نأتي لموضوع الخيال الخصب للزملاء، واتهامي بالتطرف والتلويح بمبدأ استبداد الأغلبية الشهير بـ"ـالديمقراطية"

أول باشتان، أهنيكم على الخيال الخصب، من الممكن التعاون مع هوليود لتأليف أفلام جديد داعمة للاسلاموفوبيا، بما يجعل المزيد من الغربيين مسوقا بالبروباغندا المعادية للإسلام لمجرد أنه إسلام، ممكن أن يعزز هذا سجن المواطنين من معتنقي العقيدة الإسلامية في معسكرات اعتقال أسوة بما حدث مع ذوي الأصول اليابانية بعد بيرل هاربر.

ثاني باشتان، ابن لادن ليس مواطنا أمريكيا ولا أوربيا، هو مواطن سعودي يهمه قضايا السعودية، لكن حضرتنا كمواطن دافع للضريبة في دولة أوربية يعنيني أن تتم القوانين في هذه الدولة بما لا يتعارض مع النظام العام والميثاق أو العقد الاجتماعي، يعنيني أن تتم هذه القوانين وفق ما أريد كمواطن حر مريد ملتزم بالقانون دافع للضريبة مساهم في بناء المجتمع.

ثالث باشتان، للأغلبية أن تعترض حين يكون الموضوع يمسها أو يمس العقد الاجتماعي، لكننا نتحدث عن عقود مجراة فعلا بين المسلمين، وملغاة فعلا بينهم، بعيدا عن إشراف الدولة بما يشيع حالات النصب والاحتيال والتهرب من الالتزامات والحقوق، هذا الأمر يحتاج حلا، ولا يبدو أن الجماعة الذين هم المواطنون من معتنقي العقيدة الإسلامية مستعدون للتوقف عن إجراء هذه العقود، لذا عوض دس الرؤوس في الرمال، والتهرب من واجباتها كدولة، المفترض في الدولة التي ندفع لها الضريبة أن تقوم بتنظيم هذه العلاقات والعقود بشكل يرضينا نحن المدنيون.

أما شية التخويف من أن تصبح أمريكا مسلمة أو أوربا، وما المانع إن تم ذلك بالتراضي، يعني لو فرضنا جدلا دخول ثلث الولايات المتحدة الإسلام دون إكراه، وهو فرض ممكن وبعيد المنال جدا، لو فرضناه، هل سيستلزم ذلك حربا أهلية مدمرة؟ هل يعني ذلك أن نستبق الحدث ونلغي القيم الأمريكية من حرية وديمقراطية وحقوق انسان، ثم نبدأ بإحالة معتنقي الإسلام إلى الأديرة لغسل دماغهم المغسول؟

أمركم عجب، لا تريدون منا إلا أن نترك عبادة الله لنمارس عبادتكم، فأنتم العقلاء وأنتم الإنسانيون، ونحن الدمويون الرجعيون، أنتم الحناين الحلوين، ونحن الوسخين البشعين....

احزر ماذا يا نيوترال ومن رأى رأيه، العقل الإنساني نسبي، وما توصلت له أنه حقيقة قد أراه أنا حمق محض، وما أراه أنا حقيقة مطلقة تراه أنت خرافة محضة، وحقك وحقي كإنسان أن نرى ما نريد، وهذه الرؤية لا يمكن أن تبقى حبيسة العقول، ذلك أن المفاهيم من شأنها أن تؤثر على السلوك وتطبعه بطابعها، فحين نترجم المفاهيم لسلوك، يا ترى ليش مفاهيم وأفكارك لها حق أن تتحول إلى السلوك العام المنظم للمجتمع، وأفكاري ومفاهيمي كخة؟ هل لك امتياز فوق بشري معين؟

الله يرضى عليك لا تحيلني إلى جندي وسيستاني، لأني لم أستدل إلى الآن بآية ولا حديث ولا رأي عالم إسلامي حين الحديث معك أو مع غيرك ممن خالفنا في العقيدة، يعني وقت أخاطبك بالقرآن بتفردلي ملاية السيستاني ونصرالله والقرضاوي والجندي، بس أنا عم حاكيك بأفكار لم تجب عليها للآن أنت وقبيلك.

شعور التفوق والتميزية عند بعض المستغربين عجيب، لا يملكه أصحاب الفكر الأصلي...

بالمناسبة هذا الحوار أجريته في العام الماضي في محاضرة علوم اجتماع اختيارية في السويد، وحقيقة تفاعل السويديين أجمل بكثير من تفاعلكم، حتى رفضهم أجمل....

طرحي هنا لا يستلزم إقناعكم بما لدي، فقد ذهب أهل الاقتناع بما لديهم، حقيقة كان إعادة قياس لدرجات الحرارة عند مستغربي العرب تجاه مسائل واقعية يعيش فيها مواطنيهم في دول الاغتراب، لأرى مدى التطرف في الطرح لدى مستغربي العرب، الذي يجعلهم يرفضون حقوق مواطنيهم التي يكفلها لهم ما يدعون إليه من أفكار.


آخر شي، لا يوجد دستور مقدس، وينبغي تغيير الدستور حين يتوقف عن خدمة الناس، وتصير الناس خدما له...

ايه صحيح نسيت، الدولة الإسلامية لا يدعى إليها إلا بين مسلمين، فهي حكم شرعي، وكما لا يخاطب غير المسلم بالصلاة كذلك لا يخاطب بالجهاد ولا بالخلافة... هلأ بدك تصنفها يوطوبيا، بدك تصنفها دولة رجعية دموية ما مشكلة، بس صنفها في موضوعها، لمن تلاقيني متلبس بالدعوة إليها بين الجماهير الغفيرة، طبعا بعد ما تحللنا حزورة اش هي الدولة الاسلامية وشلون نعرف انه الدولة اسلامية اما غيرها، حتى نعرف شو مسطرتك ونقيس على وفقها... وشو هي الدولة الاسلامية السنية التي تتلبسها طالبان، شلون حكمت على ذلك أصوليا؟