والله يا آرماند إني لأخشى أن أجيبك صونا لنفسي عن التبذل ورأفة بنفسك عن التذلل، فاكفف عن التكلف في أمر أريده، فما عبئنا بقولك في غير ساحة حتى نعبؤ به ههنا، وما مثل امرئ إلا كمثل تيم إذ قال فيها الشاعر ما قال
ويقضى الأمر حين تغيب تيم --- ولا يستأذنون وهم شهود

فاشغل بنفسك عزيزي وقد علمنا موضعك، وأدركنا حاجتك، وغلب على ظننا الغاية من خلقك ووجودك بيننا، فلو جعل الله حاجتنا إليك لتركناها ترفعا، أو حاجتك إلينا لتركناها لك صدقة وبلغة…

الحمد لله الذي جعلني وإياك آيتين لخلقه، فيحيى بعدئذ من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة، ويؤوب كل معشر لشبيهه، وكل قرين ومقرينه، والسلام على من أريد