(09-09-2010, 05:55 PM)على نور الله كتب:  قال رسول الله (ص) : ما قسّم الله للعباد شيئا أفضل من العقل ، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل ، وإفطار العاقل أفضل من صوم الجاهل ، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل .
ولا بعث الله رسولا ولا نبيا حتى يستكمل العقل ، ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته ، وما يضمر النبي في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين ، وما أدّى العاقل فرائض الله حتى عقل منه ، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل ، إنّ العقلاء هم أولوا الألباب الذين قال الله عزّ وجلّ : { إنما يتذكر أولوا الألباب }.

قال النبي (ص) : لكل شيءٍ آلةٌ وعدةٌ ، وآلةُ المؤمن وعدّته العقل .. ولكل شيءٍ مطيّةٌ ، ومطيةُ المرء العقل .. ولكل شيءٍ غايةٌ ، وغايةُ العبادة العقل .. ولكل قومٍ راعٍ ، وراعي العابدين العقل .. ولكل تاجرٍ بضاعةٌ ، وبضاعة المجتهدين العقل .. ولكل خرابٍ عمارةٌ ، وعمارةُ الآخرة العقل .. ولكل سفرٍ فسطاطٌ يلجأون إليه ، وفسطاطُ المسلمين العقل .

المصدر : جواهر البحار .

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار

هذا كلام جميل، ولكنه عبارة عن تعميمات لا أرض لها ولا سماء. فالإيمان نفسه يقوم على "القلب" و"الهوى" (التصديق) ولا يقوم على العقل. وأساسيات الدين تضحك من العقل وتسخر منه فالله والملائكة والجن والشياطين مفاهيم و"كائنات" خارقة للعقل والحواس جميعها. والصلاة والصيام ورمي الجمار وتقبيل الحجر الأسود طقوس وتصرفات لو رآها ذو لب لظن بأن أصحابها مصابون بلوثة في عقولهم، وإسراء الرسول من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ومعراجه إلى السماء السابعة ضروب من إيمانيات لا علاقة لها لا بالمنطق ولا بالعقل ولا بمن يحزنون. السماء نفسها وجهنم هي ضروب من أمكنة افتراضية تهزأ بالعقل والمعقولات والعاقلين (طبعاً، هذا لا يتعلق بالإسلام وحده بل بكل الأديان، فالمسيحية وأسرارها وعجائبها تضرب بالعقل والمنطق عرض الحائط أيضاً).

طبعاً، أنا أشك أصلاً بنسبة الحديث إلى الرسول الكريم، فالأحاديث جميعها عبارة عن "متنفس لاختناق القرآن" بعد موت الرسول. فلقد كان "الوحي الإلهي" (والذي لا يقوم على أي أساس عقلي) يعضد الرسول في تقنين المسائل المستحدثة التي تعترض حياة المسلمين والتي لم تطالها كلمة الله بعد، أما بعد موت الرسول فلقد تحجر الوحي وتكلس ولم يعد يستطيع أن يلبي حاجات مجتمع متطلب ورسالة عمت الشرق كله، فكان التعويل على "قال وحدث وروى وأخبر عن فلان عن علان عن فليتان"، وهنا دخلت الصراعات السياسية والخلافات الإثنية والطبقية والثقافية بتلفيق الأحاديث حتى "ضاعت الطاسة" و"اختلط الحابل بالنابل" و"صارت عيشه تشبه أم الخير وأحياناً أخيها سعفان وعمتها بنت مدبولي عبدالحميد المسترجلة" (يقول ابن خلدون في مقدمته أنه لم يصح عند "أبي حنيفه" بعد ان نثر كنانة الأحاديث بين يديه إلا 17 حديثاً فقط). عموماً، هذا موضوع آخر شط بنا الحديث إليه للتنويه فقط.

واسلموا لي
العلماني