عزيزى خالد
مالفت نظرى فى مداخلتك#20 هو هذا المقطع تحديدا:

اقتباس:بدل أن يصير البحث في تغيير الكود والقانون "المدني" في الغرب ليتلاءم مع النسبة المتزايدة من السكان والمواطنين الذي يحتفظون برأي مخالف للأسس التي قام عليها القانون المدني القديم، يصير البحث في مجرد شكليات لا تقدم ولا تؤخر شيئا. ماذا سنكسب لو توقف هذا القس أو أوقف عن حرق المصحف الشريف، هل ستأخذ الولايات المتحدة بعين الإعتبار أن هناك نسبة من مواطنيها قد يريدون تعديل القانون المدني أو شيئا فيه ليتلاءم مع احتياجات لديهم لم تكن ملحوظة حين أسس هذا القانون؟

وسبب لفت النظر أنى رأيته أكثر تطرفا من حتى شخص كبن لادن; بن لادن لم يطلب من الغرب تغيير أصوله وثوابته العلمانية وكل مايريده هو إخراج المشركين من جزيرة العرب وهو الشئ الذى ممكن تفهمه بإعتبار أنها شئ مشابه لحركات التحرر الوطنى أما ماتتحدث عنه فذهب أبعد من ذلك كثيرا وهو بالمناسبة أحد مخاوف الغرب الحقيقية من الإسلام ونتيجة تفكير كهذا لن تكون سوى الصدام وبعنف.

بالتأكيد هذه الجملة من الدستور الأمريكى طرقت مسامعك قبل ذلك لكنى أحب أن أذكرك بها:

اقتباس:"Congress shall make no law respecting an establishment of religion, or prohibiting the free exercise thereof . . ."

ممكن بقى سعادتك تقولى ماهو محل إقتراحك بتغيير الكود والقانون المدنى من الإعراب بالنسبة لهذة الجملة? كما إن الإستفسارات التى أستفسرتها أنا مشروعة تماما بالنسبة لما قلته أنت; إذا كان ماتقوله منطقيا فلماذا لا تطالب باقى الطوائف والمذاهب بأمريكا بشئ مشابه وهو ماسيحولها من وجهة نظرى إلى كانتونات طائفية لاتختلف كثيرا عن لبنان أو أفغانستان! وأى مذهب إسلامى سيصبح هو المرجعية لإقتراحك? مذهبك ولا مذهب على نور? ولا نستنى نشوف مين فيكم سينجح فى القضاء على الأخر ثم نطبق مذهبه!وإذا سلمنا بما تقول فمن ضمن الشرع الإسلامى حق الرجل فى تأديب زوجته بالضرب فكيف سيتم توفيق شئ كهذا مع القانون العام الذى يعتبر شئ كهذا جريمة يعاقب عليها القانون?

اقتباس:ومن حقوقي كمواطن يدفع الضريبة أن يتم وضع القانون الذي يرعى مصالحي ولا يعطلها، وأنا كمواطن من يحدد ما هي مصالحي طالما لا تتعارض مع القانون ولا تؤذي أحدا.

هناك أليات معروفة فى أمريكا, أو أى مجتمع ديمقراطى, بالنسبة لمسألة التشريع لكن بالتأكيد ليس من بينها الإستناد إلى أى نصوص دينية والغرب حساس جدا بالنسبة لتلك المسألة نتيجة لتجارب مؤلمة فى الماضى. مجرد إن مدرس بمدرسة حكومية يطلب من تلاميذه تلاوة الصلاة المسيحية بتتقلب الدنيا فوق دماغه, عبارة under god الموجودة فى قسم الولاء أترفع بسببها العديد من القضايا للدفع بعدم دستوريتها, قاضى وضع لوحة مكتوب عليها الوصايا العشر أمام مبنى محكمته رموهاله فى الشارع وأنت جاى تقولى تغيير الكود والقانون المدنى! وفى نهاية المطاف فما قلته نظريا ممكن بالفعل أن يحدث وكل ماعليك فعله هو الحصول على أغلبية تؤيد وجهة نظرك ولوبى قوى داخل دوائر صنع القرار لفرض أجندتك لكن كما قلت لك هو كلام نظرى وأستبعد تماما حدوثه على أرض الواقع ونتيجته لن تكون سوى زيادة إغتراب المسلمين داخل المجتمعات الغربية وفى النهاية الصدام معها.

اقتباس: عزيزي، أنا وإن كنت أرى أن الخلاص في ما تراه أنت خرافة، وأرى أن فهمك للوجود المطلق وواجب الوجود مع الأسف لا يسوى شروى نقير،

ماشى ياسيدى أنا حمار لكن أحب أن أبلغك بخبر مؤسف وهو أن المسألة خرجت من نطاق الفلسفة والسفسطة والفذلكة اللغوية ودخلت فى نطاق العلم التجريبى ونطاق العلم التجريبى لا يعرف وجودا مطلقا ولا واجب الوجود ولكن يعرف حفريات وتشريح مقارن ودى إن إيه ونظرية التطور فهنيئا لك بمعرفتك منتهية الصلاحية!