(09-20-2010, 12:30 PM)خالد كتب:  فارس هل لديك أولاد؟؟

يقيني أن إبراهيم حين رأى ولده رفائيل قد شعر بفرح ممزوج بمرارة، ثم كأنه قد شعر بنبع حنان ينسكب فيه فيملأه من أخمص قدميه حتى مفرق رأسه ثم يفيض ويشع في عينيه، نور وأي نور لا يعرفه إلا من ذاقه، وكأني بإبراهيم قد تمنى على الله أن يبدل إعاقة الولد فيأخذها هو بدلا عنه، فيصير المصاب الأب والسليم الولد... شعور لا يقاس ولا يكال ولا يثمن ولا يقدر، ولا علاقة له باستثمار. هو يعطيه دون توقع مقابل، ومن يعطي ولده مع توقع مقابل؟

ورب معاق خير من سليم، ورب معاق رحمة وسليم عذاب، وما أمر المتلازمة إلا لشأن لم ندركه بعد، ولا بد أن نصل يوما لنعلم ماذا تعلمنا هذه المتلازمة...


وجود رفائيل في حياة إبراهيم الآن هو رحمة مهداة، سيشعر هو وزوجته بقيمتها مع مرور الزمن، حتى يأتيهما يوم لا يقبلان ولا يتمنيان استبدال رفائيل بكل أولاد العالم وكل كنوز الدنيا...


رفائيل أتاك يا إبراهيم ليعلمك كيف ستحب دون مقابل، وكيف ستبذل نفسك حبا وحنانا، على خلاف نسيم الذي يتوقع منه أن يرد شيئا من شيء من جميل أبويه، رفائيل سيملأك بالحب كما لم يصنع أحد، وستنظر إليه في عين كل من يحتاج الحب حولك...

اقبل عطية ربك يا إبراهيم بفرح وشكر ومحبة... الحمدلله الذي أعطاك رفائيل، والحمد له الذي صوره كما أراد، والحمد له الذي جعله لك علامة وجعل فيه رحمة وجعل في قلبك الحب والحنان له.