اقتباس:عزيزي المعتزلي؛

إذا كان العقل متقلبًا وهو حقًا كذلك فهو بحاجة إلى الثبات، بحاجة إلى مرجعية ثابتة يمكن الاطمئنان إليها لا تتقلبها الأهواء. هذه المرجعية ومن وجهة نظري ومن منطور إيماني- باعتباري مؤمن- هي "الوحي".

و كيف تعرف أن الوحي وحي و ليس همس شياطين؟
و لماذا صدقت وحي المسيحية و لم تصدق وحي اليهودية أو الاسلام؟ مش كله من عند ربنا؟
و كيف يعالج عقلك المسائل الأخرى التي لم يتعرض لها الوحي؟
تعال قارن بين الوحي و القوانين البشرية ستعرف الفرق

اقتباس:ثانيًا، قوانين الغربية المدنية موضوع آخر يا صديقي. وحتى لو صح استخدام هذا المثال فهذه القوانين العلمانية فوق أهواء البشر وتقلباتهم.

و ما دامت فوق اهواء البشر أليس ذلك في صالحها؟
أليست على الأقل مرنة قابلة للتعديل طبقا للظروف و فوق كل ذلك "واضحة مفهومة مفصلة"؟

اقتباس:ثالثًا: كون بلادنا الغربية ألقت الشرائع الإلهية وراء ظهورها فهذه مجرد حركة بندول تأرجح لأقصى اليسار وربما عاد بعد حقبة لأقصى اليمين. هذي ليست سوى ردة فعل، لا أكثر ولا أقل. واحد يزدري بكل ما هو إيماني، ماذا تنتظر منه؟! واحد ينكر ما هو وجداني؟! واحد ينكر ما هو خارج الملموس والمحسوس ماذا تنتظر منه؟! من المؤكد أن قناعاته كلها ستكون صادرة عن ردود أفعال وليس عن اطمئنان العقل والقلب معًا.

و ما الذي يجعل هذا الغربي يصدق بالشياطين التي تسكن البشر و البشر التي تمسخ قردة و خنازير و عصا موسى التي تشق البحر؟ ثم ان المسألة ليست مادي و وجداني المسألة هي العقل مقابل الوحي، القانون مقابل الشريعة، و على الأقل تستطيع أن تمتع بنعم الغرب و تمارس روحانياتك لن يمنعك أحد لكن هل تستطيع ان تستمتع بالنعمتين في الشرق؟ هل تستطيع أن تتجرأ و تستخدم عقلك؟

اقتباس:رابعًا: تقول لي "الوحي غير ثابت". وأنا أقول لك: "ما أعجب أمرك يا صديقي!". إنْ كان الوحي غير ثابت ما الداعي من أساسه لتتعب حالك في مناقشة لا تهمك؟ من المؤكد يا صديقي إنك تريد "عقلنة الوحي" وإلا لما كنت دخلت لهذا الموضوع و"برجلك اليمين". ليس لأحد آخر سواك أنت وكل "التنويريين" فتحت هذا الموضوع للحوار، على فكرة. أنتم تريدون وحي مكيافيللي، وسامحني على جرأتي معك في الكلام. العبارة التي بدأت بها هذا الشريط الحواري هي في الحقيقة عبارة نطق بها واحد مسلم ليبرالي وهو "محمد أحمد خلف الله" صاحب كتاب "الفن القصصي في القرآن الكريم" وقد قالها لصديق قبطي عزيز علي. هناك صراع في النفس ورغبة في عقلنة "الوحي" و"الوحي على بعضه!" ويا للجرأة!!

أنا لا اريد عقلنة الوحي يا صديقي، معي نصل أوكام و هو سيتكفل بالوحي بالنسبة لي على الأقل، أنا هنا أتعجب من مقارنتك الاسلام بالعقل و كنت أتوقع - للعدالة - أن تكون مقارنة بين العقل و الدين!

اقتباس:سؤال ممتاز وسأجيبك عليه بكل صراحة. المسيحية هي الرجل يسوع المسيح نفسه في كل ما قال وفعل، وهذا بالضبط ما نصطلح على تسميته بـ"الإنجيل". إذا الإنجيل هو المسيح والمسيح هو الإنجيل. ذات مرة المسيح كان خارج للتمشية "في ساعة عصاري" بعد عمل يومٍ طويل في "ورشة النجارة" وأبصرني جالس على المصطبة وبهدوء قال لي: "اتبعني" وأنا لم أستشر عندها لا عقل ولا قلب. لم أستشر لحمًا ولا دمًا! هو قال اتبعني فتبعته على الفور وجلست معه على الجبل لأسمع تطويباته. عندما يقول المعلم عبارات مثل "أحبوا أعدائكم أحسنوا إلى مبغضيكم باركوا لاعنيكم...إلخ"..... أي عقل أريد يا صديقي لفحص ذلك؟ هذه أمور ليست بحاجة لعقل بالمرة! ولا يلزمني فيها العقل. وعليه، وجوابًا على تخمينك الأول أؤكد لك إني لست بالمرة أولى بالعقل من غيري لا سمح الله ولكني أحاول أن أستخدم قسطًا من التفكير فيما لدي وربما نجح عقلي وربما فشل، والله المستعان في جميع الأحوال مادمت أنا قررت الاستعانة به.

لو جاءني شخص ساعة العصاري و ناداني فبالتأكيد سيكون النداهة - مزحة لا اكثر - ، قراءتي للعهد الجديد لم اجد فيها سوى شخص خيالي سواح من الطبيعي عندما يعطي خده لأي شخص ليقوم بتلطيشه أن تنتهي حياته مصلوبا مهانا على صليب! هذا ليس دين يا صديقي و مع كل احترامي لك هذا قصة لشخص طيب زيادة عن اللزوم! أين العقل في هذا الكلام يا صديقي؟؟!!