{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
رحيل المفكر الجزائري الكبير محمد أركون
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #3
RE: رحيل المفكر الجزائري الكبير محمد أركون
المفكر الجزائري محمد أركون رحل وفي قلبه حسرتان

خاض معركتين شرستين واحدة مع المسلمين وأخرى في الغرب
بيروت: سوسن الأبطح
توفي المفكر الجزائري المثير للجدل محمد أركون، في باريس، مساء أول من أمس، وفي قلبه حسرتان. فقد كان دائم الشكوى بأنه لا يُقرأ بما يكفي من العرب أو ينصَف من قِبلهم، كما بقي يشعر بالغضاضة لأن أفكاره لم يحتف بها في فرنسا التي أقام فيها منذ كان طالبا جامعيا، ولم يصغ إليها بالقدر الذي كان يتمناه. وبسبب كونه متخصصا معروفا في الفكر الإسلامي، فقد حاول أن تُسمع كلمته بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) شارحا مكامن الخطأ عند العرب وفي السلوك الغربي المهيمن، محاولا توصيف الدواء، لكن آراءه بقيت حبيسة الأروقة الأكاديمية والحلقات النخبوية، وإن عين في بعض اللجان التي كان غرضها النظر في شؤون المسلمين.

أصوله الأمازيغية الجزائرية جعلته عرضة للتشكيك في كلامه عن العرب، وإقامته الطويلة في الغرب، وتبنيه المناهج الحديثة، كما أن قسوته مع طلابه العرب أثارت حوله اتهامات بالانحياز إلى الغرب. لكن أركون أجاب عن هذه الاتهامات في كتابه «أين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟» وهو يشرح بعضا من أهدافه بالقول: «أريد أولا زحزحة الإشكالية الإسلامية الخاصة بالقرآن من أجل التوصل إلى مقاربة أنثروبولوجية للأديان المدعوة بأديان (الوحي). كما أريد ثانيا إجبار الفكرين، اليهودي والمسيحي، على القيام بالزحزحة نفسها من أجل دمج البحث القرآني داخل بحث مشترك حول المكانة الأنثروبولوجية للخطاب الديني الحامل للوحي. وأريد ثالثا تبيان الأضرار الناجمة عن اختزال الظاهرة الدينية إلى مجرد صيغ عابرة وزائلة واستلابية».

هذه الكلمات القليلة تساعد على فهم المعركة الشرسة والمزدوجة التي خاضها أركون طوال حياته العملية، مسكونا بهاجس تحديث المجتمعات الإسلامية، وإلقاء الضوء على الأخطاء الغربية في التعامل مع الأديان.

معركة مع المسلمين الذين لم يستسيغوا أفكاره، وأخرى مع المستشرقين الجدد الغربيين الذين اعتبروا أن أطروحاته القائمة على الدراسات البنيوية سببت تراجعا في الدراسات الكلاسيكية ولم تسعف في تقديم حلول. فمنذ أنجز أطروحته للدكتوراه تحت عنوان «نزعة الأنسنة في الفكر العربي» بدا أن أركون تجاوز دراسة مسكويه الذي يفترض أن يركز عليه ليكشف من خلاله عن فكر مرحلة إسلامية كاملة في القرن الرابع الهجري اتسمت بالتعدد والانفتاح، حيث استفاد المسلمون من الحضارة اليونانية وتفاعلوا مع الفلاسفة المسيحيين واليهود، وهو ما تجلى في الحضارة الأندلسية بشكل باهر. أسباب الانحدار الإسلامي بعد ذلك العصر هي التي شغلت أركون، باحثا عن سبل للخروج، كما اهتم بإجهاضات عصر النهضة. وهذا ما جعل أركون يلقي الضوء على عيوب الثورات الاستقلالية والحكومات العربية التي أفرزتها، محملا إياها مسؤولية الانتكاسات التي حدثت بعد ذلك.

