍّضارِ
مِنْ كُمَيْتٍ عَتَّقوها...مُنذُ دَهْرٍ في جِرارِ
خَتَمُوها بالأَفاويهِ..... و كَافُورٍ وَقارِ
فَلَقَدْ أَيْقنْتُ أٌنِّي...... غَيْرُ مَبْعٌوثٍ لِنارِ
.
وَ ذَرُوا مَنْ يَطلُبُ الجَنَّةَ....يَسعَى لِتٌبّارِ