عزيزي شهاب،
شكرا لك على التفاعل معنا بالنقاش، و التي لا شك ان النقاط التي تثيرها تثري الموضوع، و تجعلني اتعمق بالبحث اكثر.

(09-15-2010, 05:42 PM)شهاب الدمشقي كتب:  

اقتباس:اما موقف الكنيسة الكاثوليكية الرسمي من نظرية دارون، فانقله اليك من فم الكاردينال جيانفرنكو رفاتسي وزير الثقافة لدى الفاتيكان حيث يقول (الحديث بالالماني)

1- ما ذكرته أعلاه يا عزيزي هو بالفعل كما وصفته أنت (موقف الكنيسة الكاثوليكية) .. والسؤال: هل الكاثوليكية هي التي تحتكر لوحدها تمثيل المسيحية في العالم والحديث باسمهم !؟ .. لاحظ يا عزيزي أن العزيز الطنطاوي كان يتحدث عن (المسيحية ) بالمجمل ..

ثم .. ماذا عن باقي الكنائس غير الكاثوليكية (الأرثوذوكس والبروتستانت) التي لا توافق الكنيسة الكاثوليكية في فهمها والتي ترى في الدارونية تجديفا وكفرا وهرطقة معارضة للايمان المسيحي ؟ .. بل ماذا عما هو منشور في موقع السريان الكاثوليك !؟ أهو هرطقة مخالفة للتوجه الكاثوليكي ؟ أم أن ما يحدث ضمن المسيحية بشتى كنائسها هو فوضى فتاوى تشابه فوضى الفتاوى الاسلامية ؟! ..

اختياري للحديث عن الكنيسة الكاثوليكية يرجع لثلاث اسباب، اولا أكثر كنيسة اعرف عنها، ثانيا تمثل هذه الكنيسة اكثر من نصف المسيحين بالعالم، و لكنها بالقطع لا تحتكر التمثيل المسيحي كله اما السبب الثالث فهو له ان الحقبة المظلمة في اوروبا كانت الكنيسة الكاثوليكية اللاعب الرئيسي على مسرحها خصوصا عندما يبدأ الحديث عن اضطهاد جاليليو وغيره، و الكثير من منتقدين المسيحية يوجهون سهامهم لهذه الكنيسة بالذات.
بالنسبة للكنائس الاخرى و علاقتها بدارون فلا اعرف عنه سوى ان بعض الكنائس البروتستانتية في امريكا بالذات التي تؤمن بحرفية الكتاب المقدس، لا تؤمن بنظرية التطور و تحاربها، و احيانا تفتعل مشاكل مع الحكومة هناك بخصوص وضعها في المناهج التعليمية.
اما ما هو منشور في موقع السريان الكاثوليك الذي اشرت اليه فانه ورد على لسان ''باحث'' يدعى نائل بربري ليس له اي صفة كهنوتية، غير انه مسيحي الديانة فقط، و ما قاله يضع علامة استفهام حول مؤهلاته كباحث. و كنيسة السريان الكاثوليك تلتزم اللاهوت الكاثوليكي ولا يوجد مجال لاجتهادات اخرى ما لم يقرها مجمع العقيدة بروما. اما كيف نشر هذا الكلام في موقع الكنيسة فلا ادري، ربما القائمين على الموقع من العلمانيين (يعني ليسوا اكليروس) الغير عارفين.

2

اقتباس: - إذا جاز لوزير الثقافة لدى الفاتيكان لي عنق النصوص الكتابية وإعادة تأويلها، واعتبار أن (قضية الخلق الحاصلة في ٦ ايام (كما هو وارد بسفر التكوين) لم تحصل بالمعنى الحرفي بل تتبع الجو اللاهوتي، ولا يمكن البناء عليها علميا) .. رغم مخالفة ذلك لظاهر وحرفية السياق النصي، فضلا عن فهم أجيال من اللاهوتيين الأسبقين والمعاصرين الذين فهموا قصة الخلق بحرفتيها وظاهرها ..

ان وزير الثقافة لدى الكرسي الرسولي لم يلوي عنق الحقيقة لتتوافق مع مع متطلبات العصر. يوجد اتجاه في تفسير اللاهوت يسمى الاتجاه المدرسي (السكولاستيك) نشأ على يد القديس توما الاكويني قبل عدة قرون يأخذ بالحسبان التفكير المنطقي بحسب الفلسفة العلمية، و هو الاتجاه اللاهوتي السائد لدى روما، و لا يتم تثبيت اي عقيد ناجمة عن اي تفسير الا من خلال مجمع العقيدة و بعد عمليات بحث معقدة.

اقتباس:فلماذا لا تتقبل بنفس الروح الحيادية والموضوعية تلك التأويلات الإسلامية المعاصرة التي تعيد تفسير وتأويل النصوص الإسلامية الإشكالية التي تتصادم مع الحرية والعقل، وتطرح فهما حداثيا لها ؟ .. أليس من التناقض الفكري أن تقبل التأويلات اللاهوتية المسيحية (رغم مخالفتها لظاهر وحرفية النص وفهم أجيال من اللاهوتيين) لتؤكد توافق المسيحية مع العقل .. ثم ترفض التأويلات الاسلامية بحجة انها تخالف ظاهر وحرفية النص وفهم أجيال من الفقهاء .. وكل ذلك لاثبات صدام الاسلام مع العقل !..

عزيزي شهاب هناك فرق كبير بين ان تقول أن كتابي المقدس كتاب تعليم روحاني اخلاقي ليس له علاقة بالعلم لكنه لا يتعارض معه، و بين ان تقول كتابي المقدس كتاب اعجاز علمي (هذا طبعا بعد ان نسطوا على المكتشفات الحديثة و نجد لها آية تدل عليها بعد ان ندق عنق اللغة طبعا). لهذا كنت دائما اقول للزملاء المسلمين امثال زغلول النجار كارثة على العلم و الدين معا و يسيء لكليهما.