علماني صحيح، لكنه كان يعتقد بعلمانية منبثقة من الحضارة الإسلامية تصلح للعرب، مختلفة عن تلك التي أفرزتها المجتمعات الغربية بخلفيتها المسيحية. وبالتالي، فبالإضافة إلى آراء أركون في النصوص الدينية، 14 ورغبته في التعامل الأنثروبولوجي مع التاريخ الإسلامي والثقافة الدينية التي تشكلت عبر العصور، وهو الجانب الذي أغضب الإسلاميين، فإن الرجل كان يدعو بشكل أساسي إلى رؤية شمولية للأديان، تجعلها غير منعزلة عن بعضها. وبقي يطالب الفرنسيين، بالتخلي عن علمانيتهم التربوية في المدارس التي تعتبر الدين خارج اهتماماتها في المطلق، داعيا إلى مناهج تسعى إلى التعريف بالأديان، وتنشئة التلاميذ على رؤية معرفية بالأديان المختلفة، كونها عنصرا فاعلا وأساسيا في تاريخ البشرية.

منافح شرس من أجل إسلام أكثر إنسانية وانفتاحا، 2141521طالب بدراسة آراء الآثمين والتعامل معها كاجتهادات وتفسيرات إنسانية، بمقدورنا أن نتجاوزها. وكثيرا ما كان يقول: «لنكن على مستواهم في الاجتهاد والمعرفة». وهو ما انتهجه طوال حياته، ليعجب البعض ويغضب البعض الآخر، لكنه حتما ترك ما يستحق القراءة وإعادة القراءة، ولم يرحل دون أن يترك بصمات يصعب تجاهلها حتى من ألد خصومه وأكثر الناس عداوة لفكره.

الجوائز التي حصل عليها

* ضابط لواء الشرف.

* جائزة بالمز الأكاديمية.

* جائزة ليفي ديلا فيدا لدراسات الشرق الأوسط في كاليفورنيا.

* دكتوراه شرف من جامعة إكسيتر عام 2002.

* جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2003.

* مؤلفات أركون - للراحل محمد أركون مؤلفات كثيرة باللغة الفرنسية وترجمت أعماله إلى الكثير من اللغات من بينها العربية والهولندية والإنجليزية والإندونيسية ومن مؤلفاته المترجمة إلى العربية:

1 - الفكر العربي.

2 - الإسلام: أصالة وممارسة.

3 - تاريخية الفكر العربي الإسلامي أو «نقد العقل الإسلامي».

4 - الفكر الإسلامي: قراءة علمية.

5 - الإسلام: الأخلاق والسياسة.

6 - الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد.

7 - العلمنة والدين: الإسلام، المسيحية، الغرب.

8 - من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي.

9 - من فصل التفرقة إلى فصل المقال: أين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟

10 - الإسلام أوروبا الغرب، رهانات المعنى وإرادات الهيمنة.

11 - نزعة الأنسنة في الفكر العربي.

12 - قضايا في نقد العقل الديني. كيف نفهم الإسلام اليوم؟

13 - الفكر الأصولي واستحالة التأصيل - نحو تاريخ آخر للفكر الإسلامي.

14 - معارك من أجل الأنسنة في السياقات الإسلامية.

15 - القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني.

16 - أين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟

17 - تاريخ الجماعات السرية.
:14

الذين رحلوا
لندن: فاضل السلطاني
قد يكون هذا العام، وبامتياز، عام خسارة الفكر والثقافة العربيين لأبرز رموزهما، الذين يرحلون واحدا واحدا. في أشهر قليلة فقدنا نصر حامد أبو زيد ومحمد عابد الجابري وغازي عبد الرحمن القصيبي وأحمد البغدادي وداود سلوم - الذي رحل بصمت في بغداد الحزينة - وتوجت هذه الخسارات الكبيرة برحيل المعلم الأكبر محمد أركون، الذي يستحق حقا لقب «ابن رشد العرب» في القرن العشرين، كما يحب أن يسميه صديقه ومترجمه إلى العربية الباحث هاشم صالح. هل اتفقوا على الرحيل معا بعدما شبعوا عقوقا وهجرا ونبذا؟ هل تعبوا من الكلام الضائع في الهواء العربي؟ هل شعروا فجأة باللا جدوى، فانسحبوا، كلٌ على طريقته، من العشائر والطوائف، وأصحاب السياط، وشرطة المنع، وشيوخ التكفير، ومن الولائم الثقافية العربية، والجهلة الثقافيين النشيطين، الذين ملأوا آذاننا زعيقا، فلم نعد نسمع غيرهم، ولم نعد نقرأ لغيرهم. هل تعبوا فجأة، مطلقين صرخة واحدة في وجه الجميع: أية أمة هذه يا إلهي؟

