أخي العزيز:

ربما أنت تعيش في مكان فيه الناس لا تعرف أن تقوم بالتقدير... ولكن هنا لا أحد غالبًا يكترث بالآخر. لو رن جرس التلفون عندي فمن المؤكد أن هناك شيء لأجله يتصل فلان.. لأنه يريد مني شيء..... باستثناء أصدقائي السعوديين حيث الصداقة بيني وبينهم لذاتها وليست بيننا أي مصالح شخصية.

من في الأميركان يتصل بي لذاتي أنا؟ ولا واحد يا أخي العزيز!

وعليه فوطنك هو قلبك أنت. فردوسك تصنعه بداخلك وفي بيتك أنت. يمكن أن تضع الناس على مسافة القرب والبعد كيفما شئت.

إذا كان هناك ناس يقفون ضدك حيث تعيش أقترح أن تحاول أنت أن تتلاقى معهم في الأمور العامة المشتركة معهم وتتقاسم معهم لحظات السعادة وقتئذ.

بالنسبة لحال باقي الولايات فالناس عامة تدور في طاحونة كالماكينة: تشتغل لتأكل وتأكل لتشتغل وهكذا. اختياري لـ نورث كارولينا أسبابه مادية محضة. لا أقدر أن أعيش في كاليفورنيا لأن سعرها مرتفع ومادياتي لا تسمح بالإقامة هناك. المادة هي التي تتحكم فينا هنا.

شكرًا على تهنئتك بالمولود الجديد يا ذوق. ونقبل من الله الامتحان ونحمده ونشكره فحكمته من المؤكد تفوق حكمتنا.. كنت أتمنى لو أنه لم يمتحنني بهذا الشكل ولكن وكما يقولون في الإسلام "قدّر الله وما شاء فعل". له الحمد والشكر بجميع الأحوال. واذكرني في دعاك. ودم لأخيك إبراهيم.