عزيزي نيوترال

برضك إنت حباب، وعم تناقش باينتك شخص غيري،

عزيزي، أنا وإن كنت أرى أن الخلاص في ما تراه أنت خرافة، وأرى أن فهمك للوجود المطلق وواجب الوجود مع الأسف لا يسوى شروى نقير، إلا أني أعرف ما يصلح لهذا الزمن وما يصلح للزمن المقبل.

ما يصلح لهذا الزمن الذي اقتعد فيه الغرب مقعد القيادة لقطار الإنسانية، أن يقوم أصحاب الحضارة المنافسة ريثما يستعيدون موقعهم، بمحاولة التصحيح دوما وتقديم المعالجات المغايرة لمعالجات الغرب على فرض تسمية ما يقوم به الغرب معالجات.

ومن الطبيعي أن يرد الغرب، وأنت عزيزي نيوترال محسوب عليهم فكريا، علينا بدنيا، أن يرد بجمع أبناء الحضارة الواحدة المنافسة تحت عنوان واحد، ويخلط أوراق أبي حمزة المصري بأبي حمزة الثمالي، وأسامة بن لادن بأسامة بن زيد، وعباس بدرباس، ونصرالله بباقر الصدر، والخميني والنبهاني وابن سينا وابن النفيس وابن رشد و حسن البنا، كلهم في سلة واحدة، ثم اعلان أنهم أعداء الإنسانية، مختلفة الآراء بين مشفق يدعو إلى حجر في مستشفى، ومزدر يدعو إلى سجن ونفي، وحاقد يدعو إلى سلخ ولطم، بعنوان كلهم أعداؤنا قاتلهم الله أنى يؤفكون.

حين يرد ابن الحضارة المنافسة، بتحميل الغرب مآسي البشرية من هتلر وموسوليني وبوش وريغان وغورباتشوف وبريجينيف وثاتشر وتشرشل ودزرائيلي ونيتشه وفوكوياما، وغيرهم ممن أدوا إلى سفك دماء الملايين، يقال له لا يليق بك أن تجمعنا جميعا في بوتقة واحدة، ألا ترى إلى أصحاب الرداء الأخضر الداعين إلى الصلح مع الطبيعة، وأصحاب الرداء الفوشي الداعين إلى التصالح مع اللبيدو، وأصحاب الرداء الأبيض الداعين إلى التصالح مع الذات، وأصحاب الرداء الأزرق الداعين إلى وحدة البشر في رعاية المصالح، وأصحاب رداء قوس قزح الداعين إلى الحب المقدس المفعم بالشهوة والمرح...

يعني من جديد عزيزي نيوترال، أنا لا أطرح عليك ولا على غيرك ولا على الغرب كله عرض إقامة دولة الخلافة، بل أجدها أمرا كثيرا على الغرب، لا يستحق أن يعرفه أو يمارسه... ولا أطلبه منهم، بل أطلب منهم أن يحترموني كإنسان صاحب حق مثلي مثل غيري ممن يعيش في هذه الدولة، ومن حقوقي كمواطن يدفع الضريبة أن يتم وضع القانون الذي يرعى مصالحي ولا يعطلها، وأنا كمواطن من يحدد ما هي مصالحي طالما لا تتعارض مع القانون ولا تؤذي أحدا.

ومنه أن يتم تطبيق نظام المعاملات الذي أريده، والذي ليست الدولة شريك فيه عزيزي، بل مشرف فحسب... ليست شريكا في عقد الزواج ولا عقد الإجارة ولا عقد البيع والشراء ولا عقد الشراء، بل هي مشرفة فحسب.

أما أنه يتم ذلك حسب دراسات علماء، فلا عزيزي، يتم ذلك حسب رأي الأكثرية، والعلماء إنما هم مستشارين يؤخذ منهم أم لا يؤخذ...

ثم إن تكرار الدعوة لإبراز "عورة" نظام الإسلام من خلال التركيز على عيب في نظام الذمة المتعلق بنظام الحكم، أو عيب في نظام العقوبات، كل ذلك لا يصح في معرض حديثنا، لأننا لا نتحدث عن واجبات الدولة وحقوقها وتعريفها، بل نتحدث عن القانون المدني، وهو كل علاقة بين مدنيين لا تخالف القانون وليست الدولة طرفا فيه مضافة إلى وظيفتها، وإن صحت أن تكون طرفا كشخص اعتباري فحسب دون سلطة.

ركز شوي نيوترال، القانون المدني مو القانون الجنائي ولا الدستور ولا القانون الدولي، وهذا ليس بالضرورة أن يكون للعلماء فيه دور، فالناس تقوم بعقود مميزة منذ آلاف السنين، وقيمتها ليست في تسجيلها بالشهر العقاري، بل قيمتها في مدى اعتبار المدنيين لها.


عزيزي أندروبوف،

من دهنه سقيله،
يعني نريد أن نحتكم إلى المواطنة بتقول مسلمين أعداء للانسانية، بنقلك بلاش من هبل المواطنة لكان وخلينا نرجع لأمة المليار وطبشة بتقول ايه هاد يلي بدكو اياه يا ظلاميين متلفعين بالليل الدامس حالك السواد...... احترنا يا قرعة من وين نبوسك!

بدك مواطنة، بدها تمشي باتجاهين، ما بدك خلينا نعرف شو بدنا نساوي لكان بعيد عنها... انت فصّل ونحن بنلبس..

ثم تحميل المسلمين جميعا "ذنب" فئة منهم، يعني أن حضرتكم لا تعترف بالمواطنة ولا تقيم لها بالا إلا إن تحدثت عمن لا يتبنى الإسلام كعقيدة ومنهج حياة... فأصبح لا تلومه إن لم يتصرف كمواطن هو أيضا. وإن كنت لا أرى هذا الرأي، وأدعو إلى إفادة حق المواطنة والاستفادة منه، ورفض آراءك التي تعزل فريقا من المجتمع عن المجتمع والتأثير به بسبب خلافهم الأيدولوجي معك، وأدعو المواطنين في العالم ممن يحملون العقيدة الإسلامية كنهاج حياة أن يقدموا حلولا منبثقة من الإسلام لتطبق في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها ويدفعون لها ضريبتهم، حلولا لمصائب البشرية المتكاثرة بسبب خضوعها للقيادة العوراء للنظام الغربي السائد..