مهما كان التفاوت في فكر ونفوس هؤلاء الكبار، فإنهم يشتركون في صفة واحدة: إنهم كانوا يحفرون في أرض شبه بور، كل حسب عزيمته، إذا استعرنا قول المتنبي، أرض ليست طيبة كافية لتحضنهم كأنجب وأشرف أبنائها، بل طردتهم شر طردة. 2141521 أي أرض هذه التي تطرد رجلا مثل نصر حامد أبو زيد؟ وأية أمة هذه التي يرحل وسط صخبها وضجيجها ومعاركها المضحكة حول السلطة، رجل مثل داود سلوم بصمت من دون أن تشعر بالخجل؟ ومن الذين كفّروا مرة أحمد البغدادي؟ من فقهاء الظلام هؤلاء؟ وماذا فعلنا لنسلط شيئا من الضوء على وجوهم الكالحة؟ هل عاد الصمت ممكنا؟

لا يكمن الألم في رحيل هؤلاء، ولا نتحدث عن الموت هنا، بل عن الحياة، عن النكران الذي نجيده أكثر من أي شيء آخر، وعن الخسران الذي لا نشعر بوطأته، لقلة الإحساس فينا، إلا بعد ما يقع. هل قرأنا، نحن اللاهين، محمد أركون؟ لا يبدو أن الأمر كذلك. وإذا كنا قرأناه، ماذا فعلنا بهذه القراءة؟ ثم، هل كان أركون حاضرا بيننا؟ كم وزير ثقافة عربيا، وكم مؤسسة ثقافية عربية، اهتمت بهذا الرجل فدعته في الأقل إلى محاضرة، أو إلى ندوة ثقافية، هذا إذا لم نتحدث عن التكريم قبل أن نفقده، وننعيه، بدافع من الشعور الخفي بالذنب، هذا إذا كنا أساسا نمتلك مثل هذا الشعور؟

على مدى أكثر من خمسين عاما، بقي أركون في صومعته الفرنسية، قارئا في حاضرنا، مفككا ذواتنا، وقبل كل شيء حافرا في تاريخنا كما لم يحفر أحد قبله من عصر ابن رشد. كان يخاطبنا، وهو البعيد، لكننا لم نحسن الإصغاء. بل كنا نتمنى، في الحقيقة، أن يخرس للأبد حتى لا يعكر صفونا وهدوءنا، وسلامنا الداخلي الكاذب ونومتنا الأبدية.

لا ينجب العصر، أي عصر، سوى حفنة من الرجال النادرين، وقد مروا على أرضنا من دون أن نحسن استغلال وجودهم، وسينزف العقل العربي، وستنزف الثقافة العربية كثيرا، فوق ما نزفا، لتعويض شيء من مشاعل الفكر التي انطفأت، ووهج العقول التي هوت في أيام قليلة من الزمن العربي الطويل، بعدما تركت لنا بصمات غير قابلة للإمحاء مهما فعل الذين يريدون لهذا الزمن أن يبقى واقفا للأبد عند محطة الجهل حيث نقف الآن.
12 12 12 12 12

محمد أركون هو واحد من خمسة أو ستة كتبوا في الفكر الإسلامي، القديم والحديث، في الأربعين سنة الماضية، وهم معروفون، منهم عبد الله العروة، محمد عابد الجابري، حسن حنفي، ومحمد عمارة، وعلى رأس هؤلاء جميعا محمد أركون، لأنه أقدمهم كتابة، فهو يؤلف منذ الستينات. وحينما أتحدث عن خمسة أو ستة دون غيرهم، فإنما أقصد من يملكون أطروحات في تاريخ العقل الذي يسمونه «عربيا» تارة، و«إسلاميا» تارة أخرى. محمد أركون متميز عنهم كلهم في المنهج، فغرضهم عموما - ما عدا محمد عمارة، لأنه إسلامي - مع اختلاف مناهجهم، كيفية الخروج من الموروث والدخول في الحداثة، لذلك كل منهم قرأ التراث، هناك من أراد تجاوزه، وثمة من سعى للتحرر، وكل استخدم التوصيف الذي يناسبه. الجابري وأركون متناظران مختلفان في منهجية الخروج من التراث. فمحمد عابد الجابري يعتمد، لأنه ماركسي في الأصل، «الحاكمية التاريخية» و«الابستمولوجية» للنص من أجل التحرر منه، أما أركون فيريد تفكيك النص، لأنه يعتبره كامنا في تلافيف العقل، وكسره في الخارج يعني كسره في الداخل أيضا.

