المشكلة متشعبة حقيقة، لكن الخطأ لا يحل بأفظع منه، وفشل المدارس في التعليم لا يسوق بالضرورة فشلها في التربية..

الضرب فيه وجهتا نظر، منعه والسماح به، أما من منعه فقد كفانا مؤونة القول، وأما من سمح به فقد زعم أن له ضوابط تمنع من تحوله لتعذيب وقمع ومسخ وتخريب لعقول ونفسيات الناشئة..
طيب من ينبغي أن يتحقق من هذه الضوابط، إن كان المعلم والمدير(الناظر) على الأمر هذا متفقان، وإن كانت الأهالي منقسمة بين من يقسم اللحم والعظم بينه وبين الأستاذ ويتباهى بذلك، وبين من يجرئ ولده على إهانة الأستاذ والتعدي عليه بالضرب وما شاكل... لا سيما الأستاذ الغريب...

الحل نسكر المدارس، ونرجع لحياة الانتاج والعمل كما قال الزميل قطقط دام ظله الوارف.. والتوقف عن الغزو والغزو والغزو...

لأ جد بدون مزح، هذا الشبل من ذاك الأسد، وحين نسمع بإجراءات القمع والتنكيل التي تقوم بها السلطات الدكتاتورية في أي دولة منحطة، يترامى إلى ذهني فورا مدارس الابتدائية والثانوية التي مررت بها..

حدا سامع بالفلقة؟

من مصائب الفلقة هي تعويد الطلاب على الجرأة في مشاركة الأستاذ السادي في العقوبة، فلا بد من طالبين أشداء يثبتون الضحية حتى ينال منه المعلم بالفلقة، سواء كانت فرنجية على طيزه أو عربية على رجليه.

ثم منهم من يطلب من الطلاب إحضار العصي له، ومنهم من يستعمل لي الأصابع بأقلام الحبر، نحن نتحدث عن طفل لين العظم يوضع قلم الحبر بين أصبعين ويلوى، ومنهم من يشد الأذن ومنهم من يشد السالف، ومنهم يمسك الطالبة ملوحا به في الصف، ومنهم من يوصل الطالب بالكهرباء، ومنهم من يهدده بذلك، ومنهم من يلبس عصاه البلاستيك حتى تغدو مؤلمة أكثر، ومنهم من يهين الطالب ويجرحه، ومنهم من يجعل العقوبة جماعية لذنب فردي، ومنهم من يحرض طالبا على تسجيل أسماء الطلاب المشاغبين، تعليم الوتوتة، ومنهم من يفرض على الطلاب الأعمال المنزلية خدمة لزوجته، ومنهم من يكلفهم نقل المشتريات إلى البيت...

بالمقابل من الأساتذة من تم ضربه، ومنهم من تم إهانته، ومنهم من تم التحرش بهن أو حتى بهم جنسيا من قبل الطلاب، ومنهم من تم إجراء المقالب المخزية بحقهم، ومنهم من تم الافتراء عليه بما جعله يطرد من سلك التعليم، ومنهم ومنهم...

من الأهالي من يذهب للمدرسة لضرب الأستاذ لأنه قال شيئا لا يعجبهم، ومنهم من يضرب ابنه لأنه حر النفس عزيزها لا يريد قسمة اللحم والعظم..