أكبر قضيتين لا يستطيع أن يحاجج بهما أي من "عبدة "ابن عبد الوهاب هما أنه اعتبر أهل نجد الذي نشأ وتربى ودرس بينهم اعتبرهم أشد كفرا من كفار قريش حتى يبيح دماءهم وغزوهم هو وابن سعود محمد الذي تحالف معه ، والأمر الآخر أنه وبعد وفاة محمد بن سعود أقر انتقال الحكم لابنه عبد العزيز بحيث جعل الحكم وراثيا لابن سعود ، ولو لاحظتم آثار هاتين القضيتين بعد نحو ثلاثمائة سنة ما زالتا ماثلتين في المدرسة الوهابية مع ابن باز وابن عثيمين وأضرابهما الأقل شانا من حيث تكفير المخالفين ، ومن ناحية طاعة ولي الأمر ، و ليس للمسلمين أي حق لاختيار الحاكم أو محاسبته أو عزله وليعطيني أحد ماذا فعل الفكر الوهابي على امتداد القرون الثلاثة من جهة الدفع نحو اصلاح نظام الحكم لصالح الناس والشعب لأن فاقد الشيء لا يعطيه فهو خلو الوفاض إلا من قدرة القوى الخارجية على السيطرة عليه وتوظيفه لمصالحها لذلك بريطانيا دعمته بعد الحرب العالمية الأولى أي الفكر الوهابي ودعمت الملك عبد العزيز لإسقاط ابن رشيد الموالي للعثمانيين حيث أنه لم يفكر في الاستيلاءعلى مكة والمدينة في قترة قوة ابن رشيد وسيطرته على نجد والرياض ولم يقم بالخروج على شرعية الخلافة في ذلك الوقت كما فعل ابن سعود ما دفع محمد علي لتدمير الدرعية بناء لطلب الخليفة العثماني ولذلك نجد اليوم مكة والمدينة والحجاز بعد تسليم بريطانيا حكمها للملك عبد العزيز حيدت من الصراع تماما ووضعت بجيب الغرب الذي أقام دولة صهيونية يهودية بالمنطقة من ستين عام ونجد من جهة ثانية ثروة النفط الهائلة وضعت في الجيب الآخر للغرب وبهذا فإن مسؤولية ما وصل عليه الحال اليوم هو في عنق الفكر الوهابي كون مكة والمدينة تحت حكمه من ستين عاما هي نفسها فترة قيام واستمرارالكيان الصهيوني وعليه فإن الفكر السعودي الوهابي لا يستحق بقاء المدينتين المقدستين في يده ولا بد من تغير هذا الوضع ، و بالنتيجة النهائية نجد اليوم احتلال المنطقة وتدميرها وتقتيل أهلها في فلسطين ولبنان وافغانستان والعراق في حين أن السعودية تعيش بأمن وأمان وسلام ببركة من الرحمان المنان ولو كان على حساب العرب والمسلمين .
وبالتالي الفكر الوهابي عاجز عن مواجهة التحديات الحاضرة بالمنطقة وهو في طور الشيخوخة والاحتضار ومن ثم الاندثار خلال عقد على أقل تقدير أو عقدين بالكثير.