بدأ محمد أركون فيلولوجيا محترما، في كتابه عن مسكويه «نزعة الأنسنة في الفكر العربي»، لكنه ما لبث في أواسط السبعينات أن نقد الاستشراق، وأطلق ما سماه «الإسلاميات التطبيقية». وهي نظرية طبقها على نصوص في القرآن، ونصوص من القرن الرابع، وما شابه. أما في الثمانينات فنلحظ عنده نضوج تحطيم الدوغمائيات والهجوم على الأرثوذكسية السنية، وعمل بعد ذلك ثلاثين عاما على هذا النهج مع خروج منه، في بعض الأحيان، ودخول في نقاش حاد مع العنصريين الغربيين.

لا أنكر أن محمد أركون إنساني كبير، لكن ثمانين في المائة من كتاباته ومحاضراته، وهو رجل مكثر، تدور حول تحطيم الدوغمائية والأرثوذكسية السنية، واضعا برامج لذلك. كما شغله موضوع كيف نخترق المفكر فيه، باللامفكر فيه، وكرر كثيرا خلال العشرين سنة الأخيرة، في كتاباته، أنه يجب أن نفعل كذا ولا نفعل كذا، ولكننا لا نرى تطبيقاته العملية على ذلك.

ما أقوله ليس تسخيفا أو تقليلا من شأن أركون، فهو مناضل كبير، لكن مشكلته تحديدا في نضاله الذي حوله إلى داعية علماني متشدد،2332 مثل الإسلاميين المتشددين، لذلك كان الإسلاميون يكرهونه ويكرههم، وعنده طلاب مناضلون مثله، يحملون أفكاره وينافحون عنها.

في السنوات العشر الأخيرة، عدل أركون مواقفه بعض الشيء، عاد إلى كتبه الأولى، وصار انتقائيا، لا ينكر أهمية الاقتداء ببعض ممن كان لا يرى فيهم قدوة في فترة ما، معتبرا أن العودة إليهم تشكل مجرد انطلاقة أو بداية.

كان مثلا، في السابق يهاجم الجابري، لأنه مفتون بابن رشد وابن سينا، لكنه عاد وكتب عنهما وعن ابن خلدون كلاما جيدا. كتبه الثلاثة التي ترجمت إلى العربية وصدرت مؤخرا في عامي 2009 و2010، نرى فيها بوضوح عودة إلى روح كتبه الأولى، وميله لشيء من العودة إلى التراث بأسلوب انتقائي مع ليونة تجاه ابن خلدون وابن رشد، على سبيل المثال، من خلال اعتقاده بإمكانية العودة إلى بعض من أفكارهما والاستفادة منها، لكنه بقي مهاجما للعقيدة السنية دون أن يطرأ أي تعديل على وجهة نظره هذه]
http://www.aawsat.com/leader.asp?section...ueno=11615
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 09-16-2010, 07:09 AM بواسطة بسام الخوري.)
09-16-2010, 06:59 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
RE: رحيل المفكر الجزائري الكبير محمد أركون - بواسطة بسام الخوري - 09-16-2010, 06:59 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رحيل المفكر الفرنسي روجيه جارودي عبادة الشايب 3 1,743 06-18-2012, 04:12 PM
آخر رد: الحوت الأبيض
  مؤسسة ابن رشد للفكر الحر فى المانيا تنعى وفاة المفكر الأستاذ الدكتور محمد أركون بهجت 0 2,375 09-18-2010, 11:34 AM
آخر رد: بهجت

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS